عرض/ سامية عياد
كثيرا ما يتعجل البعض فى الكلام دون فهم أو تعمق أو انتظار لصوت الله وهذا أسوء شىء "لا يعرفون ولا يفهمون ، لأنه قد طمست عيونهم عن الإبصار ، وقلوبهم عن التعقل" ، لذا فالتعقل قبل التكلم هو الطريق للاستنارة والفرح واليقين .. 
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى كلمته عن "طريق الاستنارة" حدثنا عن الجهل والاستنارة من خلال قصة تلميذى عمواس ، فالجهل يعنى أولا : انغلاق الذهن، فقد تكلما تلميذا عمواس قبل أن يفهما ، فالتعقل قبل التكلم أمر هام سواء على نطاق الأسرة أو المجتمع ، ثانيا : انعدم البصيرة ، لم يميز التلميذان وجود الرب يسوع معهما لغياب البصيرة "ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته" ، ثالثا: عبوس الوجه، فقد فقد التلميذان السلام والفرح وظهر عبوس الوجه نتيجة جهلهم ، فالفرح يجعل الوجه طلقا وهو علامة الصحة الروحية ، رابعا: الحيرة ، الجهل جعل التلميذان فى حيرة ووضع حاجزا قويا منعهما من التمتع ببركة المسيح .
 
أما الاستنارة فهى تعنى أولا : انفتاح الذهن ، لقد انفتحت أعين التلميذان وعرفا أنه الرب يسوع "فلما اتكأ معهما ، أخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما ، فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما" وهنا ندرك أهمية فترات الصمت والخلوة والهدوء ، لمراجعة النفس واكتشاف الأخطاء ، ثانيا الفرح ، لقد امتلأ قلب التلميذان فرحا بسبب كلام الرب يسوع معهم فرجعا الى التلاميذ فرحين يخبراهم ما حدث معهم ، ثالثا: اليقين ، صار التلميذان على يقين وتأكيد بسبب الاستنارة التى حصلا عليها "فكانا يخبران بما حدث فى الطريق ، وكيف عرفاه عند كسر الخبز" .
 
انفتاح الذهن والاستنارة يجعلان حضور الله واضحا قويا معا ، علينا بالتعقل قبل التكلم وهذا ينتج من الفهم الجيد لكلام الله ووصاياه الذى يمنحنا البصيرة الروحية ، والسلوك النقى وحياة التقوى ...