أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن ما تم تداوله عن فيلم وثائقى لباحث أمريكى يدعى ران وايت ومساعدوه، هو تزوير لتاريخ رحلة خروج بني إسرائيل،تحت عنوان " الأرض المسطحة: كشف جبل الطور شاهد بقايا جيش فرعون أين؟، مدعيًا أن جبل موسى وعيون موسى ومكان عبادة العجل بالسعودية، وأن عبور بنى إسرائيل تم عن طريق خليج العقبة عند منطقة نويبع معتمدًا على أدلة واهية وتخيلات ليس لها أساس علمى،بل عمد إلى تزوير التاريخ

وكشف ريحان لموقع "صدى البلد" أن الفيلم اختلق العديد من الأكاذيب، منها الادّعاء بعبور 3 ملايين شخص من بنى إسرائيل وادى وتير الممتد من النقب إلى نويبع،ثم عبروا خليج العقبة إلى شاطئ السعودية،موضحا أن وادى وتير هو وادى ضيق جدًا وملتو ومجرى سيل،وكان طريقًا للعبور بالسيارات إلى ميناء نويبع وتم إغلاقه حاليًا لخطورته،فكيف بطريق كهذا يتسع لعبور 3 ملايين شخص كما يدّعى وايت؟،وهل انتظر فرعون وجيشه عبورهم كل هذا الطريق 100كم حتى ينقضوا عليهم؟،فلو عبروا هذا الطريق لتم القضاء عليهم من البداية.

وقال ريحان إن بني إسرائيل كانوا يعيشون فى أرض جاسان،ودخل نبى الله يعقوب مصر حوالى عام 1900ق.م ومعه 66 نفسًا سوى نسوة أولاده، وسكنوا فى أرض جاسان أو كما ورد فى التوراة " أبوك وأخوتك جاءوا إليك أرض مصر ففى أفضل أرضها أسكن أباك واخوتك ليكونوا فى أرض جاسان" فأسكن يوسف أباه وأخوته"،وحدد رول زمن دخول نبى الله يعقوب ويوسف الصديق إلى مصر ما بين 1700- 1650 ق. م،فهل يعقل أن 66 نفس من عهد نبى الله يوسف أصبحوا ثلاثة ملايين حين خروجهم؟.

وذكر الباحث أن عدد بنى إسرائيل الذين خرجوا من مصر بلغ 600 ألف وأصبحوا بعد أربعين عامًا أربعين ألف،وأكد ريحان أنه ليس فى مقدرة قائد من البشر قيادة مثل هذا العدد والفرار به،ومن الاستحالة إعداد المؤن لهذا العدد من ماء وزاد وركائب فى صحراء كبرية سيناء كانت وما تزال قليلة الماء والنبت والزرع والسكان،وأشار إلى ما ذكره نعوم بك شقير فى كتاب تاريخ سيناء،إلى أن سكان سيناء من حضر وبادية وقت أن زارها عام 1906 لا يزيد عددهم على خمسين ألف نسمة ولا نعلم أن عدد سكان سيناء كان فى أى عصر من عصور التاريخ يزيد كثيرًا عن هذا العدد،وبالتالى فمن المستحيل تسيير جيش بهذا العدد فى سيناء، وإذا كانوا بهذا العدد فلماذا خشوا الوقوف فى وجه أهل الأرض المقدسة فقدر الله عليهم التيه أربعين عامًا؟.

وقال ريحان أن الباحث الأمريكى استند فى أدلته على عامود حجرى بمدينة نويبع،حيث ذكر أن بنو إسرائيل عبروا عند منطقة نويبع عبر خليج العقبة،وادّعى أن عبورهم كان بجوار عامود أثرى من حجر الجرانيت بناه نبى الله سليمان،ليحدد مكان عبور بنى إسرائيل عن طريق خليج العقبة عند منطقة نويبع،وقد صور هذا العامود الباحث الأمريكى فى دراسته ونشرها مع الخبر الخاص بتزويره للتاريخ.

وأوضح أنه اكتشف هذا العامود عام 1978 حين احتلال إسرائيل لسيناء،وكان فى الماء ثم أقامته سلطة الاحتلال بالخرسانة المسلحة فى موقعه الحالى،وأكد ريحان أن العامود موجود حاليًا بنويبع،وهو عامود حديث وغير مسجل كأثر،فليست له قيمة أثرية ولا تاريخية ولا يحوى أى نقوش أثرية أو ملامح فنية مميزة وعمره أقل من مائة عام.