بقلم : سامح جميل, 
الجريمة : وثائق عملية اغتيال شهدي عطية تاليف رفعت السعيد ..
 
الكتاب عبارة عن نص التحقيقات التى تمت فى واقعة تعذيب وضرب شهدى عطية مما أدى الى وفاته.
 
ولمن لا يعلم شهدى عطية فهو كان رجل مثقف وصاحب دار نشر وقبض عليه هو ومجموعة بتهمة الشيوعية وتم محاكمتهم فى الاسكندرية وطوال المحاكمة كان يؤيد هو وزملاؤه سياسات عبد الناصر, وتم ترحيلهم قبل الحكم عليهم الى أبو زعبل .
 
وعند وصولهم أبو زعبل تم ضربهم بالعصى والشوم وسحلهم وتعريتهم والوقوف عليهم بأحذية العساكر والظباط حتى مات شهدى عطيه الله يرحمه.
 
لأول مرة ينشر نعى لفقيد فى شكل قصيدة، كان هذا هو نعى المناضل شهدى عطية أحد مؤسسى تنظيم حدتو، جاء النعى فى صحيفة الأهرام يوم 20 يونيو 1960 وقد كتبه الشاعر محمود توفيق أحد كوادر حدتو وجاء فيه: «فتى مات بين الطعن والضرب ميتة/ تقوم مقام النصر إن فاته النصر/ تردى ثياب الموت حمرا فما دجى/ لها الليل إلا وهى من سندس خضر».
 
أيضا كان الشاعر فؤاد حداد، رفيق نضال شهدى، معتقلا فى أوردى ليمان أبوزعبل وعند مقتل شهدى رثاه بقصيدة طويلة دون أن يكون معه لا ورقة ولا قلم وكان يقول مطلعها: «فى يوم 15 من شهر يونيه سنة 60 ميلادية/ كان فجر مش فجر/ كانت ليلة مقضية/ متقدرة بالسنين مش مخلية».
 
ويقول الدكتور أحمد القصير(مقرر لجنة أصدقاء شهدى عطية) إن المفكر والمناضل شهدى عطية كان أحد المؤثرين فى مسار الحركة الوطنية فى أربعينيات القرن العشرين وأنه راح ضحية تعذيب وحشى فى معتقل أوردى ليمان أبوزعبل فى مثل هذا اليوم 15 يونيو 1960 فى أعقاب محاكمته بمدينة الإسكندرية أمام محكمة عسكرية فى قضية شيوعية كان هو المتهم الأول فيها وقد تعرض للتعذيب مع شهدى رفاقه فى القضية من كوادر وقادة حدتو.
 
وكنت شخصيا من بينهم. وأحدث مقتله ردود فعل على المستوى الدولى وقد تميز شهدى بدوره السياسى والفكرى منذ إشرافه مع عبدالمعبود الجبيل فى السنوات الأولى من الأربعينيات على «دار الأبحاث العلمية» إلى أن تم حلها فى 1946 بقرار من رئيس الوزراء. كما أشرف شهدى أيضا فى 1946على تأسيس «اللجنة الوطنية للطلبة والعمال».
 
وكان شهدى قد وضع مع عبدالمعبود الجبيلى فى 1945 كتاب «أهدافنا الوطنية» الذى أصبح برنامجا للجنة الوطنية للطلبة والعمال، ولعله ليس من قبيل المصادفة أن يكون شهدى أول شيوعى يحكم عليه بالأشغال الشاقة.
 
فقد صدر ضده فى نهاية أربعينيات القرن العشرين حكم بسبع سنوات أشغالا شاقة بسبب دوره السياسى، ولسيد إسحق ورقة رائعة كتبها عن شهدى على نحو سردى ووصفى رائع يجسد وقع الصدمة على المعتقلين لمقتل شهدى إذ قال إن العنابر انفجرت كالبركان لهول الصدمة وممالأة مأمور السجن للمساجين تفاديا لطوفان الغضب وقال إسحق إن طابور شهداء التعذيب انتهى بمقتل شهدى...!!