الانسان ذلك الجبار 

وما نيل المطالب بالتمنى .....ولكن تؤخذ الدنيا غلابا !
 
الأب أثناسيوس حنين 
من هو الانسان حتى تذكره يا رب ’ ابن أدم حتى تفتقده ’وتنقصه قليلا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلله رفعته قليلا عن الملائكة "مز8 ’4". لقد قام الكثيرون من علماء وفهماء هذه الدهر بمحاولات لفحص وفهم ماهية الانسان وفى نهاية ابحاثهم وقفوا مذهولين أمام هذا السر العظيم . نكتفى بعلماء القرن الماضى وأولهم عالم النفس فرويد الذى فكك النفس البشرية ولم يلملمها ’ بينما حلل ماركس المجتمع ولم يوحده ’ الى أن جاء عالم الفيزياء توماس كارليل وقتل الانسان بحثا من الناحية العلمية والفيزيائية ووصل الى أن يكتب لنا مرجعا هاما عنونه "الانسان ذلك المجهول !".
 
تخيب كل ظنون العلماء والفهماء حينما نقدم لهم نموذجا لشاب تحدى كل قوانين الطبيعة والطب الوضعى وسار "ضد التيار" تيار الحتميات وأمواج القدر والحلول الجاهزة "الديليفيرى" التى ننتظرها ونحن متكئون على أريكة هذا الزمان نشاهد الاحداث على شاشة ضخمة وبأدينا الريموت كنترول ونظن ’ وهنا كل الظن أثم ’ أننا نصنعها بينما هى التى تحركنا كقصب فى مهب الريح كما يقول الانجيل !
 
التقيت البرلمانى الأوروبى الشاب ستيليوس كيبوروبولوس ووالذى نجح فى الانتخابات الاوربية الأخيرة حاصلا على أعلى نسبة أصوات ’(انظر الصورة )لأول مرة فى رحاب دير القديس نيكتاريوس بضاحية جليفادا وهو جالس على كرسيه المتحرك ’ لا يتحرك من جسمه الا رأسه وشفتاه تسبحان الرب ! لقد حرك ستيليوس الدنيا اليونانية والاوروبية من على كرسيه ’ كرسى العجز والشلل !
 
على الأقل فى نظر الناس ! لم يعترف بواقعه بل تحداه وتعداه وتفوق وصار طبيبا ولما كان شلله لا يسمح بممارسة الطب ’ اختار الطب النفسى وصار استاذا بالجامعة ورئيس قسم الطب النفسى باكبر مصحات اثينا . لقد صنع ستيليوس من على كرسى عجزه ما لم يصنعه الكثيرون من الأصحاء ! قال لى والده "أنه طبيا وعلميا له تاريخ صلاحية !" أى أن عمره قصير حسب حسابات الأرض ! وكأن للسماء رأى أخر ! أهله أمنوا بالحياة وشاركوا فى تفوقه وشيل كرسيه ولبسه وخروجه ودخوله وابتسامة الأمل لا تفارق سماههم . نعم أن الانسان جبار اذا ما وضعه يده فى يد البانطوكراطور .