أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، عمق وقوة العلاقات التاريخية التى تربط مصر ورومانيا وفق أسس متينة من الاحترام المتبادل، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت زخماً كبيراً، فى ظل التواصل المستمر بين البلدين، وكانت آخرها القمة العربية الأوروبية.

 
وأضاف الرئيس السيسى، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس الرومانى كلاوس يوهانيس اليوم، خلال زيارته الرسمية للعاصمة «بوخاريست»: «إن فرص التعاون بين البلدين واعدة، وإن المباحثات مع الرئيس الرومانى مثمرة وبناءة كالمعتاد»، مؤكداً أن لقاءاته السابقة مع الرئيس الرومانى أسهمت فى تعزيز العلاقات، وأن العلاقات التجارية مع رومانيا تخطت المليار دولار، لافتاً إلى «تضاعف رحلات الطيران العارض إلى مدينتى شرم الشيخ والغردقة».
 
وأشار إلى أن اللقاء مع الرئيس الرومانى فرصة مهمة لتبادل الرؤى إزاء تطورات المنطقة، مع تأكيد أهمية العمل على تعزيز الشراكة ودفع العلاقات بين البلدين، مشيداً بمواقف رومانيا الإيجابية والمقدرة تجاه مصر، وما تحقّق من تطور كبير فى العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية، فى ظل الاهتمام المتبادَل من الجانبين بدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب.
 
"السيسى" ونظيره الرومانى يتفقان على تعزيز التعاون فى الطاقة والسياحة
واستعرض الرئيس خلال المباحثات، تطورات الخطة التى تتبناها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادى الشامل، والمشروعات القومية الجارى تنفيذها، بما تتيحه من فرص للاستثمار، مؤكداً الاهتمام بتحقيق نقلة نوعية فى مساحة التعاون الثنائى بين البلدين، لاسيما عن طريق تشجيع التعاون بين مجتمع رجال الأعمال فى الدولتين بشكل ينعكس على تطوير حجم التبادل التجارى والاستثمارى، بما فى ذلك البناء على نتائج الدورة الثالثة للجنة الاقتصادية المشتركة المنعقدة بالقاهرة فى فبراير الماضى، فضلاً عن تعزيز التعاون المشترك فى عدد من المجالات الواعدة، كالطاقة، فى ضوء الاكتشافات الأخيرة للغاز فى الحقول البحرية فى مصر ورومانيا، إلى جانب مجال السياحة الذى شهد مؤخراً مضاعفة عدد رحلات الطيران لمدينتى شرم الشيخ والغردقة، بما يعكس الجاذبية التى تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية للسائحين الرومانيين».
 
تكثيف التنسيق والتشاور حول القضايا خلال رئاسة رومانيا لـ"الاتحاد الأوروبى" ومصر لـ"الأفريقى".. والرئيس: العلاقات التجارية مع رومانيا تخطت المليار دولار.. وتضاعف رحلات الطيران العارض إلى مدينتى شرم الشيخ والغردقة.. و"السيسى": لا سبيل لاستدامة الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط دون تسوية عادلة للصراع الفلسطينى - الإسرائيلى
وأضاف «الرئيس»: «استعرضت الرؤية المصرية إزاء سُبل التسوية السلمية للأزمات الجارية فى المنطقة العربية، وأكدت أنه لا سبيل لاستدامة الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط دون تسوية الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى تسوية عادلة وشاملة تضمن للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67».
 
من جانبه، أعرب الرئيس يوهانيس عن ترحيبه بزيارة الرئيس إلى رومانيا للمرة الأولى، مؤكداً اهتمام رومانيا بتطوير علاقاتها مع مصر الدولة المحورية ومركز ثقل منطقتى الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلاً عن سياستها المتوازنة تجاه التحديات المعقّدة فى محيطها الإقليمى المضطرب.
 
كما أشاد رئيس رومانيا بالعلاقات التاريخية الممتدة التى طالما ربطت بين البلدين، وبالزخم الذى شهدته تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة، من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، التى كان آخرها اللقاء الثنائى الذى جمع بين الزعيمين بشرم الشيخ فى فبراير الماضى، على هامش القمة العربية - الأوروبية الأولى. وأكد «يوهانيس» دعم رومانيا ومساندتها لمصر فى دفع عملية الإصلاح الاقتصادى والتنمية، التى تُعد بمثابة استراتيجية وطنية ملهمة تحظى بكل الاحترام والتقدير من الشعب الرومانى، معرباً عن إعجابه بالإنجازات التى حققتها مصر خلال الفترة الأخيرة فى مجال التنمية ومشروعات البنية الأساسية.
 
