وسيم السيسي
بدعوة كريمة من أ. د. محمد محمود هاشم، رئيس المركز القومى للبحوث، والأستاذة الدكتورة الوزيرة فينيس كامل، وزيرة البحث العلمى سابقاً، لإلقاء محاضرة عن: الإنجازات العلمية فى مصر القديمة، حدثتهم عن ثالوث الفناء «الفقر والجهل والمرض» وكيف تغلبت مصر على هذا الثالوث المدمر بنهر النيل! فإن صح النيل صحت مصر، وإن مرض النيل مرضت مصر.

من إنجازات مصر العلمية البردى، البوص، الحبر، وهكذا سجلوا كل كبيرة وصغيرة من حضارتنا. عرفوا التحنيط فعرفوا دقائق الجسم البشرى، فكانت جراحات التربنة، المياه البيضاء «كاتاراكت» زراعة الأسنان، البتر، العيون الزجاجية، الخيوط الجراحية، مسامير العظام، الجبائر، تشخيص سبب العقم عند المرأة العاقر، بل قاموا بتشريح المتوفى بإصابة لمعرفة سبب الوفاة.

Post Mortum Examination نجد فى إحدى البرديات: كسر فى العنق: تجد الفقرة العليا مغروزة فى السفلى كما تغرز القدم فى الطمى! عرفوا الكهرباء والمصابيح الكهربائية «معبد دندرة» كما عرفوا علاج الاكتئاب والصداع النصفى بسمكة الرعاد الصغيرة Ell Fish، فتعطى شحنة كهربائية لشفاء المريض، كما عرفوا البطاريات التى سرقها فولتا.. أحد علماء الحملة الفرنسية.. وأعلن عن اكتشافه ١٨٠١ سنة خروجه من مصر! سرقها من معبد دندرة.

عرفت مصر اليورانيوم، والكل عارف، ولكنه مؤامرة الصمت المريب! وهو ما يطلقون عليه «خطأ» الزئبق الأحمر، هذا الإشعاع هو الذى يحمى المعابد من الحشرات، والمومياوات من التحلل.

عرفت مصر السنة الشمسية وأنقذت العالم من تداخل الفصول، كما ضبطت الزراعة بالشهور المصرية، نحن الآن فى بؤونة، يقولون لنا: لا تعصر فيها لمونة! فلا نستغرب أن كيلو الليمون بخمسين جنيه!

عرفت مصر اكتشاف القارات، عرفت رأس الرجاء الصالح، قال البحارة فى استغراب، كانت الشمس تشرق من على يسارنا، فأصبحت تشرق من على يميننا «الدوران حول إفريقيا»، كما وصلوا إلى أمريكا الجنوبية «رحلة الشاب النرويجى نور هيدردال».

كل هذا لتفوقهم فى الرياضيات، أربعة من العلماء «أرشيبالد- تشيز- مانج- بل» جمعوا ٣٦ وثيقة أصلية من البرديات فى رياضيات الدائرة والمثلث الذهبى، جدير بالذكر أن فيثاغورث نهل من علومنا طوال إقامته فى مصر ٢٢ سنة، لذا قالها أفلاطون: ما من علم لدينا إلا وقد أخذناه عن مصر!

حدثتهم عن رياضيات الهرم الأكبر، وكيف أن الأهرامات عموماً ليست مدافن، لم نجد مومياء واحدة فى 99 هرما، بل كانت مراصد فلكية Air-Ducts، كما كانت محطات لتوليد نوع من الطاقة التصادمية، لقطع أحجار الجرانيت «كريستوفر Dunn» «التكنولوجيا المفقودة فى مصر القديمة»، وهذا يؤكد ما قاله الفاريز الحاصل على جائزة نوبل وجاء على رأس بعثة بيركلى إلى مصر لدراسة الهرم الأكبر، قال: فى الهرم طاقة لا نعرف عنها شيئاً! عرفنا بعد ذلك أنها Pizo Electric Effect.

حدثتهم عن زهرة مصر.. زهرة اللوتس، وكيف أصبح هذا القرن يسمى بقرن زهرة اللوتس، بارتولت عالم النبات اكتشف خواص هذه الزهرة، فكانت الصمامات القلبية، والشرايين الصناعية، سطحها كسطح زهرة اللوتس!

وأخيراً حدثتهم عن إنجازات مصر فى العلوم العسكرية، وكيف أشار لورانس العرب على لورد الليمبى بأن يقرأ خطط تحتمس الثالث مؤسس الإمبراطورية المصرية «خطة عرونا»، فدرسها ونفذها، وانتصر بها، كما درسها مونتجومرى فى الحرب العالمية الثانية- معركة العلمين، واستفاد منها وانتصر بها! عظيمة يا مصر متى يعرف أبناؤك عظمتك.. ولكن ما ذنب الورود إذا المزكوم لم يطعم شذاها!
نقلا عن المصرى اليوم