حمدي رزق
«لكل داءٍ دواءٌ يُسْتَطَبُّ بهِ/ إلّا الحماقَةَ أَعْيَتْ من يُداويها»، وقردوجان هذا رجل أحمق، يتمنطق بالحماقة، يتميز من الغيظ، يكاد ينفجر فيفور جهلًا، ويثور فيخور خور الذبيح فى الحلبة التى يتحلّق من حولها أهله وعشيرته مُكبِّرين مُهلِّلين، تسمع فى الجوار التركى خوارًا.

حتى رد سامح شكرى، وزير خارجية مصر، الراقى، كثير على قردوجان، التجاهل دواء، ويصدق فى حالة الهذيان التى استولت على قرد تركيا البذىء قول جبران خليل جبران: «أنا لا أجيد ثقافة الإساءة.. لكن بالمقابل أتقن مبدأ التجاهل وبشدة»!!، ومعلوم التجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب، والسيسى «المؤدب» يتصدق بالتجاهل على قرد تركيا البذىء، ولسان حال السيسى علاج الجاهل بالتجاهل، وعَوِّد نفسك على التجاهل فليس ما يُقال يستحق الرد.

قردوجان مصاب بعقدة سيساوية خلّفت هذيانًا سياسيًا، والهَذَيانُ عَرَضٌ مُرَكَّبٌ يُصاب فيه المريضُ بالتَّخليط، وتبدو عليه تغيُّراتٌ واضحة فى السُّلوك والحالة العقلية، تحس أنه ملموس أو ملبوس أو مخبول، وتتضمَّن علاماتُ الهَذَيان مشكلاتٍ فى الانتباه والوعى والتفكير والذَّاكِرة والانفعالات، قردوجان منفلت عادة يميل إلى التهجُّم، تحس أنه سعران وفى وصف آخر عقور.

فليراجع طبيبه النفسى قبل تفاقم الحالة، قد يعانى مستقبلًا «التحوصل السياسى»، فيظهر متقوقعًا، يعيش جوة سجن نفسه، ويصرخ من تلقاء نفسه، ومن الأعراض المُتيَقَّنة بقاء المريض عالقًا عند فكرة معيَّنة، الخلافة نموذجًا، ومن علامات الهَذَيان (قبل التحوصل) شدَّةُ الغضب أو القلق أو الخوف أو الاكتئاب والهَلوَسة أو رؤية أشياء غير موجودة، وسُرعة الانزعاج والغَضَب أو الميل إلى العِراك، قردوجان يعارك دبان وِشّه.

يُنصح طبيًا إذا ظهرت علاماتُ الهَذَيان على شخص ما، عاجلًا يُستشار طبيب، فقد لا يكون المريضُ قادرًا على التماس المَعونة الطبِّية بنفسه، أعتقد أن قردوجان لا يعى حقيقة مرضه، قد يمنعه حائل سياسى من إدراك مرضه الخطير، كونه رئيسًا، وموعودًا بالبيعة، ويحلم بالخلافة العثمانية، وتلك من علامات الخرف السياسى!.

نوبة الهذيان التى أُصيب بها الرئيس التركى هذا الأسبوع تحتاج إلى طبيب نفسانى، قردوجان مريض بالهذيان السياسى، نوع فريد ونادر من الهذيان يصيب عادة الإخوان والتابعين، مرض والعياذ بالله خطير، وأعراضه مزعجة، والشفاء منه يستحيل، يظل المريض بالهذيان السياسى عالقًا عندَ فكرة معيَّنة، متعلقًا بها كلعبة طفل يسيل لعابه على صدره، ويطارد خياله على الأرض، إذا ظل على هذه الحالة يتخبَّل، فيبدو مخبولًا!.

هكذا قردوجان عَلَق فى شبح السيسى، الهذيان يهيئ لقردوجان السيسى قادمًا على حصان أبيض إلى اسطنبول يطيحه من سدة الحكم كما فعل مع مرشده، أطاحه من فوق جبل المقطم، فيصحو من نومه مذعورًا، يعانى قلة النوم وجفاف الحلق وانعدام الثقة بالمحيطين، ونهارًا يعانى مشكلاتٍ فى الانتباه والوعى والتفكير والذَّاكِرة والانفعالات، كلما يفكر، يتذكر، ويتجسد السيسى كابوسًا مزعجًا، قردوجان يهلوس، يكاد ينهار، وطفق يردد ملتاثًا.. وإنت اللى قتلت بابايا!!.
نقلا عن المصرى اليوم