كتبت – أماني موسى
تحدث الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى عن الصراعات المذهبية.. جذورها وتحولاتها، في برنامجه "مختلف عليه" المقدم عبر شاشة الحرة، قائلاً: أن السنة والشيعة وهما المذهبان الرئيسيان في الإسلام، بداخلهما تفرعات كثيرة، لكن الخلاف بينهما تحول في أوقات كثيرة إلى حروب دموية أزهقت الأرواح، وفي أحيان أخرى كثيرة كان التعايش بينهما موجودًا وكاملاً وحقيقيًا.
 
وأضاف، نعم خلافات واختلافات كما يحدث بين أبناء الدين الواحد، وحدث ذلك في أديان أخرى، ولكن من المسئول عن تحويل الاختلاف إلى شرخ؟ ومن المسئول عن تعميق الفجوة؟ فالخلاف التاريخي السياسي المذهبي الفقهي يحاول البعض تحويله إلى نار وتأجيجها مع مرور الزمن، ورغم دعاوى المصالحة المذهبية والحوار بين المذاهب إلا أن الدعوات الأصولية من الجهتين ومن ولاة الطرفين تغذي بلا توقف الفتنة، تحييها وتغذيها. 
 
وأضاف، أن بعض المتطرفين يريدون الآن حرب المذاهب، مشيرًا إلى فتوى الشيخ شلتوت شيخ الأزهر سابقًا التي تجيز التعبد على المذهب الجعفري وسرعان ما تبخر مفعول الفتوى وسيطر الفكر والتيار الوهابي الحنبلي وعدنا إلى نقطة ما قبل الصفر وتأجج الصراع، كيف نعود إلى الزمن الذي تزوجت فيه الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق السني من ولي عهد إمبراطور إيران الشيعي وعقد قرانهما شيخ الأزهر.
 
وبحسب تقرير أورده ببرنامجه، فأن الشقاق الأكبر بدأ منذ حادثة مقتل عثمان بن عفان ومبايعة الإمام علي بن أبي طالب، ودب الخلاف آنذاك مع معاوية بن أبي سفيان والي الشام وقتها، حول موضوع القصاص من قتلة عثمان، وهي الفتنة التي أفرزت مصطلح قميص عثمان، ومن هنا ظهر شيعة علي بن أبي طالب وبدأت بحار الدم التي لم تنته، وتحول الخلاف السياسي الذي تعاظم مع مقتل الإمام علي إلى خلاف فقهي وعقائدي.
 
إذ يرى الشيعة أن الله منح عصمة للأنبياء ثم للأئمة لكي يكونوا رجال وقائدي الأمة، ومن ثم فهم لا يأخذون عن الصحابة لأنهم مختلفون في الرأي والاجتهاد، لكنهم يأخذون عن الأئمة الإثنى عشر من أهل البيت.
 
وأشار التقرير إلى تفجيرات مساجد للشيعة بالسعودية وعدة دول عربية، وأن الأصوليين من الجانبيين يأججون نار الفتنة.
 
من جانبه قال زيد بحر العلوم، مدير مشروع جائزة بحر العلوم للإبداع، أن كثير من أهل السنة لا يعرفون الكثير عن الشيعة، بينما العكس صحيح، قائلاً: أن فتح كتب الشيعة وقراءة أحدها لن يكلف الشخص شيء بل يجعله مطلع على فيما يفكر فيه الآخر.
 
وتابع، قبل أن تحكم على شخص عليك بمعرفة الشخص وتوجهه الديني، منه هو شخصيًا، ومن يريد أن يعرف عن الشيعة لا يستقي معلوماته من المخالفين أو المعادين، بل من الشيعة أنفسهم أو من كتبهم.
 
وأضاف أن الصراع الموجود بين السنة والشيعة موجود وحقيقي، وهناك أناس يقتاتون على هذا الصراع، ولو لاحظ المختلفون سيجدوا أن الأشياء المتفق عليها بين السنة والشيعة أكثر من الأشياء المختلف عليها، فجميعنا يؤمن بأن الرسول هو نبي الإسلام، ولا يصح أن يكون هناك خلاف وصراع نتيجة هذه الاختلافات، فالاختلاف هو سنة الكون، وسنة الله في خلقه، فالله خلق الناس جماعات وأفراد وألوان وأعراق وشخصيات مختلفة.
 
وشدد بأن وظيفة رجال الدين المتخصصين شرح الاختلاف وتبسيطه للعامة، ومن ثم سنجد عدم التشدد.
 
 موضحًا أن ولاية الفقيه أمر مختلف عليه بين الشيعة أنفسهم، ومن ثم يمكن بناء موقف طائفي ضد الشيعة على شيء هو بالأساس غير متفق عليه بين الشيعة.
 
وشدد أن الوهابية لعبت دورًا حاسمًا في تأجيج الصراع الطائفي بين السنة والشيعة.