Oliver كتبها
المواسم تختلف و كلها ضرورية للحياة.لا يمكن أن تختار موسماً أفضل للوجود من غيره فكلها للوجود جوهرية.الآباء البطاركة تختلف و لا سبيل للمقارنة بينهم.الأيام ليست كالأيام و الماء الذي يجري قدامنا ليس هو الماء الذي جري بالأمس فكيف يريد البعض أن يتشابه الآباء و الظروف غير الظروف و الأحداث جديدة عما سبق و لا تتساوي بينهم سوي أمانة المهمة.تتجدد الأبوة بتجدد الآباء البطاركة.لا يوجد تشابه بين أب و أب في كل الأشياء.لا نقل هذا أفضل من ذاك .كل أب هو إختيار أفضل من الله لنا.كل أب هو الأفضل لعصره و ظروف شعبه و الكنيسة.لكن الذين يضعون مقاييس قديمة لعصر جديد كمن يضعون خمراً عتيقة في زجاج جديد فالخمر تتعتق و تشق الزجاجة لأنها لم تكن مؤهلة للخمر العتيق و لا الزجاجة القديمة مؤهلة للخمر الجديد أيضاً.إننا نشكر الله الذي يختار لنا الصالح لزماننا.
 
الرب يعرف الأحداث مسبقاً لذلك يبارك كنيسته بمن يؤهله ليقودها بروحه وسط تلك الأحداث.لكن الذين لا يثقون في إختيارات الله هم الذين يجعلون مقاييسهم حاكمة لرؤيتهم.يظنون أنهم يعرفون أكثر من الله الذي إختار لنا أباً قديساً . للقداسة أشكال و أنواع كثيرة تتناسب مع كل إنسان و ليس فقط كل أب بطريرك.فلا نحسب القداسة في صنع المعجزات أو في براعة التعليم أو في نهضة ما بل القداسة هي في علاقة باطنية مع الله تسبغ علي الإنسان نعمة تنجحه فيما أرسل إليه.تجعله آنية للمجد.تبارك خطواته مهما سار و أينما ذهب.تصحح أخطاءه أيضاً فلا أحد معصوم من الخطأ.لكن علاقة الإنسان الصادقة بالله تسربله بوداعة الإيمان و تمسك به في حياة المحبة و تؤازره بالحكمة فلا يكون إلا فرحاً .هذا تفعله قداسة الروح القدس فينا.
 
الكنيسة ليست مؤسسة و لا مستندة علي قيادتها البشرية بل علي شخص الرب يسوع الأفضل لنا دوماً فلا نظن أنه يكلف الراعي بالرعاية و يتركنا بل يرعي الرعية و الرعاة لأن الجميع قدامه من الخراف و هو وحده الراعي الصالح الذي بذل نفسه من أجل حياة الخراف.
 
البعض يخلطون بين مشاكلهم و بين رؤيتهم.فيدينون الكنيسة بدلاً من أن يدينوا أنفسهم.يستسهلون إتهام الكنيسة لأي سبب لأنهم في القلب لا يعتبرونها ُأماً.يخاصمونها إن لم تكن طوع أفكارهم يحركونها كما يشتهون.هؤلاء لهم اصوات مرتفعة وقلوب منخفضة, خصوم الكنيسة يدعونهم علي كل الموائد لذلك يشتهرون لكن في الخصومة و يفقدون نعمتهم سريعاً.
 
أما المتواضعون فيشكرون الرب علي عمله في الكنيسة.يرون ما أنقذ الكنيسة منه و يسجدون حمداً و يرنمون تسبيحاً.يدركون عمل الرب الذي لا يفرغ و لا يتراجع مهما تراجعت محبتنا و ضعفت.المتواضعون إذا إختلفوا تحاججوا بمحبة.إذا إتفقوا تشددت محبتهم حتي للأعداء.المتواضعون لا يهاجمون كنيستهم لأنهم بهذا يهدمون أنفسهم و أولادهم من بعدهم.كم من خدمة ماتت بسبب المعاندين وكم من كنيسة أغلقتها الخلافات و كم من كنيسة أيضاً بنيت بالمحبة دون إمكانيات فلنكن ممن يبنون كي يرض الرب عنا.
 
لا تعطوا ترويجاً لأولئك الذين يجعلون الكنيسة هدفاً لهم و يصوبون عليها سهام ألسنتهم و مؤامراتهم.لا تنشروا أفكارهم ليتضاءلوا فإن أعداء الكنيسة يزدهرون بكثرة الكلام و قلة الإيمان.أما أنتم يا أولاد المسيح فكونوا سوراً للكنيسة بصلواتكم.صلوا لأجل آباءنا لأن تعقيدات الخدمة في كل إيبارشية فوق الوصف.نعم توجد تقصيرات و ضعفات لكن الأكثر يبذلون فوق الطاقة فلا تهملوا مساندتهم ليكون العمل في الكنيسة جماعياً يسد الثغرات.قولوا في صلواتكم إن نسيتك يا كنيستي تنس يميني و يلتصق لساني بحنكي إن توقفت عن الصلاة لأجلك