قالت شبكة "سي.إن.إن" إن المملكة المتحدة وحوالى 200 دولة أخري تعهدوا بالعمل معًا للحفاظ على درجة حرارة الأرض ومنعها من الارتفاع، عن طريق خفض انبعاث الكربون في العالم إلى "محايدة الكربون" بحلول 2050، بموجب اتفاقية باريس المناخية لعام 2015.

 
وذكرت "سي.إن.إن" أن الاتفاقية تسعي إلى إبقاء درجة الحرارة إلى 1.5 درجة أو على الأقل "أقل بكثير من درجتين"، حيث أن خفض الانبعاثات جزء غير قابل للتفاوض من تلك الخطة. وهذا يضع المملكة المتحدة في النهاية تحت ضغط لتقديم سياسات ملموسة في وقت قريب جدًا.
 
من جانبها، أعطت لجنة تغير المناخ واللجنة الاستشارية التي أوصت بتلك الخطة، لمحة عن شكل هذا المستقبل، حيث سيتعين التخلص التدريجي من مركبات البنزين والديزل واستبدالها بمركبات تعمل بالكهرباء أو الهيدروجين بحلول عام 2035، كما يجب خفض استهلاك لحوم البقر والضأن ومنتجات الألبان بنسبة 20% بحلول عام 2050، بالإضافة إلى عدم توصيل الغاز إلى المنازل التي بنيت بعد عام 2025، لذلك سيحتاج أصحاب المباني القديمة إلى تبديل نظام التدفئة الخاص بهم إلى نظام منخفض الكربون.
 
على الرغم من ذلك، فهناك مشاكل مع الخطة، حيث يصعب التخلص من الانبعاثات أو حتي مستحيلة في بعض القطاعات مثل الزراعة.
 
وقال مدير الساسيات والاتصالات بمعهد جرانثام للأبحاث بوب وارد، إن "الميثان الناشئ عن الماشية يعد غازات دفيئة أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون، لذلك سيتعين علينا تقليل استهلاك اللحوم، لكن من غير المرجح أن نخفض الماشية إلى الصفر".
 
وقال خبير الطاقة المتجددة في شركة "WSP"الاستشارية بارني إيفانز، إن:" الطيران والشحن هما قطاعان آخران لا توجد فيهما بدائل منخفضة الكربون".
 
وأضاف "إنها قطاعات عالية الكربون، فهي تنمو بسرعة ومسار إزالة الكربون غير مؤكد بالنسبة لهما".
 
وفي سياق آخر، قال كبير العلماء في جرينبيس، دوج بار، إن: "هناك طريقة أخرى لتعويض الانبعاثات وهي تخزين غازات الدفيئة تحت الأرض أو تحت سطح البحر. لكن العلماء ما زالوا يتوصلون إلى معرفة كيفية القيام بذلك بطريقة فعالة من حيث التكلفة والأمن."
 
وأشارت شبكة " سي.إن.إن"، إلى أن الوصول إلى محايدة الكربون سيكلف حوالي 1 تريليون جنيه إسترليني (1.3 تريليون دولار)، وهو أكثر من اللازم بالنسبة للبعض، حيث وصف عالم السياسة الدنماركي، بيورن لومبورج، خطة "محايدة الكربون" بأنها "لا طائل من ورائها"، لأن المملكة المتحدة مسؤولة فقط عن حوالي 1% من الانبعاثات العالمية.
 
وبالنسبة لأغلبية علماء المناخ فإن الأرقام تتزايد.
 
وقال "وارد" إن السبب الوحيد الذي يجعل الناس يعتقدون أن الحياة الأنظف أغلى ثمنًا هو أنهم ينسون التكاليف الخفية لاعتمادنا الحالي على الوقود الحفري. الناس يدفعون ثمن آثار تغير المناخ من خلال زيادة مخاطر الفيضان الساحلي، وزيادة خطر فيضان الأراضي، وزيادة خطر الجفاف، وزيادة خطر موجات الحرارة.
 
وأضاف "وارد": "آمل أن نتمكن من الوصول إلى محايدة الكربون في وقت مبكر، كما يتعين على الحكومة بذل المزيد من الجهد، بالإضافة إلى طرح رؤساء الوزارات سياسات جديدة من شأنها أن تقلل من تخفيضات الانبعاثات، وإلا فلن نصل إلى شيء".