كتب : سليمان شفيق  

قتلت الشرطة الإثيوبية المشتبه به الرئيسي في محاولة الانقلاب والاستيلاء على السلطة بولاية أمهرة شمال البلاد، وفق ما أعلنت وسائل إعلام رسمية مساء أمس الاثنين، ويشتبه في الجنرال أسامينيو تسيغي أنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب وبعلاقته المفترضة بمقتل رئيس أركان الجيش، ولا تزال أسباب محاولة الانقلاب في الولاية غير واضحة، وإن كان من المحتمل أنها رد فعل من جانب أسامينيو على خطة من مسؤولي الولاية لسحب سلطاته

جاء ذلك بعد ان أعلنت وسائل إعلام رسمية في إثيوبيا أمس الاثنين مقتل المشتبه به الرئيسي بمحاولة الاستيلاء على السلطة في ولاية أمهرة بشمال البلاد برصاص قوات الأمن كما تم القبض على عدد من مدبري الانقلاب.

الشخص الذي يعتبر العقل المدبر لمحاولة الانقلاب هو جنرال في الجيش ويدعى أسامينيو تسيغي وهو متهم بعلاقته بمقتل رئيس أركان الجيش

واتهمت الحكومة الجنرال أسامينيو تسيغي بتدبير هجمات بالأسلحة النارية مساء السبت أسفرت عن مقتل خمسة بينهم رئيس أركان الجيش الإثيوبي ورئيس ولاية أمهرة

ولا تزال أسباب محاولة الانقلاب في الولاية غير واضحة، وإن كان من المحتمل أنها رد فعل من جانب أسامينيو على خطة من مسؤولي الولاية لتحجيمه بعد تقارير أشارت إلى أن له تصريحات عرقية وأنه يعمل على تجنيد مقاتلين في ميليشيات

أسامينيو هو المتهم الرئيسي في محاولة الانقلاب

وكان مكتب رئيس الوزراء آبي أحمد قد أعلن أن أسامينيو هو المشتبه به الرئيسي في محاولة الانقلاب في أمهرة والتي أدت إلى مقتل حاكم المقاطعة وكبير مستشاريه والمدعي العام السبت

ويصفه المحللون بأنه قومي متشدد كان يواجه على الأرجح إقالته من منصبه على خلفية جهود لتشكيل ميليشيا وخطابه المطالب باستعادة أراضي في تيغراي المجاورة، ومؤخرا نشر علي فيس بوك دعوة لانصارة بحمل السلاح .

وبعد بضع ساعات قتل قائد أركان الجيش سيري ميكونين على أيدي حارسه الشخصي في هجوم وصفته الحكومة بالمنسق، غير أن تفاصيل الصلات بين الهجومين ودوافعهما لم تتضح بعد .

تعزيزات أمنية

وانتشرت تعزيزات كبيرة للشرطة في بحر دار عاصمة أمهرة محيط المكاتب الحكومية، وفق ما ذكر الأهالي لوكالة الأنباء الفرنسية

وكان مراقبون قد قالوا إن عمليات القتل تبرز التوترات التي سببتها إصلاحات آبي منذ توليه السلطة في أبريل 2018 في البلد الذي لم يعرف في السابق إلا الحكم السلطوي للأباطرة والدكتاتوريين

وفي إطار جهوده للانتقال من دولة الحزب الواحد إلى الديمقراطية بدأ إصلاحات اقتصادية، وسمح لمجموعات منشقة بالعودة إلى البلاد، وسعى لوقف الانتهاكات واعتقل العشرات من كبار الضباط العسكريين ومسؤولي الاستخبارات.

ولقيت جهوده إشادة من الخارج، لكن في الداخل أكسبته أعداء. وقبل عام تماما نجا من هجوم بقنبلة استهدف تجمعا وأدى إلى مقتل شخصين.

والتوترات الإثنية المستمرة منذ وقت طويل على حدود مناطق الحكم الذاتي، تفجرت لتصبح أعمال عنف أدت إلى مقتل العشرات ونزوح أكثر من مليون شخص.

من جهة أخرى يرى مراقبون أن خطط آبي لتنظيم انتخابات في عام 2020 أثارت اضطرابات في السياسة المحلية حيث تتنافس أحزاب محلية أخرى على السلطة مع "الجبهة الثورية". كما شهدت البلاد ارتفاعا في النزعة القومية الإثنية.

