سامح جميل

في مثل هذا اليوم 16 يونيو 1944م..

أحمد يحيى (16 يونيو 1944 -)، مخرج مصري. مثل في صغره وهو طفل بعض الأدوار في بعض الأفلام السينمائية في فترة الستينات مع باقة من مشاهير النجوم في ذلك الوقت مثل هند رستم وتحية كاريوكا وإسماعيل ياسين وعبد الحليم حافظ
 
بدأ تاريخه كمخرج ناجح منذ كان في الحادية والعشرين من عمره. بدأ كمساعد مخرج لمخرجين عظماء مثل حسين كمال وحلمي حليم وأشرف فهمي ومحمد عبد العزيز. وكان "العذاب امرأة" هو أول أفلامه كمخرج.
 
كان أحمد يعلم انه يمتلك الموهبة والقدرات والخبرة لإخراج الأفلام. برحيل حلمي حليم، الذي كان أحمد يعمل كمساعد مخرج له قرر أحمد أن يبدأ في الإخراج وأن يتوقف عن العمل كمساعد مخرج.
 
كان يهوى المسرحيات التي كتبها الكاتب السويدي الشهير سترايندنبرج، والذي كتب حوالي 27 مسرحية، كلها تدور حول الخيانة وقد انتهت حياة الكاتب من فرط كتابته إلى الجنون. وقع اختيار أحمد على رواية "الأب"، وقرر تحويلها إلى فيلم باسم "العذاب امرأة". ظل أحمد دائم التفكير في سيناريو الفيلم.و كان على الزرقانى السيناريست أفضل كاتبي السيناريو في هذا الوقت فطلب منه أحمد كتابة سيناريو تلك الرواية وباع أحمد الشقة التي يمتلكها لشراء سيناريو "العذاب امرأة"، وقام بدفع مبلغ 3000 جنيه ثمنا للسيناريو.
 
انتهى على الزرقانى من السيناريو بعد سنة كاملة تخللتها جلسات ولقاءات ومناقشات طويلة مع أحمد. بدأ أحمد في طرق الأبواب على المنتجين والموزعين في ذلك الوقت، الذين كانوا يتوسمون فيه دائما مخرج المستقبل. على الرغم من ذلك فقد كان الغضب والإحباط والإخفاق حصيلة اللقاء فكل من امتدحوه قبلا يخشون اليوم أن يغامروا مع شاب في أول أعماله على الرغم من موهبته.
 
لم يجد أحمد أي موزع أو منتج يقبل أن يمول الفيلم أو حتى يقرضه جزءاً لتمويل الفيلم، حتى انه عرض إخراج الفيلم بدون أجر، كما عرض السيناريو الذي كبده مبلغا هائلا في ذلك الوقت بدون أجر لكن دون جدوى. حتى التقى بالصدفة مع السيد رياض العقاد، شقيق المخرج الراحل مصطفى العقاد.
 
كان السيد رياض العقاد بصدد إنشاء شركة إنتاج بمصر. ووافق على إنتاج الفيلم. أخيرا، قام أحمد بتحقيق حلمه، ووقع اختياره على محمود ياسين، ونيللى لبطولة الفيلم.و عرض الفيلم، وسط كم هائل من الأفلام الكبيرة لمخرجين ونجوم كبار، فقد كان يعرض في نفس الوقت فيلم "أفواه وأرانب" لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة من إخراج المخرج الكبير بركات. وضرب فيلم أحمد يحيى الإيرادات،، مفاجأة تعلن عن مولد مخرج كبير. حصل الفيلم على تقدير النقاد والمشاهدين وحصل على العديد من الجوائز.و أصبح أحمد يحيى المخرج الصاعد.
 
و في خضم ذلك لا يمكن أن نغفل الفنان الكبير محمود ياسين، ودوره الكبير في مساندة أحمد. فقد كان محمود ياسين يرى الموهبة في المخرج الصاعد حتى انه كان يعرض سيناريو الفيلم على من يقابلهم من منتجين وموزعين، ولكن للأسف كان يفاجأ بالرد بأن الفيلم قصته غير ملائمة للسوق المصري، حيث أن القصة تدور حول تشكيك امرأة لزوجها حول كونه الأب الحقيقي لابنهما الوحيد.و لكن بعد النجاح الذي لاقاه الفيلم ذهب كل المنتجين الكبار والموزعين في ذلك الوقت لتهنئة أحمد، وكانوا يعرضون عليه دفعات مقدمة لأي مشروع فيلم يختاره. وتوالت نجاحات أحمد، فقام بإخراج فيلم "رحلة النسيان" من إنتاج محمود ياسين عرفانا له بالجميل وتقديرا للنجم الكبير. وحقق الفيلم نجاحا مماثلا.كان السيناريست على الزرقانى المفضل لأحمد، وحين توفى، بدأ أحمد في التعاون مع السيناريست مصطفى محرم. وكونوا ثنائيا ناجحا في الثمانينيات والتسعينيات...!!