كارثة ثقافية كبرى شهدتها الإسكندرية، اليوم الأربعاء، مع قيام أجهزة حي وسط المدينة، بطلاء تمثال الخديو إسماعيل، الذى يقع بميدان كوم الدكة بمنطقة محطة الرمل، بمادة الدوكو السوداء ضمن أعمال التطوير الجارية بالميدان، وهو ما آثار موجة واسعة من الغضب والاستياء بين المهتمين بالشأن الثقافي بالمدينة.

 
والتمثال مسجل كأثر نظرًا لأهميته الكبيرة في التاريخ المصري؛ حيث نحته المثال الإيطالي الشهير "بيتروكانونيك" بدعم وتمويل من الجالية الإيطالية بالإسكندرية عام 1933، وتم افتتاحه عام 1938 بحضور الملك فاروق.
 
وفوجئ السكندريين والمهتمين بالشأن الثقافي بالمدينة بقيام حى وسط بنشر صور التمثال فى شكله الجديد على صفحتها بموقع التواصل الاجتاماعي "الفيسبوك"، قائلة: تم رش ودهان تمثال الخديوى إسماعيل فى إطار أعمال التطوير الجارية بالميدان الذى يحمل اسمه خلف سينما أمير بشارع صفية زغلول.
 
وانتقد على سعيد، مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، عدم الاستعانة بمختصصين من كلية الفنون الجميلة وفنانين تشكيليين ونحاتين في ترميم التمثال".
 
وأضاف: "التمثال يرجع تاريخه لعام 1938، وآخر ترميم للتمثال منذ سنوات كان على يد الدكتور أحمد السطوحى أحد النحاتين الكِبار بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية بشكل مُتخصص وعلمى ساعد على الحفاظ عليه لسنوات.
 
وعن التمثال يقول الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق، الباحث في التاريخ، إن فكرة صناعة التمثال بدأت عقب الزيارة التاريخية التي قام بها الملك فؤاد الأول، إلى إيطاليا عام 1927، والتي استقبله خلالها الشعب الإيطالي بترحاب كبير ظهر جليا لدى مرور موكبه في شوارع روما، مضيفا: ومن هنا رأت الجالية الإيطالية بالإسكندرية والتي كانت تعتبر الأكبر بعد الجالية اليونانية تخليد المناسبة بصناعة تذكار، يوضع بأحد ميادين المدينة.
 
وأشار إلى أن التمثال قام بصنعه النحات الإيطالي الشهير‏ "بيتروكانونيك"، وتولي‏ "فيروتشي بك" أحد المعاماريين الإيطاليين‏ رسم مبناه فاختار له هندسة رومانية‏، وهو ما تكفلت بتكاليفه بلدية الإسكندرية‏،‏ التي دفعت مقابل تكاليف تبليط المصطبة‏ 2900‏ جنيه وتبليط الرصيف‏ 300‏ جنيه، وإقامة المصابيح المزخرفة حوله ‏2200‏ جنيه‏، بينما قام بأعمال البناء وتركيب التمثال فريق من المهندسين والبنائين الإيطاليين المعروفين في الإسكندرية وقاموا بالعمل بشكل تطوعي دون أن يتقاضوا أي مقابل.
 
وأضاف: "وفي شهر أكتوبر عام ‏1935، تم الانتهاء بشكل كامل من صناعة التمثال وإعداد الميدان الذي سيوضع داخله، وبالفعل تم نقل التمثال وتركيبه ووضع أعلاه ستار انتظار لقدوم الملك لكن هذا الافتتاح تأخر لمدة 3 سنوات، حيث مات "فؤاد"، وتولى نجله "فاروق"، العرش ليرفع الستار من على تمثال جده في يوم 4 ديسمبر عام 1938 بعد أن ظل الستار موضوعا عليه يخفيه طوال تلك المدة.
 
من جانبه أكد محمد متولي، مدير آثار الإسكندرية، أن حي وسط لم يقوم بإخطار الآثار بأعمال الترميم للتمثال رغم كونه أثريا بالمخالفة للقانون.
 
وأضاف "متولي":، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أنه سيتم التنسيق مع الجهات التنفيذية المختصة بالإسكندرية لإعادة الشيء لأصله"