70 ألف مسلم بنيوزيلندا.. و70 مسجداً وأكثر من 50 إماماً
دعا الشيخ جمال فودة، إمام مسجد النور، الذى تعرض لمذبحة فى نيوزيلندا، وراح ضحيتها 51 قتيلاً وعشرات المصابين، لسنّ قانون دولى يجرّم خطاب التطرف على مواقع التواصل الاجتماعى، وأكد «فودة»، خلال حواره مع «الوطن»، على هامش زيارته مصر ولقائه مفتى الجمهورية، أمس، أننا نحتاج لمواجهة الآثار النفسية لحوادث الاعتداء على المساجد.. وإلى نص الحوار:

هل انتهت تبعات الحادث الإرهابى الذى وقع بمسجد النور وهز العالم كله؟
- حادث نيوزيلندا وراءه يمين متطرف منتشر فى الغرب منذ هتلر النازى، فتلك المجموعات لديها أحزاب سياسية منتشرة فى كل مكان حول العالم، خصوصاً أستراليا ومعظم دول أوروبا، ولها أسماء مختلفة، ومهمتها نشر المذهب اليمينى المتشدد، وقد استطاعت هذه الأحزاب بعد أحداث «11 سبتمبر» الشهيرة فى أمريكا أن تزيد الكراهية ضد المسلمين، خصوصاً بعد وجود الرئيس الأمريكى ترامب على رأس السلطة، فهم الجنس الأبيض وكل الناس خَدَم لهم، كما يزعمون، فتلك الكراهية ليست ضد المسلمين فقط، بل ضد العالم كله، وهم موجودون فى كل منطقة بالعالم، وتلك الواقعة جعلتنا نؤكد أن الأديان ليس بها أى تطرُّف، بل جاءت لنشر أسس التسامح والمحبة، وترسيخ مبادئ العيش المشترك بين بنى الإنسان، فالإسلام برىء من الإرهاب، وما يفعله «داعش» وغيره من التنظيمات ليس له علاقة بالأديان، كذلك ما فعله إرهابى نيوزيلندا ليس له علاقة بأى دين.

كيف يستطيع الدعاة بالغرب مواجهة ظاهرة «الإسلاموفوبيا»؟
- تحرك رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أردرن، بعد الحادث، كان خارطة طريق لكيفية المواجهة، فلا بد من اجتماع القيادة السياسية والإعلامية والاجتماعية لمواجهة خطابات الكراهية ضد أى دين، سواء الدين الإسلامى أو المسيحى أو غيرهما، فأى خطاب يتم تصديره للعنف غير مقبول بالمرة، ففى دولة نيوزيلندا تتم محاسبة أى شخص يصدر عنه خطاب كراهية، ونحتاج لقوانين دولية تجرِّم الخطاب المتطرف على وسائل التواصل الاجتماعى على أن يكون ملزماً لكل دول العالم.

إمام «النور» فى نيوزيلندا: نواجه الآثار النفسية للاعتداء على المساجد.. ولا نسمح بوجود الفكر المتطرف فوق منابرنا

كم عدد المسلمين والمساجد والأئمة فى نيوزيلندا؟

- هناك 3 أئمة مصريين ولدينا أكثر من 50 إماماً موزَّعون على 70 مسجداً فى الدولة كلها، وليس لدينا أى فكر متطرف داخل منابرنا، وتضم نيوزيلندا 70 ألف مسلم بين مواطنيها من أصل 5 ملايين هم مواطنو الدولة ككل، ويعيشون فى سلام تام، ونعتبر حادث الاعتداء على المسجد عابراً ولا يمثل ظاهرة كراهية ضد الإسلام.

التقيت بمفتى الجمهورية ووزير الأوقاف.. فما ثمار هذا اللقاء بشأن مواجهة فكر «داعش» المتطرف؟
- لقائى مع وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، بحث سبل نشر الفكر الوسطى المستنير للإسلام بجميع أنحاء العالم، والتواصل مع أبناء الإسلام فى الداخل والخارج، ووجَّه الوزير بتزويد المساجد الكبرى فى نيوزيلندا ببعض إصدارات الوزارة المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وبعض إصداراتها باللغة العربية، وفى لقائى بالدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أكد لنا أن الوجود الإسلامى اليوم فى الغرب ليس وجوداً طارئاً أو استثنائياً، ولم يعد مجرد جماعات مهاجرة للعمل لا تلبث أن تعود إلى بلدانها، بل أصبح جزءاً من النسيج الاجتماعى لسكان تلك البلاد، والمسلمون فى نيوزيلندا وغيرها من الدول الغربية يمكن أن يمثلوا حلقة وصل للحوار الحضارى والتواصل الثقافى والفهم والاستيعاب المشترك، وهناك لقاء مرتقب اليوم مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وسيكون هناك تنسيق كبير مع وُعَّاظ الأزهر الشريف حول العالم.