نبيل محمد النقيب المحامي
يولد الإنسان وتلتصق به موروثاته الإجتماعية والثقافية والدينية ويكبر الإنسان بهذه الموروثات وهو يعتقد أنها حقائق ماعليه إلا قبولها كما هي بدون نقاش وعندما يبدأ الإنسان في الاطلاع والقراءة والتأمل يجد نفسه أمام أمور عديدة تنافي المنطق والعقل والروح والعلم وهنا إما يكون هذا الإنسان علي قدر كبير من الجبن والسلبية اللذان يمنعانه من قبول المنطق والعقل والروح وبالتالي يظل على ماورث من أفكار مرددا مابينه وبين نفسه المقولة الشهيرة (هذا ما

وجدنا عليه آباؤنا)ويعيش هذا الإنسان مقلدا مرددا ماورث وهذا في رأيي السر في استمرار إنتاج الطاقة السلبية في مجتمعاتنا الشرقية الأسنة التي تجاوزتها المجتمعات الغربية بمرحلة كبيرة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وأصبحت مجتمعاتنا الشرقية خطوط إنتاج مستمرة ودائمة للإنسان المازوخي والارهابي لأن رفض العلم والمعرفة والثقافة والمعلومات الجديده والمنطق لا ينتجان إلا هذين النوعين السابقين فالإنسان المازوخي والارهابي متساويان الأول سينتج أبناء لا رأي لهم ولا إرادة حرة في مواجهة التحديات الجديدة للحياة والثاني سينتج إرهابي جديد بينه وبين مجتمعه عداء

شديد نتيجة عدم قبوله لأعمال العقل والمنطق السليم في أمور الحياة المتغيرة المتجددة!!!! وهنا تكمن الإشكالية الخطيرة التي تعوق حركة النهضة للمجتمعات الشرقيه عامة والعربية بصفة خاصة وهنا يطل علينا عرض إعاقة غالبيتنا يخشي مواجهته وهو الدين الذي يمثل للغالبية من سكان العالم العربي الحاكم الفعلي لكل شيء في الحياة بمناسبة وغير مناسبة وينعكس ذلك علي كل أمور المجتمع سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وتصبح الكلمات

البائسة المنحصرة في كلمتين (الحلال والحرام) هاتين الكلمتين هما الحاكمتين لأفكار وافعال أفراد المجتمع مما جعل مجتمعنا العربي مجتمع طارد لكل ذي عقل لذلك ليس لنا من سبيل للنهوض واللحاق بالعالم المتطور إلا بمناقشة كل الإرث التاريخي الذي ورثناه وتنقية هذا الميراث من كل ما يتعارض مع العلم والمعرفة والثقافة والمعلومات الجديده التي لم تكن موجودة عند مورثينا والتي أنتجت المازوخي والارهابي وأصبحت المعاناة هي السمة البارزة لحياتنا واحوالنا وهنا علينا التوقف في هذا الموضوع حتي لا يتوه القارئ وسنكمل في المقالات القادمة عن المستفيدين من بقاء هذا الميراث كما هو دونما اعتبار لأحوال المساكين سكان عالمنا العربي الشرقي البائس