قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن من يعش في حياته بدون أن يكون له مرشد يسقط سريعا مثل أوراق الخريف.

وأضاف البابا، خلال العظة الأسبوعية التي ألقاها، مساء الأربعاء، بكنيسة التجلي بمركز لوجوس البابوي، بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، متأملا في الآية التي تقول «قلبا نقيا اخلق فيا يالله وروحًا مستقيما جدده في أحشائي»، موضحا أن الله خلق الإنسان عاقلا، والوظيفة الأولى للعقل هو التعرف على الله والخليقة، ولو كان عقل الإنسان مستنيرا ستكون قراراته وكلامه صحيحًا.

ولفت إلى أن هناك علامات للقلب السليم، وهي أن الله يقوده، ومعرفته متوازنة، وله مرجعية، ودائما متجدد، أما علامات العقل المخطئ فهي أنه يهول من الأمور، وغير متطور، ويرفض مل جديد، وروتيني، ومشوش.

وشدّد على أهمية مراعاة الكلام الموزون، مؤكدًا أن «كلمة واحدة ممكن تتعب أسرة»، لافتًا إلى أن العقل يتجدد بالقراءة المستمرة وعلى رأسها الإنجيل، والجلوس إلى الكبار للحصول على خبرات الماضي.

ووجّه البابا حديثة للحاضرين في الدير بقوله لماذا الله خلق للإنسان عقل؟ العقل وظيفته هي التعرف على الله والخليقة كلها وثاني وظيفة للعقل أنه وعاء للمعرفة والإنسان صنع الحضارة والعلوم، فضلا عن أنه يساعد الإنسان في اتخاذ قراراته والإنسان مخير وهو صاحب الاختيار إذا كان عقله على مستوى الاستنارة فقراراته جيدة متساءلا: كيف نحكم أن العقل سليم؟ إذا كان يقوده الله وليس الهوى الشخصي، فهو سليم وأول رشمه في الميرون تكون على العقل لتقديسه وقيادة العقل من خلال الكتاب المقدس عندما يسمع لكلامه ينير ذهنه وعقله والعقل الصحيح دائماً متوازن، فنحن في زمن فيض المعلومات لكن العقل المتزن علامة من علامات صحة العقل ومن هنا تأتي خطورة يوم الدينونة «فبكلامك تتبرر وبكلامك تدان» وقراءاتك دائماً يجب أن تكون متوازنة لا نقرأ لكاتب واحد أو في مجال واحد وأن تكون للعقل مرجعية، فالذين بلا مرشد كأوراق الخريف يسقطون سريعاً مهما كبر الإنسان في المعرفة، إلا أنه يعود لمرجع وكثيراً نواجه موقف لا نعرف كيف نتصرف فيه، لكن المرجعية لها دور فإذا رأيت إنسان يسقط دائماً أعلم أنه يقود نفسه بنفسه لابد من وجود مرجعية روحية، وأن يكون العقل دائما متجدد، فعندما ينحرف العقل لابد أن يرجع لاستقامته حالة التجديد الروحي للإنسان في عقله وفكره والكنيسة من حلاوة طقسها تنوع الطقس وهذا التنوع هو التجديد والتجديد شكل من أشكال التوبة وهو قضية كبيرة في حياتنا المسيحية «تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم» هذه هي علامات العقل السليم.

وتحدث البابا عن السمات العقل الخطأ قائلا إنها ١٠ سمات هي العقل الذي يهول أي يكبر ما هو صغير ويجعله كبيراً والعقل المنحرف الذي يفكر شمال وعقل اليأس وهو أخطر أنواع العقل والعقل المتجمد الذي لا يتطور ولا ينظر لأي شيء حوله ويرفض كل جديد والعقل الروتيني الذي لا يتجدد ولايصلح في الخدمة أو العمل وإذا كنت تريد روح الله يعمل يجب أن يكون في تجديد في عقل الإنسان والعقل الفضولي الذي يبحث عن الأخبار وهو عقل مريض والعقل المنقاد وراء أي شخص يكون بالنسبة له بطل أو قدوة وكأن عقله مسبي وهذه هي خطورة من يقرأ لكاتب واحد والعقل المشوش التائه والعقل المنفعل المتوتر ودائماً قلق والعقل الشهواني الذي تتحكم فيه الخطية، فالإنسان إذا أراد النعمة من فوق تساعد في تجديد ذهني وعقلي، ولكن أين دوري في الإرادة ممكن العقل يتجدد من خلال: القراءة المستمرة على رأسها قراءة الإنجيل فجدد عقلك بقراءات متنوعة، كما أنه يجب عليك تجديد عقلك بالجلوس إلى الكبار فخبرات الماضي تستطيع أن تساعد الإنسان في الحاضر ونحن كأساقفة يجب أن نساعد على تجديد العقل.