بقلم / باسنت موسى 

هناك أمر مفهوم أسبابه ألمحه في غالبية نساء مجتمعي وفي ذاتي بمرحلة مضت بحياتي وأوجهه الأن بمنتهي الألم. هذا الأمر هو " إهمال الذات" بمعنى ترك الأمور الخاصة بالمظهر والصحة البدنية ل" حين ميسره".
 فيتحول البدن لأداة لعقاب الذات عن الإخفاقات المتكررة، والضغوط المستمرة بكافة أنواعها، والتي لا تخلو منها حياة طبيعية. لتجد الأنثى ذاتها فجأة غير قادرة على معرفة من هي ؟ وماذا تفعل ؟ وأين تقف ؟ وإلى أين تتجه؟.
 كائن مهزوم بدنيًا لا حول له ولا قوة، فالهزيمة البدنية تقتل الثقة بالذات ومن ثم تدخل صاحبها لدائرة جهنمية من العزلة. فشئنا أم أبينا شكل البدن بمجتمعنا والاهتمام بالذات والصورة الخارجية، وربما بمجتمعات أخري غيرنا أمر أساسي للثقة بالذات ومن ثم القدرة على التأثير الإيجابي.
لهذا لا أفهم لماذا تقع المتزوجات بمجتمعي في براثن دور " ضحيت هنايا فداك" حيث زوج مهتم بذاته وجسده وملابسة وشكله ونظافته وصورته أمام الناس، وهى تعيش ك" الدادة" للزوج والأبناء، من يستحق أن نهمل حياتنا وننزوي من أجل ظهوره حتى وإن كان زوج أو أبناء.
 هل رأينا زوج يترك عمله لأجل الإنجاب مثلاً؟ هل رأينا زوج يهمل تواصله مع العالم من حوله من أجل ممارسة الطبخ والتنظيف لأجل أسرته؟ بالطبع لا وذلك يتم بشكل تلقائي عبر الأجيال دون أن يسأل أحد لماذا؟ 
الأنثى بالمجتمعات المغلقة كمصر تعيش لتستمد حياتها من رضاء أخرين زوج حبيب أبناء...أيًا كان الموقع أو المسميات، ولربما تشعر بأنها أنثى سيئة أو عقدة " الذنب" إذا أعطت لنفسها وقت ومال واهتمام موازي للأخرين بحياتها. في حين أن الرجل لا يشعر بهذا الذنب وتلك العقدة، يهتم بذاته ويعتز بنفسه ورجولته ومظهره بل ويتمادى في توجيه الاتهام للزوجة متى أهملت ذاتها ناظرًا لها بعين الاتهام والدونية قائلا " ايه اللى أنتى فيه ده ؟ غبيه على طول كده مش متابعة حاجه حواليكي من أخبار ؟ ريحتك وحشة ليه ؟ مالك فشولتي كده ليه ؟" ليبدأ بعد إطفائها بمساعدتها للأسف في معاملتها كأحد أبناءه يعاقبه بتقليل المصروف وبنظرة واحده-يبرق-يجعلها ترتعد للخلف صامته. 
نصيحتي لكل أنثي بمجتمعنا المغلق، الأبناء لن يحتاجوا إليكي بعد مرحلة عمرية ليست بالطويلة كعمرك، والزوج هو أخر يمكن تغييره ويمكن أن يقوم هو بتغييرك لذلك لا تنطفئ من أجله أو من أجلهم، وكلما كنتي مضيئة سيظلوا حولك والعكس صحيح.           
 " شكة" 
** تجنب المواجهات مع الأخرين لكن لا تهملها مع ذاتك لتتطور وتتقدم. 
** تعلم من الكلاب المشاركة والوفاء لكن لا تتعلم منهم رهن حياتك بأحدهم.