رفض وضع إسم شهيد قبطى على مدرسة يصنع جيلا من الارهابيين 
كتاب – ايهاب رشدى 
قال جوزيف ملاك المحامى وزميل المفوضية السامية لشئون الاقليات بالأمم المتحدة أنه فى الوقت الذى يتحدث فيه رئيس الجمهورية في الاحتفال بليلة القدر بكل قوة داعما لمفهوم المواطنة والمساواة وقبول الآخر بكل صراحة ، فاننا نرى الادارة المحلية في اسيوط وهى ترفض اطلاق إسم الشهيد ابانوب علي احدى المدارس أسوه بشهداء الدم زملاءه ، وذلك لكونه قبطيا.
 
وأضاف ملاك فى تصريحات للأقباط متحدون لقد تابعت  أزمة الشهيد أبانوب ناجح ، شهيد كمين العريش ابن قرية بني قره التابعة لمركز القوصية بمحافظة اسيوط ..والذى استشهد في حادث اعتداء ارهابي صباح أول ايام عيد الفطر المبارك ، وشعرت بالحزن العميق لاستشهاد شبابنا غدرا في فرحة العيد ، وكنت وقتها أهنيء اخوتي بالعيد ضمن وفد كنسي يقدم التهنئة للمسئولين بالاسكندرية...وما زادنى حزنا واستغرابا هو اعلان كثير من صفحات التواصل الاجتماعي اسماء الشهداء دون ذكر اسم الشهيد ابانوب في محاولة لطمس عملا بطوليا لشاب مصري يدافع عن وطنه وذلك لكونه قبطيا ، حتي شاهدت الجنازة العسكرية وتساءلت هل النزعه الطائفية  تصل بنا الي ذلك ؟ ! 
 
وتابع زميل المفوضية السامية  ... لقد استمعت جيدا  لخطاب السيد الرئيس فى ليلة القدر وخرجت منه بحقيقة وهى أن الدولة تسعي بقوة وحزم للمساواة وقبول الآخر وإعلاء المواطنة وأنها تتلمس الجروح وتقف ضد من يحاول أن يخترق وحدة شعبها ، ثم تساءلت .. لماذا نضع اسماء الشهداء علي المدارس والاجابة لنعلم أولادنا الوطنية وليكون درسا بطله شباب ضحي من اجل الوطن ، ولكن عندما يتم رفض وضع اسم شهيد لأنه قبطي فماذا نعلم  أولادنا ؟؟ 
إن الازمة هى التصريحات المستفزة من مسئولين أساءوا للدولة ونواب أقباط لم نسمع عنهم يدافعون عن المبادئ ثم يخالفون ضمائرهم ؛ أملا في إعادة انتخابهم  ، وقد وجدت  ذهني في حالة من الارتباك ...أليست الدولة قد عزمت علي محاربة قوي التشدد وأعاود لأتذكر خطاب السيد رئيس الجمهورية الذي لاقي صدي دوليا ومحليا...وأتساءل .. ألم يستمع المسئولون في محافظة أسيوط لهذا الخطاب كما سمعناه . 
 
وحذر جوزيف ملاك قائلا إن الأزمة ليست في اطلاق اسم شهيد علي مدرسة او علي كوبري....الازمة تتعلق في النهج والتصرف والقرارات التي تضع الدولة في حرج ، فالتعليم أمن قومي للدولة وعندما ترفض مدرسة ومحافظة اطلاق اسم شهيد لكونه قبطيا فان هذا يعد دعما للفكر المتطرف ليصنع جيلا من الارهابيين  لأنكم تضعون أمامه  درسا عمليا فى عدم قبول الآخر والتمييز فماذا تنتظرون منه ؟  ماذا تنتظرون من طفل يرفض أخيه ويعتبره  أقل منه .