مواطنة أمريكية حققت ما لم تحققه أي أمريكية ، صعدت إلى الفضاء لحيث لم تصعد أي أمريكية من قبل، ذهبت إلى النجوم وعادت بتجارب فريدة ورائعة، لتؤسس منظمات وجمعيات معنية بأبحاث الفضاء، وعلوم الرياضة والفيزياء.

في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية ولدت سالي رايد عام 1951، لعائلة مرموقة في مجال العلوم والآداب، فقد كان والدها أستاذا للعلوم السياسية، بينما كانت والدتها، كارول رايد تعمل مستشارة قانونية، وهو ما انعكس على شخصية رايد الصغرى عالمة الفضاء التي نشأت محبة للعلوم والرياضة البدنية، فتعلمت التنس، وشاركت في عدة بطولات محلية خاصة بالتنس.

قررت رايد اتخاذ التنس مهنة لها لكنها لم تحقق فيها إنجازات كبيرة، فاتجهت إلى الدراسة الأكاديمية، والتحقت بجامعة ستانفورد، وحصلت على ماجستير العلوم والفيزياء من الجامعة، وواصلت الدراسة حتى حصلت على درجة الدكتوراه.

في العام التالي، حققت رايد إنجازًا وضعها على طريق ريادة الفضاء، بعدما تفوقت على ألف مُتَقَدِّم للالتحاق ببرنامج روَّاد الفضاء لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا NASA)، بعدها نجحت في الانضمام لفريق مكوك فضاء تشالينجر في عام 1983.

وعند حلول في 18 يونيو من نفس العام صارت رايد أوَّل امرأة أمريكية تصعد للفضاء على متن مكوك فضاء تشالنجر، وثالث امرأة على مستوى العالم تُحقق هذا السبق.

وكانت مهمتها في فريق العمل تشغيل الأقمار الصناعية إلى جانب مهام أخرى، ثم عادت إلى الأرض بعد مُضِي سبعة أيام في 24 يونيو.

في عام 1987 قررت رايد التقاعد من العمل في وكالة ناسا، ثم كرست جهودها في معهد كاليفورنيا للفضاء، وعملت أستاذة الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، وواصلت رايد مسيرتها الناجحة في مجال العلوم، فأنشأت شركتها الخاصة للعلوم والتي تحمل اسمها "سالي رايد"لعمل البرامج والمنتجات التعليمية، زذلك لمساعدة الفتيات والسيدات بمواصلة السعي لتحقيق اهتماماتهن بالعلوم والرياضة.

كانت مسيرة رايد في العلوم مكللة بالنجاح، فقد حصلت على عدة جوائز وأوسمة، منها وسام الحرية الرئاسي وهو أعلى وسام أمريكي، وجائزة روزفلت عام 2005، وجائزة الأسطورة الحية لمكتبة الكونجرس، وميدالية الرحلة الفضائية لناسا، لكن مسيرة رايد أوقفها الموت، حين تم اكتشاف إصابتها بمرض سرطان البنكرياس قبل وفاتها بشهور، لتظل تكابد آلام المرض حتى وفاتها، ودفن جثمانها بجوار والدها في كاليفورنيا.