كتب – روماني صبري 
سلطت وسائل الإعلام العالمية خاصة الفرنسية منها الضوء على موجة الحرارة هذا الأسبوع في فرنسا ، خشية من تكرار ما حدث عام 2003 ، حيث تسبب ارتفاع درجة الحرارة هذا العام الذي أتينا على ذكره في وفاة الآلاف المواطنين في فرنسا ، حتى قامت الحكومة بالإجراءات الوقائية من توفير مكيفات هوائية في المستشفيات وإغلاق بعض المدارس وتوصيات للمسنين والأطفال ومنع حركة المرور على الطرقات لأصناف معينة من السيارات والشاحنات، وأوضح الخبراء في مجال الطبيعة آنذاك أن ارتفاع الحرارة ناجم عن سوء معاملة الإنسان للطبيعة بمختلف أشكالها. 
 
وفي إطار ذلك ناقش برنامج ( النقاش)، تقديم الإعلامي توفيق مجيد، قضية موضوع ارتفاع درجات الحرارة في فرنسا من خلال ضيوفه وهم مها الشهابي حموي، طبيبة أطفال ورئيسة قسم رعاية الطفولة والأمومة في باريس، شادن دياب، خبيرة في الكيمياء البيئية ومستشارة الأمم المتحدة في مجال الابتكار، حسان التليلي، نائب رئيس تحرير في إذاعة مونت كارلو الدولية ومختص في التنمية المستدامة والبيئة.
 
ستتغير طبيعة فرنسا 
وقالت شادن ،  ارتفاع درجات الحرارة في فرنسا كان متوقعا للأسف، حيث توقعنا ذلك منذ عدة سنوات ، وحتى يعلم الجميع فان الحرارة ستواصل ارتفاعها حتى تصل في عام 2050 في العاصمة الفرنسية باريس إلى 40 درجة وفي الصباح 24 .
 
وتابعت ، أي ستتغير الطبيعة الجغرافية لفرنسا ، وهناك مناطق ستختفي بسبب التغيير المناخي ، كما ستشهد البلاد ظاهرة اللاجئين المناخيين الذين سيهربون من بلدانهم ومدنهم إلى المناطق الأقل حرارة ، حتى طبيعة الزراعة ستختلف من المنطقة الجنوبية وسترتفع في المناطق الشمالية .
 
وشددت ، في الحقيقة سنلمس تغيير جذري في 2050 لا مفر من ذلك ، لكننا الآن  للأسف في منطقة اللا عودة .
 
الظواهر المناخية القصوى
ومن جانبه أكد التليلي ، ثمة خوف في فرنسا من ارتفاع درجات الحرارة كما ذكرت السيدة دياب ، في إطار ما يسمى بالظواهر المناخية القصوى .
 
وتابع ، اللجنة الدولية المعنية بالتغيير الجغرافي في تقاريرها أكدت منذ أكثر 15 عاما على أن هذه الظواهر المناخية القصوى ستحتد في العقود المقبلة .
 
ومن هذه الظواهر الجفاف الطويل الذي سيطيل حتى يصبح آفة تأكل كل شيء ، السيل الذي سينزل ويتحول إلى طوفان في ساعة واحدة مثل الذي حدث مؤخرا .
 
وأوضح ، إذا احتدت هذه الظواهر تتجاوز حدودها ، وهذا ما يحدث الآن ، حتى انجلترا شهدت ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة ، والسويد عام 2018 اندلعت بها حرائق مهولة لم تشهدها البلاد من قبل بسبب ارتفاع درجات الحرارة .
 
ونصح قائلا :" المسألة المطروحة الآن هي آلية السياسات المعتمدة من قبل الدول ، وليست السياسات التي تتخذ عند الإفاقة، لذلك مراقبة الكوارث من خلال الأنظمة المراقبة لها ، للتصدي للتغييرات المناخية الجديدة ومخاطرها هي الأفضل .
 
الحالات التحسسية التنفسية
ولفتت مها الشهابي أن المشاكل التنفسية عند الأطفال مثل الربو ، تزداد في الأوقات التي تشهد ارتفاعا كبيرا في أوقات الحرارة ، موضحة ، هذا التغيير البيئي نشهده منذ 15 سنة ، نعم في الحقيقة  نرى الحالات التحسسية التنفسية ترتفع في فرنسا بشكل ملحوظ عند الأطفال .
 
وتابعت ، حاليا يتعرض الأطفال في شهورهم الأولى لمشاكل في التنفس ، نتيجة التلوث والازدحام في باريس ، لذلك يجب على الحكومة أن تستعد للتغيير المناخي ، وعلى سبيل المثال أي شركة تتقدم للحكومة بطلب لفتح حضانة يجب أن تتعهد من خلال وثيقة على أنها ستوفر الوقاية اللازمة للأطفال للتصدي للتغيير المناخي .