 

ويعود الامر الي نوفمبر من العام الماضي عندما افرجت السلطات الاثيوبية عن أسامينيو بموجب عفو بعد قرابة عقد في السجن على خلفية مخطط انقلاب في 2009 ، وفي نفس التوقيت اعتقلت السلطات الإثيوبية 63 من الجنرالات والموظفين في قضايا فساد طالت مشروع سد النهضة، وانتهاكات لحقوق الإنسان، في تحقيق استمر عدة أشهر وقال النائب العام الإثيوبي، بيرهانو تسيجاي في مؤتمر صحفي في العاصمة أديس أبابا حينذاك ، إن التحقيق استغرق خمسة أشهر، وأن المسؤولين اعتقلوا في مطلع الأسبوع ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن تسيجاي قوله، إن التحقيق في عمليات شراء في مجموعة "ميتيك" التي يديرها الجيش كشف عن فساد ضخم وأضاف النائب العام "على مدى ست سنوات قامت ميتيك بعمليات شراء قيمتها أكثر من ملياري دولار، دون طرح أي عطاءات.

" وفي أغسطس الماضي، أزاحت الحكومة الإثيوبية شركة المعادن والهندسة "ميتيك" التي تديرها الدولة من مشروع سد النهضة البالغة كلفته أربعة مليارات دولار على نهر النيل الأزرق، بسبب تأخيرات عدة في استكمال المشروع وأوضح النائب العام، أن السلطات اعتقلت كذلك 27 آخرين من موظفي المجموعة، وضباط الشرطة ليبلغ العدد الإجمالي للمعتقلين 63 شخصا. يشار أن شركة "ميتك" المجمع الصناعي العسكري في البلاد، تأسّست في عام 2010، وكان رئيسها التنفيذي طوال ثماني سنوات، الميجور جنرال كينف دانيو، الذي استقال في شهر أبريل الماضي، عندما تولى رئيس الوزراء أبي أحمد السلطة وفي يونيو الماضي وجدت لجنة برلمانية أن شركة "ميتيك" أهدرت مئات الملايين من الدولارات، في إنتاج الأجهزة دون دراسة شاملة عن السوق لمنتجاتها.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد، في شهر أغسطس الماضي ، عن تأخر الانتهاء من بناء مشروع سد النهضة، كاشفا السبب وراء ذلك، واشار ابي احمد الي ان الادارة الفاشلة تهدد استكمال سد النهضة الذي كان قد تم تخطيطة ، للانتهاء في 5 سنوات ، ولكن لم نتمكن من ذلك بسبب ادارة فاشلة للمشروع ، وخاصة بسبب تدخل شركة ميتيك التابعة لقوة الدفاع الاثيوبية "، ونقلت وكالة الانباء الاثيوبية قول أبي احمد :" الشركة وادارتها لم تكن عندها خبرة ولا معرفة بالعمل في مثل هذة المشروعات الكبيرة" ، وانتهي بالقول انة بعد مجيئة الي سدة الحكم " اسس لجنة لمتابعة سير العمل في السد ، وتشير تقارير اللجنة الي ان شركة ميتك لم تنفذ الاتفاقية بشكل مطلوب ".

كشفت الشرطة الفيدرالية الإثيوبية، في 25 يوليو الماضي، عن تفاصيل بشأن الحادثة المفاجئة، التي أودت بحياة مدير مشروع سد النهضة في البلاد وأفاد مفوض الشرطة، جمال زينو، بأن "المهندس سيمغنيو بيكيلي قتل برصاصة وكان في يده مسدس"، وذلك داخل سيارته في ميدان مسكل وسط العاصمة أديس أبابا وأضاف أن الشرطة تقوم بالتحقيقات اللازمة من أجل التوصل للجناة، لافتا إلى أنه يجري حاليا التحقيق مع عدد من الأفراد.

وتابع في حديث للصحفيين أن التحريات تجري مع العاملين في كل المواقع، التي عمل بها القتيل وكل من له علاقة به" وفي تطور مفاجئ ، اكدت مصادر مطلعة ان السد سوف يتم البدء فية مرة ثانية ، علي ان ينتهي العمل به خلال خمسة سنوات ، ولكن بعد محاولة الانقلاب الاخيرة ترجح مصادر اثيوبية مطلعة وفق ما نشر في الصحافة الاثيوبية ان موضوع سد النهضة تأجل لاجل غير مسمي .