كتبت – أماني موسى
قال ماهر فرغلي، الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أعتقد أن أسعد الناس بوفاة مرسي هم قيادات جماعة الإخوان فهم سيحصلون على عدد من الفوائد الكثيرة أهمها تلك المظلومية التي ستستمر، والعواطف الجياشة التي ستهيجها بطريقة أكبر بحجة أن الرجل توفى بالسجن مظلومًا، وهذا بالفعل ما قامت به الجماعة، حيث أصدرت بيانًا ادعّت فيه أن الرجل تم قتله ببطء، وأنه تعرض للقهر والتعذيب، ولولا فضل الله على مصر، وموت الرجل أمام زملائه بالمحكمة، لادعى التنظيم أنه تم تصفيته في محبسه.

وأضاف فرغلي في تدوينته عبر حسابه بالفيسبوك، الفائدة الثانية هي ذلك الدفع الذي سيدفعه التنظيم تجاه العنف من خلال استغلال الوفاة في إثارة الجماعات الإرهابية والأذرع المسلحة، حتى لو كانت هناك تباينات أيديولوجية معها، فتلك التنظيمات دائمًا جاهزة، وطوال الوقت تستطيع الإخوان أن تحركها يمنة ويسرة في الاتجاه الذي ترغب فيه، طالما أن ذلك يخدم مصالحها!

وشدد بقوله، إن هذا ما يمكن أن يتبينه أي مدقق ومراقب للتاريخ الإخواني، فهي كانت تستنكر العمل المسلح فترة التسعينات بمصر ظاهريًا لأن ذلك لم يكن في صالحها، في الوقت الذي كانت تدعمه في أفغانستان ومناطق أخرى، وهي ناجحة حتى الآن في اللعب بهذه الازدواجية، وغسل يدها من القاعدة وداعش، في الوقت الذي تمرر فيه عناصر منها إلى هذه التنظيمات، ولا تستنكر أبدًا أي عمل لهذه التنظيمات، وتغض الطرف عنها بشكل مريب وعجيب.
مستطردًا، أن الفائدة الأهم هي سقوط ما يسمى (الشرعية)، وهي التي كانوا يسوقونها دائمًا طوال الوقت، وكانت هذه المسألة مفيدة للجماعة بشكل كبير، فهي الحجة الجاهزة لاستمرار العنف والمعارضة، وهي المعادلة التي أيضاً كانوا لا يكفون عن الحديث عنها خارجيًا وداخليًا.

إن وفاة مرسي حدث ستستغله الإخوان بشكل كبير، وله ما بعده، فما يمكن أن تكون عليه الجماعة بعد أن ماتت إلى الأبد حجة الشرعية التي كانت تجعلها عصية على التراجع خطوات إلى الوراء خوفًا من الانقسام الداخلي.

وتابع فرغلي بأن وفاة مرسي أحلت حجة الشرعية للأبد، ورغم أن البعض يبحث عن مخرج لهذه المسألة لكنهم لا يعول عليهم، فالجماعة أصبحت في حل من مسألة الشرعية، وهي لن تبحث عن القيد مرة أخرى، ولن تكرر تلك المسألة التي كانوا كلما فكّروا في نسيانها لحظات أثار ذلك شبابهم وبعض قياداتهم، ولم يعد الآن بمقدورهم التحجج بها مرة أخرى، بل ويمكنهم الآن التراجع خطوات للوراء دون أن يعتب عليهم أحد، خاصة مجتمع الداخل الإخواني، المليء بالمفارقات والخلافات والانهيارات الداخلية.