سليمان شفيق 
أثارت أنباء عن هروب الأميرة هيا بنت الحسين، زوجة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قبل أيام إلى ألمانيا ثم بريطانيا برفقة طفليها، العديد من التوقعات والتكهنات حول خلفيات القضية التي أعادت إلى الأذهان محاولة فرار فاشلة لابنة الأمير الإماراتي الشيخة لطيفة آل مكتوم.
 
أكدت تقارير إعلامية عربية ودولية أن الأميرة هيا بنت الحسين (45 عاما)، أصغر زوجات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (69 عاما) نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي، قد استقرت بمنزلها الكائن في لندن مع ابنتها الجليلة (11 عاما) وابنها زايد (7 أعوام) بعد فرارها من الإمارات إلى ألمانيا، قبل أن تسافر إلى بريطانيا.
 
وأعادت هذه الحادثة إلى الأذهان قصة فرار أخرى للشيخة لطيفة آل مكتوم (34 عاما) ابنة حاكم دبي، والتي هربت في فبراير 2018 قبل أن يتم توقيفها قبالة السواحل الهندية وإعادتها إلى الإمارات. ونشرت لطيفة في حينه فيديو عن سوء معاملتها وتقييد حريتها من قبل والدها وارتكابه، حسبها، جرائم بحق أشخاص آخرين، وتعرضها لمعاملة سيئة وحرمانها من القيادة والسفر.
 
وذكر موقع أسبوعية لوبوان الفرنسية، أن الأميرة هيا قد استقرت برفقة طفليها في لندن، حيث تقيم بمنزلها الكائن في شارع حدائق قصر كينسينغتون، والذي يقع وسط غرب العاصمة البريطانية. كما أشار موقع ديلي ميل البريطاني، إلى أن هذا المنزل قريب من قصر كينسينغتون حيث تقيم العائلة الملكية البريطانية، مضيفا أن الأميرة اشترته في 2017 من الملياردير الهندي لاكشمي ميتال، بمبلغ 85 مليون جنيه إسترليني ما يعادل 106 ملايين دولار.
 
(بعض الخطا اسمه خيانه ..... وانتي تعديتي وخنتي 
يا خاينة أغلي أمانة ...... كشفت ملعوبك وانتي 
 
كذبك تري ولي زمانه ......ما يهمني كنا وكنتي 
عندي براهين الادانة ...... علي الذي انتي فعلتي
ارخيتي احضانك عنانه .....واكبر خطأ انك كذبتي
 
تدرين بأفعالك ادانه ........لكن لنفسك بس هنتي 
ما عاد لكي عندي مكانه....سيري لمن فية انشغلتي 
وخليها ينفعك الشطانه ... ما يهمني عشتي ومتي)
 
بعض المراقبون لاحوال العائلة ربطوا بين هذة القصيدة وبين مشكلة عاطفية ولكن لم يتضح هذا بعد من 
 
شد، في ظل صمت السلطات الرسمية في دبي. لكن نشر قصيدة لحاكم دبي الشهر الماضي، اعتبرت موجهة ضد الأميرة هيا، يبقى من بين الفرضيات المطروحة في ما يؤشر ربما إلى خلاف زوجي كبير وعميق انتهى بعملية فرار قد تتكلل بالطلاق، وقد تعري جانبا من الحياة الشخصية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
 
ولا تزال قصيدة "عشتي ومتي" المنشورة في 22 يونيو ، متواجدة على موقع إنستاغرام، والتي تحدث فيها حاكم دبي علنا وبشكل غير مسبوق عن "خيانة، اعتداء، ألاعيب، كذب، إهانة، براهين وإدانة" لشخص لم يسمه بالاسم. ورجحت العديد من وسائل الإعلام وحتى منظمات حقوقية، أنها هجاء موجه بشكل مباشر ضد الأميرة هيا، وقد يشير إلى وجود أزمة حقيقية في العلاقة بين الزوجين.
 
منظمة حقوقية "هروب صاحبة السمو أكبر إدانة لزوجها"
اعتبرت المنظمة الحقوقية غير الحكومية "ديتينيد إين دبي" أو "محتجز في دبي" البريطانية، نقلا عن موقع لوبوان أن "هروب صاحبة السمو، هو بمثابة أكبر إدانة لزوجها" موجهة أصابع الاتهام لحاكم دبي في الوقوف وراء ما أقدمت عليه الأميرة هيا. وذهبت رضا ستيرلينغ رئيسة المنظمة، التي تقول إنها تدافع عن الأجانب الذين تعرضوا لمحاكمة جائرة في الخليج، إلى حد اعتبار أن قصيدة محمد بن راشد هي "تهديد واضح للأميرة هيا، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو ما يشكل خرقا لقوانين الجرائم الإلكترونية في الإمارات" بحسب بيان نشرته على الإنترنت.
 
من جهته أشار موقع صحيفة "ذي صن" البريطانية، إلى أن الأميرة هيا قد أخذت معها مبلغ 31 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 39 مليون دولار، ما قد يمكنها من بدء حياة جديدة ومواجهة إجراءات الطلاق، مشيرا إلى رفض السلطات في الإمارات وألمانيا التعليق على خلفيات هذه القضية.
 
من جهة أخرى، أكد موقع يومية "ذي غارديان" أن "طلبات قدمت للمملكة المتحدة عبر قنوات خاصة في دبي، بهدف إعادة الأميرة هيا، التي كانت تشعر بالقلق على سلامتها الشخصية في بريطانيا. لكن وزارة الخارجية اعتبرت أن الأمر هو خلاف شخصي". ونقلت عن متحدث باسم السفارة الإماراتية في لندن قوله "لا تنوي حكومة الإمارات العربية المتحدة التعليق على مزاعم حول حياة الأفراد الخاصة، أما إذا كانت قد أثارت مثل هذه القضية مع نظرائها الألمان أو البريطانيين، فالجواب هو لا"، وتابع موقع "ذي غارديان" لقد "رفض محامو الشيخ محمد التعليق على القضية".
 
هيا بنت الحسين الأميرة الأردنية التي تجيد الفلسفة والفروسية وقيادة الشاحنات الثقيلة
 
ولدت الأميرة هيا في عمان سنة 1974، وهي ابنة ملك الأردن الراحل حسين بن طلال، والملكة علياء الحسين التي توفيت في تحطم طائرة مروحية سنة 1977. وهي أخت ملك الأردن الحالي عبد الله الثاني.
 
وتزوجت الأميرة هيا من الشيخ محمد بن راشد سنة 2004، وهي خريجة جامعة أوكسفورد المرموقة، حيث كانت تدرس الفلسفة، السياسة، والاقتصاد.
 
ورزقت هيا ومحمد بن راشد بطفلين هما الشيخة الجليلة والتي ولدت في 2 ديسمبر الأول 2007، والشيخ زايد الذي ولد في 7 يناير 2012
 
والأميرة هيا رياضية أولمبية سابقة، فقد مثلت بلادها في ألعاب سيدني سنة 2000 في رياضة الفروسية عن فئة قفز الحواجز، وهي أيضا ناشطة إنسانية وسفيرة الأمم المتحدة للسلام. كما أنها الأردنية الوحيدة التي تملك رخصة سياقة الشاحنات الثقيلة.