لأول مرة منذ البدء بتدوين سجلات الطقس في القرن التاسع عشر، تجاوزت درجات الحرارة في فرنسا عتبة 45 درجة مئوية الجمعة. وتشهد فرنسا وعدة دول أوروبية موجة حر استثنائية خلفت أربع وفيات حتى الآن بالإضافة إلى الحرائق.

تجاوزت الحرارة في فرنسا عتبة 45 درجة مئوية الجمعة في اليوم الخامس لموجة الحر الاستثنائية في أوروبا التي خلفت أربع وفيات حتى الآن في حين لا يزال إقليم كاتالونيا الإسباني يكافح حريقا أتى على آلاف الهكتارات.

ولأول مرة منذ البدء بتدوين سجلات الطقس في القرن التاسع عشر، سجلت الأرصاد الجوية الفرنسية 45,9 درجة مئوية في غالارغو لومونتيو وهي قرية قرب مونبيلييه، حيث رفعت حال التيقظ من الحر إلى الدرجة القصوى، أو اللون الأحمر، على ما أبلغت الهيئة وكالة الأنباء الفرنسية.

وهي بذلك تكسر درجة الحرارة البالغة45,1 درجة مئوية المسجلة في الثالثة بعد ظهر الجمعة في فيلفياي في جنوب البلاد. بذلك، "تنضم فرنسا إلى نادي الدول الأوروبية التي سجلت على الأقل 45 درجة مئوية (مثل بلغاريا والبرتغال وإيطاليا وإسبانيا واليونان ومقدونيا الشمالية)"، وفق ما كتب على تويتر أحد خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية، فرنسوا جوبار.

وفي جنوب فرنسا، حرص كبار السن على الخروج قبل الثامنة صباحا للتبضع. وفي مونبيلييه قالت سوزيت ألاغر الثمانينية التي وضعت قبعة ونظارات شمسية وهي تمشي بصعوبة وتحمل بيدها شبكة التسوق "أذهب مع افتتاح المتجر. الشمس حارقة حتى في هذا الوقت وأشعر بثقل التلوث".

تسجيل أربع وفيات
وفي غرب البلاد، تم الإبلاغ عن الوفاة الرابعة جراء هذه الموجة الحارة التي ضربت معظم الدول الأوروبية وبدت استثنائية في قوتها في هذا الوقت من السنة. والمتوفى عامل بناء عمره 33 عاما أصيب بوعكة وتوفي على الفور أثناء عمله على سطح في الظل في 35 درجة مئوية، بالقرب من رين.

في إسبانيا، حيث تتعدى درجات الحرارة 40 درجة مئوية في أغلب الأيام، توفي شاب في السابعة عشرة من عمره كان يحصد في الأندلس جراء "ضربة شمس" تسببت كذلك بموت رجل يبلغ من العمر 93 عاما مساء الخميس حين كان يسير في وسط مدينة بلد الوليد (شمال إسبانيا).

وأول وفاة خلال موجة الحر هذه سجلت في ميلانو في إيطاليا، حيث عثر على مشرد سبعيني ميتا صباح الخميس بسبب الإعياء الناجم عن الحر.

وفي ضاحية باريس، أصيب طفل سوري يبلغ من العمر ست سنوات بجروح خطيرة مساء الخميس بسبب ضغط المياه المندفعة بقوة لدى فتح صنبور لإطفاء الحريق. ويشيع التجمع والترطب في الشوارع خلال موجة الحر. ومنذ الاثنين، فتح العديد من صنابير إطفاء الحرائق في منطقة باريس، وفق رجال الإطفاء.

ونتيجة الحرارة المرتفعة، وضعت 34 من بين 50 مقاطعة في إسبانيا في حال تأهب تحسبا للحرائق، لا سيما في كاتالونيا حيث يكافح رجال الإطفاء حريقا اجتاح 6500 هكتار ولا يزال خارج السيطرة. ويحاول عناصر الإطفاء السيطرة على الحريق لكنهم يواجهون صعوبات بسبب وصول درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية "والانخفاض الشديد لمعدلات الرطوبة"، بحسب مدير الإطفاء في كاتالونيا ديفيد بوريل.

وفي ألمانيا، أعلنت هيئة الأرصاد الوطنية أن درجات الحرارة تجاوزت المعدل الطبيعي في حزيران/يونيو بأربع درجات.

إجراءات الوقاية

وتوالت درجات الحرارة القياسية المسجلة في جزء كبير من أوروبا فارتفعت إلى 40 درجة في بيمونتي في إيطاليا، و38,9 درجة سجلت الخميس في جمهورية تشيكيا و38,6 في ألمانيا. وبالتالي ارتفع متوسط درجات الحرارة المسجلة خلال حزيران/يونيو بنسبة 4,4 درجات مقارنة مع الفترة المرجعية 191 - 2010.

وفي سويسرا، اضطرت مصلحة السكك الحديد إلى رش السكك بالماء لمنع تكرار التشوهات التي حدثت الخميس. وهناك طريقة أخرى طبقت خلال موجات الحر السابقة، وتقوم على طلائها باللون الأبيض.

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون إن موجات الحرارة هذه يتوقع أن تتكرر جراء الاحتباس الحراري. وأضاف من طوكيو "سيتعين علينا تغيير تنظيم أنفسنا وطريقة عملنا (...) وطريقة بناء منازلنا"، مشددا على "ضرورة تكيف المجتمع وممارساته" تبعا لتغير أحوال الطقس.

لكن منظمة الصحة العالمية رأت في مذكرة أن من "المبكر" نسب "موجة الحرارة غير المعتادة هذه إلى ظاهرة الاحتباس الحراري". وأوضحت المنظمة أن موجة الحر هذه في المقابل "تتماشى مع سيناريوات مناخية تقدر حصول موجات حر أكثر وأقوى". وتابعت "يتوقع أن تعيش الأرض السنوات الخمس الأكثر حرارة في فترة 2015-2019 بحسب الأرقام التقريبية".