خالد منتصر
آن الأوان أن نخجل من ختان البنات وأن نعتذر لهن على ما فعله الجهل بهن، وأن نعاقب كل من يبرره طبياً، وأشكر د.مايا مرسى على جهدها الرائع ونشاط المجلس القومى، والذى أرجو ألا يكون بالنسبة للختان مجرد شهر، وفى تلك المساحة سأعرض بعض النقاط الطبية والدينية سريعاً لكى تفهم كل أم ويفهم كل أب مدى الجرم الذى يقترفونه فى حق بناتهم.

أولاً: ما هو الختان.. وما هو البظر المتهم؟
الختان، أو بالأصح لغوياً «الخفض»، هو عملية يُزال فيها البظر، وهى عدة أنواع تتدرج من الختان البسيط الذى يتم فيه إزالة جزء بسيط من مقدمة البظر إلى الختان السودانى أو الفرعونى الذى يتم فيه استئصال البظر بكامله والشفرتين الصغيرتين والكبيرتين أيضاً، ثم يجرى تخييط النسيج المتبقى أو ضم ساقى الفتاة إلى بعضهما وربطهما جيداً بهدف التحام هذه الأنسجة حتى لا تبقى إلا فتحة صغيرة فى مدخل الفرج.. أما ذلك البظر المتهم، فهو جزء لم تُعرف له وظيفة فى الجهاز التناسلى إلا الإشباع الجنسى، وهو يقع فى أعلى التقاء الشفرين الصغيرين، وهو يناظر العضو الذكرى تشريحياً، ولكنه لا يحتوى على أى فتحات، ويحدث له أيضاً ما نستطيع أن نطلق عليه الانتصاب حيث ينتفخ ويمتلئ بالدماء، إذا حدثت الاستثارة. ولكى تتخيل حجم الجريمة باختصار، إزالة البظر يماثلها فى الرجل إزالة العضو الذكرى كاملاً. ولكى نفهم وظيفة البظر، علينا أولاً أن نفهم الفرق بين الإثارة الجنسية والإشباع الجنسى.

ثانياً: الفرق بين الإثارة والإشباع:
البظر ليس دوره خلق وصياغة وتشكيل الإثارة، إنما هذا هو دور المخ، ولكن دوره هو فى الإشباع الجنسى، ولذلك فنحن حينما نجرى عملية الختان لا نحرم الأنثى من الإثارة كما ندعى، ونتعلل بسبب جوِّنا الحار، ولكننا ندمر إشباعها الجنسى حتى لا تصل إلى النشوة التى هى من وجهة نظرنا عيب، ومن حقنا فقط نحن الرجال، و«علشان نريح أصحاب نظرية قطع البظر تحقيقاً لبعد النظر»، وبُعد النظر هنا بالطبع هو الحفاظ على الشرف الذى يراق على جوانبه الدم، نقدم لهم تلك الإحصائية التى ستهدم نظريتهم وهى أن ٩٠% من المتهمات فى قضايا الدعارة قد أجريت لهن عمليات ختان! وهذا يعنى ببساطة أن ما سينقذ بناتنا من الوقوع فى هوة الدعارة ليس هو قطع هذه الجلدة، وإنما هو التربية السليمة.

ثالثاً: «ليس فى ختان البنات خبر ولا سنة»
من الأحاديث التى يستند إليها أنصار الختان:


«الختان سنة للرجال مكرمة للنساء»، وهذا الحديث منقول عن الحجاج بن أرطأة، ويقول القرطبى وابن حجر «والحجاج ليس ممن يحتج به».

«إذا التقى أو مس أو جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل». والرد: لا حجة فى هذا الحديث على وجوب الختان، لأن اللفظ هنا جاء من باب تسمية الشيئين باسم الأشهر منهما، أو باسم أحدهما على سبيل التغليب، ومن ذلك كلمات كثيرة فى صحيح اللغة العربية، منها العمران (أبوبكر وعمر) والقمران (الشمس والقمر).

«إن امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبى لا تنهكى، فإن ذلك أحظى للرجل وأحب للبعل»، وقد علق عليه أبوداوود فى سننه الجزء الخامس قائلاً: «ليس بالقوى وقد روى مرسلاً، ومحمد بن حسان مجهول، وهذا الحديث ضعيف».

اختصاراً: يقول الإمام شلتوت معلقاً على هذه الأحاديث جميعاً فى فتاواه الصادرة ١٩٥٩ «وقد خرجنا من استعراض المرويات فى مسألة الختان على أنه ليس فيها ما يصح أن يكون دليلاً على السنة الفقهية، فضلاً عن الوجود الفقهى، وهى النتيجة التى وصل إليها بعض العلماء السابقين، وعبر عنها بقوله ليس فى الختان خبر يرجع إليه، ولا سنة تتبع».
نقلا عن الوطن