وشهدت المباحثات أيضاً تبادل وجهات النظر بالنسبة لعدد من الملفات والأزمات الإقليمية، كعملية السلام فى الشرق الأوسط وسوريا وليبيا واليمن، مع استعراض تداعياتها على أمن منطقة المتوسط، حيث اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها، بما يسهم فى تلبية طموح شعوب تلك الدول فى التمتّع بحياة آمنة ومستقرة، وهو ما يتوافق مع ثوابت الموقف المصرى تجاه تلك القضايا، الذى يرتكز على عدم التدخّل فى الشئون الداخلية للدول، والتحرّك فى إطار من البناء والتعاون والتنمية، كما ثمّن الرئيس الرومانى من جانبه الجهود المصرية ذات الصلة، للتوصّل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط».
 
"يوهانيس": تطوير العلاقات مع مصر باعتبارها مركز ثقل منطقتى الشرق الأوسط وأفريقيا.. و"العصار" يجرى جولة بشركة "أمكودور" البيلاروسية للتعرّف على إمكانياتها التكنولوجية فى مجال تصنيع المعدات الثقيلة
أما على الصعيدين الأفريقى والأوروبى، فقد توافق الرئيسان حول ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك فى هذا الصدد، لا سيما خلال الفترة الحالية التى تتزامن فيها رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبى، بما فى ذلك استكشاف آفاق التعاون الثلاثى بين البلدين بالقارة الأفريقية، فى ضوء الاهتمام المشترك بدعم التنمية فى القارة وصون السلم والأمن بها، فضلاً عن مواصلة رومانيا لدورها الداعم داخل الاتحاد الأوروبى، لتعزيز تنفيذ كل مكونات اتفاقات المشاركة مع مصر كدولة جوار، بالإضافة إلى تعظيم التنسيق المشترك بين الاتحاد ومصر والعمل على الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون الثنائى، خاصة بعد انتظام انعقاد مجلس المشاركة بين الجانبين خلال العامين الماضيين».
 
واتّفق كذلك الرئيس السيسى ونظيره الرومانى على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل، والعمل على القضاء على الأسباب الرئيسية التى تشجع على تلك الظاهرة، إلى جانب استعراض آخر التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب الذى بات يهدّد مختلف دول العالم، حيث تم تأكيد أهمية تكاتف المجتمع الدولى للتعامل مع التنظيمات الإرهابية».
 
من جهته، قام الدكتور محمد سعيد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى، بزيارة شركة «أمكودور» البيلاروسية، للتعرف على إمكانياتها التكنولوجية والفنية فى مجال تصنيع اللوادر والمعدات الثقيلة الخاصة برصف الطرق وأعمال الإنشاءات على أرض الواقع، وذلك على هامش زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى دولة بيلاروسيا.
 
حيث قام «العصار» بجولة داخل أروقة الشركة للاطلاع على الإمكانيات المتوافرة بخطوط الإنتاج الخاصة بتصنيع اللوادر والمعدات الثقيلة التى تستخدم فى أعمال رصف الطرق، وتم الوقوف على ما تمتلكه الشركة من مقومات صناعية وتكنولوجية يمكن نقلها إلى شركات الإنتاج الحربى العاملة فى هذا المجال، فى ضوء التعاون الصناعى بين مصر وبيلاروسيا. وقد أشاد «العصار» بما شاهده من إمكانيات ومقومات تكنولوجية وفنية وبشرية يمكن الاستفادة منها، عن طريق إيفاد الوفود من المتخصّصين والفنيين بشركات الإنتاج الحربى، من أجل التدريب ونقل الخبرات بين الطرفين، بهدف التصنيع المشترك للمعدات الثقيلة.
 
وفى نهاية الجولة، تم الاتفاق على إيفاد الفنيين والمتخصصين من شركات الإنتاج الحربى العاملة فى المجال نفسه، للتدريب وتحديد أوجه وأطر التعاون المستقبلى التى يمكن البدء بها لتفعيل نتائج هذا اللقاء، وذلك فى إطار اهتمام ودعم القيادة السياسية لكلا البلدين بدعم وتعميق تكنولوجيا التصنيع البيلاروسية بمصر فى المجالات المختلفة.