حمدي رزق
صنفت مؤسسة «إيبسوس» العالمية، المصريين باعتبارهم الأكثر قلقًا على الإنترنت'> الإنترنت، تقريبًا 96% منهم قلقون من انتهاك خصوصياتهم وخصوصية أسرهم وأصدقائهم أيضًا، قلقون من مزودى خدمات الإنترنت'> الإنترنت، والشركات المحلية والدولية، والقراصنة، كل هؤلاء وغيرهم كثير مُنتهِكون «مُحتمَلون» يخشاهم المصريون.

الرهاب الإلكترونى، وهذا توصيف من عندياتنا، يقينًا له ما يبرره، فالخداع الإلكترونى صار شائعًا بين المصريين، ولا يتوقف على انتهاك الخصوصية، بل نسبة تصل إلى 93% من المصريين خُدعوا ذات مرة أو أكثر فى أخبار مزيفة.

الغريب، وهذا ما يستوجب التوقف أمامه وتبين أسبابه، أن المصريين أكثر شعوب الأرض تصديقًا للأخبار المزيفة fake على الإنترنت'> الإنترنت، ولا يجدون بديلًا مناسبًا، حيث ترد لهم الأخبار ويصدقونها، ثم يدركون متأخرين زيف هذه الأخبار، فيعضون أصابع الندم مع خسائر محتملة.

خداع المواطنين والإخفاق فى الحصول على المعلومة الصحيحة فى توقيت جيد بات أمرًا ليس بالهين، فنتيجة لانعدام الثقة فى الأخبار تقل ثقة المواطنين فى الأنشطة الاقتصادية التى تحتاج لإنترنت لإتمامها، مثل العمليات المصرفية الإلكترونية، وأنشطة التسويق والترويج، سواء عبر عمليات الدعاية والإعلان أو عبر المؤثرين الذين يتابعهم الملايين، ولكن غالبية هؤلاء الملايين ربما لا يثقون فيهم، وانخفاض معدلات الثقة يعرقل تنفيذ استراتيجيات مهمة للدولة، مثل «الشمول المالى»، كما يعرقل نمو الشركات التى تقدم خدماتها عبر الإنترنت'> الإنترنت.

الرهاب الإلكترونى استنفر فى المصريين خططًا دفاعية تقيهم الخداع الإلكترونى، واستخدام بعض الطرق لحماية الخصوصية، فباتوا يتجنبون فتح رسائل البريد الإلكترونى المجهولة ويتنادون إلى الحذر منها، والاقتصاد فى الكشف عن المعلومات الشخصية، وتجنب بعض مواقع وتطبيقات الإنترنت'> الإنترنت التى يشك فى خداعها، واستخدام مكثف لبرنامج مكافحة الفيروسات، وتغيير كلمة المرور بانتظام، والرقابة الذاتية على ما يقولونه عبر الإنترنت'> الإنترنت، وحذف وتغيير الأصدقاء الذين يتواصلون معهم، والتقليل من المعاملات المالية عبر الإنترنت'> الإنترنت، وإغلاق الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة «فيسبوك»، المتهم الرئيسى فى انتهاك خصوصية المصريين «وفقًا لرأيهم، كما سجلته إيبسوس»!.

علاج الرهاب الإلكترونى ورفع منسوب الثقة إلكترونيًا يحتاج إلى إطلاق حملات توعية لمواجهة مخاوف المصريين من الإنترنت'> الإنترنت، وتدريبهم على الاستخدام الآمن للإنترنت، وتوفير مصادر موثوقة للبيانات والمعلومات، ولكن كل هذه التطمينات ينسفها خبر كاذب واحد مسرب إلكترونيًا من مصدر إخوانى كذوب.
نقلا عن المصرى اليوم