سليمان شفيق 
في قمة العشرين
ترامب يداعب بوتين وبوتين يمدح محمد بن سلمان والصين تحذر
 
الرئيس الصيني شي جينبينغ يلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي
 
افتتح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اليوم الجمعة قمة مجموعة العشرين التي تقام في مدينة أوساكا، وهيمنت على الجلسة الافتتاحية التي يحضرها جميع قادة دول المجموعة مناقشات مثيرة للجدل تتعلق بالتجارة والتوترات السياسية التي تجتاح العالم والتغيرات المناخية.
 
ومع توجه الزعماء إلى الجلسة الأولى، ظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يهمس في أذن ترامب، وتركز الجلسة الأولى للاجتماع على الاقتصاد الرقمي، وستكون المخاوف بشأن الخصوصية والأمان مدرجة على جدول الأعمال. وقال آبي لدى افتتاح الجلسة "حوَّلت الرقمنة بشكلٍ سريع جوانب مختلفة في مجتمعنا واقتصادنا".
 
ومن بين كل اللقاءات الثنائية، سيكون لقاء دونالد ترامب السبت مع نظيره الصيني شي جينبينغ عبارة عن قمة داخل القمة، إذ تدور مواجهة بين بكين وواشنطن من أجل ضمان الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية في العالم.
 
بوتين وترامب: "علاقات جيدة جدا!!"
كما يلتقي ترامب أيضا نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي قال إن لقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أوساكا سيكون فرصة طيبة لمواصلة الحوار بينهما بعد قمتهما في هلسنكي العام الماضي. وقال بوتين في تصريحات مقتضبة للصحفيين قبل الاجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين "لدينا أشياء لمناقشتها". فيما أشاد ترامب "بعلاقاته الجيدة جدا" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقال ترامب "إنه شرف كبير لي أن أكون مع الرئيس بوتين"، مضيفا "علاقاتنا جيدة جدا، تعمد دونالد ترامب الجمعة خلال قمة مجموعة العشرين المجاهرة بصداقته مع زعماء مثيرين للجدل، مثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس البرازيل جائير بولسونارو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي مازحه بدعابة ذات مغزى.
 
وقبيل الصورة التقليدية لزعماء دول مجموعة العشرين، صعد ترامب إلى المنبر وهو يسير إلى جانب بوتين، متبادلاً معه أطراف الحديث ومربتاً على ظهره.
 
وبعد ذلك، ألقى ترامب دعابة على صلة باتهام روسيا بالتدخل الروسي في الانتخابات التي أوصلته للسلطة، فيما تتواصل التحقيقات البرلمانية في الولايات المتحدة حول علاقات حملة الرئيس الجمهوري الانتخابية في عام 2016 مع روسيا.
 
وجلس ترامب وبوتين جنباً إلى جنب أمام الصحافيين قبل لقائهما الثنائي. وسئل ترامب عما إذا كان سيطلب من نظيره الروسي عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2020، التي ترشح إليها ترامب رسميا.ً
 
فاستدار ترامب حينها نحو بوتين وعلى وجهه ابتسامة ساخرة، وقال له "لا تدخل في الانتخابات أيها الرئيس"، ثم كرر "لا تدخّل"، ملوحاً بسبابته. فابتسم بوتين، وهو يسمع الترجمة.
 
الصين تحذر؟!
وأعلنت الصين أن الحمائية و"أساليب المضايقة" تهدد النظام العالمي، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الصينية داي بينغ للصحفيين "أشار جميع القادة في هذا الاجتماع إلى أن النهج الأحادي والحمائية وأساليب المضايقة في تزايد، ما يشكل خطرا كبيرا على العولمة الاقتصادية والنظام الدولي، وتحديات كبرى للبيئة الخارجية للدول النامية".
 
