إعداد وتقديم الكاتب : مدحت بشاي
قالت الكاتبة والأديبة عزة هيكل، عميدة كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، المثقفون لهم دور تنويري واستباقي باستشراف المستقبل ليس فقط تقرير واقع، تقرير الواقع يكون من الإعلام بشكل أكبر، ولكن المثقف والمبدع فى أي مجال فى الفن أو السينما أو الكتابة تصوير فكر لابد أن يكون سابق لمجتمعه بخطوات.

وأكدت أننا نعانى من غياب شديد لدور  المثقف، و هذا ظهر جليا في عهد الحكم الأسود للإخوان و قد تم التنكيل بكل المثقفين في هذا العهد الأسود و بعض المثقفين تصوروا  أن حكم الاخوان كفكرة جماعة تتبني الدين و طالما  ظهرت بمظهر الثورية ومظهر أنها ضد الفساد وضد السلطوية وضد حكم الفرد ثم فوجئوا هؤلاء المثقفين مع الشعب المصري أنهم يعودون إلى الحكم الديكتاتوري مرة أخري بدلا من من حكم فرد ديكتاتور أصبح جماعة وحكم مرشد.

وتابعت: فى هذه اللحظة كان هناك خطأ من بعض المثقفين حيث  وقف المثقفون المصريون جميعا لاستعادة الهوية المصرية، والثورات التى حدثت فى مصر ثورة 19 ضد الاحتلال الانجليزي ومحاولة للاستقلال وإصدار دستور جديد لمصر، أيضا ثورة 52 ضد فساد الملك ورغبة فى تحرر الوطن، وثورة يناير كانت ضد حكم مبارك ومرحلة الرقود فى الوطن، ولكن ثورة 30 يونية ثورة شعب مصر ثورة مختلفة تماما لانها ثورة استعادة الهوية والوطنية المصرية والوسطية المصرية واستعادة النسيج المصري، فلم تكن ثورة من أجل مطالب شخصية أو مطالب اجتماعية ولا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية ولا كرامة اجتماعية ولكن كانت ثورة من أجل مصر ذاتها  أو ثورة المصريين لاستعادة هويتهم.

وأوضحت "هيكل" خلال لقائها ببرنامج "ستديو التنوير" المذاع على شاشة الأقباط متحدون ، فى هذه اللحظة المثقفون المصريون متواجدون ولكن تواجدهم كان فى إطار وزارة الثقافة وكان الشعب والجيش يساندهم، لان كان ممكن يكون هناك دور، والقضية فى الثقافة والمثقفين فى الوقت الحالي شيئان:

يعتقد المثقف أن الثقافة هى التعالي على الآخر أو أن الثقافة دوائر مغلقة أو نتحدث إلى أنفسنا وحتى هذه اللحظة أعتقد أن الدولة لا تؤمن إيمانا كاملا بدور المثقف وبأهمية الثقافة وأن الثقافة ليست كتابا فقط أو فيلما سينمائي أو مسرحية أو فنا تشكيليا  ولكن الثقافة هى مكون من لغة وتاريخ وسياسة وتعليم واقتصاد يخرج فى النهاية هذا المنتج المسمي بالثقافة، إذا فكرة الثقافة يجب أن تكون شاملة وأن يكون هناك خطة ثقافية لهذه الوطن، وأن تطرح سياسة بخطة متكاملة تتكامل فيها كل الجهود والهيئات التابعة لوزارة الثقافة.

كيف يتواصل المثقف مع المجتمع وأن يصل بفكره ورسالته وما يؤمن به لهذا المجتمع، وكيف يخلق دوائر أكبر تأخذ بيد الآخرين ويشكل واقعا جديدا . لكن ليس دائما ما ينقد الواقع فقط ولا يقف ضده ولا يقف على مساحة واحدة مع المجتمع ومع السلطة.

القضية اليوم أن كثير من المثقفين يفكرون أن معارضتهم للسلطة فقط تكفي بحيث يصبح مثقفا، معارضا السلطة فيما يخالف صالح المجتمع وليس فيما يخالف ما يؤمن به.

استبدال المثقف بالإعلامي، والإعلامي بالفنان فيما يقدم المعلومة والخبرة والتجربة للمشاهد أو للمتابع أو للقراء هذه اشكالية، لدينا هيئات بوزارة الثقافة مثل هيئة الكتاب عندما يكون هناك سلسلة إصدارات القائمين عليها يتحولون لمجرد موظفين، والموظف يقول ما يصدر وما لا يصدر ويكون هناك دوائر من دوائر المصلحة والمنفعة الشللية.

هل من الممكن أن تكون هناك فكرة نؤمن بها أن الثقافة للجميع والقراءة للجميع وأن دور مؤسسات الدولة الثقافية هى لخدمة الواقع الثقافي ولخدمة المجتمع، لدينا كم هائل من قصور الثقافة واتسال عن دورها فى التنوير ومواجهة الإرهاب الذى لا يواجه ببندقية فقط ولا بتصريحات فقط ولا أمنية فقط، يجب أن يواجه ثقافيا وفكريا.