فى مثل هذا اليوم 26 يونيو 2008م..

سامح جميل

(24 أغسطس 1939 - 26 يونيو 2008)
 
الدكتور رءوف عباس صاحب مدرسة فى التاريخ الإجتماعى، تولى من خلالها تكوين جيل من الباحثين فى تاريخ مصر الإجتماعى وساهم فى تكوين بعض الباحثين فى هذا المجال فى اليابان وألمانيا و فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. له العديد من الأعمال باللغتين العربية والإنجليزية. ترجم إلى اللغة العربية العديد من الأعمال المتميزة. أدار العديد من المؤتمرات وتولى رئاسة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية من 1999 حتى وفاته فى 2008. كما شارك فى العديد من الأنشطة العامة.
 
عمل رءوف عباس أستاذا للتاريخ الحديث بجامعة القاهرة وأستاذا زائرا بجامعات طوكيو (اليابان)، جامعة قطر، جامعة الإمارات العربية، جامعة السوربون (باريس)، جامعات كييل، وإسن، وهامبورج، وفرايبورج (ألمانيا)، جامعة كاليفورنيا، جامعة ستانفورد، جامعة جورجيا (أمريكا)، الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
حصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الإجتماعية وعلى وسام الفنون والعلوم من الطبقة الأولى من جمهورية مصر العربية...
 
كان رءوف عباس هو الإبن البكر لوالديه. ولد فى بورسعيد يوم 24 أغسطس 1939. ولما كان والده العامل بالسكك الحديدية كثير التنقل فى العمل فقد أقام مع جدته بالقاهرة منذ عام 1943 حيث إستكمل المرحلة الأولى من تعليمه الأساسى. درس القراءة والكتابة والحساب والقرآن الكريم بالكُتاب ثم إلتحق بمدرسة السيدة حنيفة السلحدار الإبتدائية بحى شبرا ومنها إلى مدرسة شبرا الثانوية التى ظل بها عاما واحدا إنتقل بعده ليعيش مع أسرته فى طوخ. وإستكمل دراسته الثانوية فى مدرسة طوخ الإعدادية الثانوية ثم فى مدرسة الشهداء بقرية طنوب بالمنوفية حيث إنتقل عمل والده.
 
تطوع فى الحرس الوطنى أثناء العدوان الثلاثى على مصر فى 1956 وأتم التدريبات العسكرية إلا أنه لم تتح له الفرصة للمشاركة الفعلية فى المجهود الحربى...
 
بعد إستكمال دراسته الثانوية إلتحق رءوف عباس بقسم التاريخ فى كلية الآداب بجامعة عين شمس وتخرج منها فى مايو 1961 بتقدير جيد. وتم تعيينه بعد تخرجه مراجعا للحسابات بالشركة المالية والصناعية المصرية فى كفر الزيات. وخلال عمله بهذه الشركة درس للماجستير فى التاريخ الحديث بجامعة عين شمس وحصل عليه فى نوفمبر 1966 بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع. وأثناء دراسته للدكتوراه فى جامعة عين شمس إستقال من الشركة المالية والصناعية المصرية وإلتحق بالعمل كمعيد للتاريخ الحديث بجامعة القاهرة. إستمر رءوف عباس فى دراسته للدكتوراه فى جامعة عين شمس حيث حصل عليها فى يناير 1971 مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بالطبع...
 
تدرج الدكتور رءوف عباس فى العمل الأكاديمى بكلية الأداب فى جامعة القاهرة حتى حصل على درجة أستاذ التاريخ الحديث فى 30 ديسمبر 1981. وتولى رئاسة قسم التاريخ بالكلية من 1982 إلى 1988 وعمل كوكيلا للكلية للدراسات العليا والبحوث من 1996 إلى 1999.
وشارك الدكتور رءوف عباس فى العديد من الأنشطة العلمية بمصر فكان عضوا للجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيسا لللجنة العلمية لدار الوثائق القومية ورئيسا لوحدة الدراسات التاريخية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ورئيسا لمجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ورئيسا لتحرير مجلة الروزنامة الدورية السنوية التى تصدرها دار الوثائق القومية وعضوا لللجنة العلمية لمشروع الكتاب المرجع فى تاريخ الأمة العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
 
كما عمل رءوف عباس كأستاذ زائر بجامعات طوكيو (اليابان)، جامعة قطر، جامعة الإمارات العربية، جامعة السوربون (باريس)، جامعات كييل، وإسن، وهامبورج، وفرايبورج (ألمانيا)، جامعة كاليفورنيا، جامعة ستانفورد، جامعة جورجيا (أمريكا)، الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
إنضم رءوف عباس إلى عضوية الجمعية المصرية للدراسات التاريخية فى عام 1966 أثناء دراسته فى مرحلة الدكتوراه وشارك فى أنشطتها العلمية منذ ذلك الوقت. فقد ساهم فى إعداد بيبلوجرافيا عن رسائل الماجستير والدكتوراه التى أجازتها جامعة القاهرة منذ بداية الدراسات العليا فيها. وألقى فيها أول محاضرة عامة فى حياته أمام جمهور من كبار الأساتذة.
 
وتم إنتخابه لعضوية مجلس إدارة الجمعية للمرة الأولى عام 1979 وإستمر فى عضويته فى عدة مناصب منها الأمين العام وأمين الصندوق ونائب الرئيس. وفى خلال الثمانينات والتسعينات مرت الجمعية بأزمات مالية وإدارية تسببت فى تدهور نشاطها العلمى وفى تعرض الجمعية لفقد مقرها المستأجر. وعند تولى الدكتور رءوف عباس رئاسة مجلس إدارة الجمعية فى عام 1999 وجَه وزملائه جهدهم لإيجاد مصادر لتمويل الجمعية وكللت جهودهم بالنجاح. فقد قدم عدد من رجال الأعمال المصريين مساهمات مادية وتبرع حاكم إمارة الشارقة للجمعية بمقر صارت تمتلكه بحى مدينة نصر فى القاهرة. وإلى جانب تحسن الإمكانيات المادية للجمعية فقد توسع النشاط العلمى للجمعية من خلال الموسم الثقافى السنوى وإعداد الندوات وعقد السمنارات. فكانت فترة رئاسته للجمعية بمثابة ميلاد جديد لها حيث صارت تقوم بنشاطا غير مسبوق فى تاريخها كما وكيفا منذ تأسيسها عام 1945.بعد وفاة الدكتور رءوف عباس تم إهداء مكتبته إلى الجمعية المصرية للدراسات التاريخية حيث يستطيع الباحثون الإطلاع عليها. وتتكون هذه المكتبة من 3855 كتابا عربيا و 1304 كتابا أجنبيا...!!