والتقى الرئيس الصيني شي جينبينغ ثلاثة رؤساء أفارقة، رؤساء مصر عبد الفتاح السيسي وجنوب أفريقيا سيريل رامافوسا والسنغال ماكي سال، على هامش القمة التي تضم أكبر عشرين اقتصادا في العالم. وإن كان مضمون المحادثات نسب إلى الرؤساء الأربعة، إلا أن صياغة التصريحات تستخدم الخطاب الذي تنتقد به بكين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يوحي بأن شي جينبينغ قد يعتمد موقفا متشددا خلال لقائه مع ترامب
 
وقبل وصوله إلى اليابان، أعلن ترامب أن "اقتصاد الصين ينهار، يريدون إبرام اتفاق". وفشلت جهود البلدين للتوصل إلى اتفاق تجاري في مايو، وتتجه الأنظار الآن إلى اللقاء المرتقب بين الرئيسين السبت. غير أن الخبراء يرون أن الفرص ضئيلة للتوصل إلى اتفاق خلال قمة العشرين، معتبرين أن أقصى ما يمكن تحقيقه هو هدنة تحول دون فرض واشنطن رسوما جمركية مشددة جديدة وتمنع المزيد من التصعيد
 
لكن حتى هذا الاحتمال ليس مضمونا وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الخميس أن بكين تطالب واشنطن مسبقا بالتخلي عن منع الشركات الأمريكية من التعامل مع مجموعة هواوي الصينية للاتصالات التي تعتبرها واشنطن بمثابة خطر على أمنها القومي
 
غداء مع ولي عهد السعودية-
وتعامل ترامب في أوساكا بمودة شديدة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتحدث معه خلال التقاط الصورة الجماعية، وهي لحظة يسلط عليها الإعلام الأضواء بشكل كبير وتأتي بعد أيام من نشر خبيرة لدى الأمم المتحدة تقريراً يشير إلى تورط ابن سلمان في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
 
ومن المقرر أن يجتمع ترامب وولي العهد السعودي على غداء عمل السبت. ويؤيد الرجلان اعتماد استراتيجية ممارسة أقصى الضغوط على طهران في ملف البرنامج النووي الإيراني.
 
وعقد ترامب كذلك لقاء ثنائيا مع الرئيس البرازيل جائير بولسونارو تميز بتبادل المجاملات.
 
وقال ترامب عن بولسونارو "إنه شخص مميز"، مضيفاً "إنه طيب جداً، والشعب البرازيلي يحبه حقا.ً
 
وردّ بولسونارو متوجهاً لترامب "أنا من أكبر معجبيك منذ وقت طويل، حتى قبل انتخابك"، مستعيداً بذلك موضوعاً نوقش بشكل واسع خلال زيارته إلى البيت الأبيض في مارس.
 
ويتشارك بولسونارو وترامب في ميلهم للاستفزاز والتشكيك في مشكلة التغير المناخي
ونشر بولسونارو على تويتر الجمعة صورةً مع الرئيس الأميركي يظهر فيها الرجلان مبتسمان وهما يرفعان إبهاميهما.
 
-"ميركل مذهلة"-
وكال ترامب كذلك المديح للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال لقاء مباشر بينهما، معتبراً أنها "شخص مذهلة وامرأة مذهلة".
 
لكن المستشارة لم تبد أية ردة فعل، حتى حينما حاول ترامب الإيحاء بجو من المودة أمام الكاميرات عند التعليق على مناظرة المرشحين الديموقراطيين للرئاسة الأميركية
 
ولم يلجأ ترامب إلى الألقاب التي اعتاد على استخدامها عند الحديث عن كل من يسعى لان يخلفه في البيت الأبيض عام 2021، لكن قال بلهجة مرحة "أفضل أن أكون هنا معكِ (ميركل) على أن أكون أمام الشاشة" أتابع المناظرة التلفزيونية للمرشحين الديموقراطيين
 
لكن لم تبد ميركل أية ردة فعل ملحوظة على كلامه
 
وربما لا تزال ميركل مستاءة من التعليقات الأخيرة لترامب حول ألمانيا التي اتهمها بالتقصير إزاء الناتو وقال إنها تستفيد بثمن زهيد من الحماية العسكرية الأميركية على حدّ قوله
 
ومن المقرر أن يعقد اللقاء الثنائي المرتقب بشدة بين ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ السبت، لكن من غير المتوقع أن ينال الرئيس الصيني قسطاً من مجاملات ترامب
 
وعلى الرجلين أن يحاولا إيجاد حلّ للنزاع التجاري والتكنولوجي بين بلديهما الذي يلقي بثقله على الاقتصاد العالمي.