فى مثل هذا اليوم 4 يوليو2003م..

سامح جميل

الجيش الأمريكي يقوم بإلقاء القبض على مجموعة من العسكريين التركيين خلال غزو العراق، عرفت هذه حادثة باسم عملية قلنسوة.
 
عملية قلنسوة كانت حادثة وقعت في الرابع من يوليو 2003 في أعقاب غزو العراق حيث تم إلقاء القبض على مجموعة من العسكريين التركيين الذين يعملون شمالي العراق وتم اقتيادهم مع وضع قلنسوات فوق رؤوسهم، واستجوبتهم القوات المسلحة الأمريكية. ثم أطلق سراح الجنود بعد ستين ساعة بعد أن قدمت تركيا اعتراضًا لدى الولايات المتحدة.
 
ورغم أن أيًّا من الجانبين لم يعتذر، فقد شكلت لجنة أمريكية تركية للتحقيق في الحادثة وأصدرت بيانًا مشتركًا للاعتذار. بالإضافة إلى ذلك كتب وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد خطابًا إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعرب فيه عن أسفه حيال تلك الحادثة. ولقد أضرت "حادثة القلنسوة" بـ العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة ومثلت نقطة تدهور في العلاقات بين البلدين. ورغم أن الحادثة قد لقيت تغطية ضئيلة نسبيًا في الولايات المتحدة، فقد كانت حادثة كبرى في تركيا ورأى مواطنون كُثر أنها إهانة متعمدة وأطلقوا عليها اسم "حادثة القلنسوة".
 
كان لحادثة القلنسوة تأثيرٌ أكبر كثيرًا في تركيا عن الغرب، الذي اتفق إلى حد كبير مع رواية الإدارة الأمريكية. في حين أن القصة قد حظيت بتغطية قليلة نسبيًا خارج الشرق الأوسط، فلقد أدانت الصحف التركية تلك الغارة وأشارت للقوات الأمريكية بأسماء مستعارة مثل "رامبو" و"الأمريكيين البغضاء". وفي اليوم الأخير من الحادثة، أعلن حلمي أوذكوك، رئيس الأركان العامة التركية، أن حادثة القلنسوة قد سببت "أزمة ثقة" بين تركيا والولايات المتحدة.
 
لقد حظيت الحادثة بتغطية أساسية لفترة في وسائل الإعلام التركية، مثل جريدة الحرية اليومية الواسعة الانتشار، فقد كان هناك حرص على تقديم معلومات جديدة يقدمها من اشتركوا في الحادثة ويقدمون تفاصيل جديدة. ومن أحدث ما تم، ادعاء الشاهد الأساسي في تحقيقات إرغينكون، توناكي جيوني، أن الحادثة كانت ردًا أمريكيًا على اكتشاف وثائق عن شبكة إرغينكون السرية في العراق في أرشيف طارق عزيز.
 
لقد كانت حادثة القلنسوة مصدر إلهام لـ فيلم الحركة التركي وادي الذئاب عام 2006. ويفتتح الفيلم بتصوير لحادثة مطابقة تقريبًا عقب رواية قصة خيالية سعى فيها الأبطال الأتراك إلى الانتقام من القائد الأمريكي المسؤول عن الحادثة..!!.