كتب - محرر الأقباط متحدون أ. م
يوافق اليوم ذكرى اغتيال الكاتب الكبير الراحل فرج فودة، الذي كان ولا يزل بكتبه وأفكاره شوكة في حلق المتطرفين، ونور في نفق الأفكار الإرهابية المظلمة التي تلتهم عقول معتنقيها، كان من أوئل من نادوا بفصل الدين عن الدولة، وهو ما جعله هدفًا للمتطرفين، وكذلك جبهة علماء الأزهر التي شنت هجومًا حادًا عليه وأصدرت بيان في 1992 قامت فيه بتكفير فرج فودة وإحلال دمه.
 
وُلد فرج فودة في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط، حصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، ولديه ولدان وابنتان، وتم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية في 8 يونيو 1992 في القاهرة. 
 
ما هي المناظرة التي أدت لاغتياله؟
قبل ستة أشهر من اغتياله في 8 يناير 1992، حضر الكاتب فرج فودة مناظرة فى معرض الكتاب واجّه فيها الشيخ الغزالى والدكتور محمد عمارة والمستشار الهضيبى، انتهت باغتياله في 8 يونيو 1992 حتى أن د. سمير سرحان مدير الندوة بكى حزنًا على اغتياله نتيجة إحساسه بالذنب بعد أن اتضح أن قرار الاغتيال جاء بعد هذه المناظرة!
 
في هذه الندوة قال د. فرج فودة، "لا أحد يختلف على الإسلام الدين، ولكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية، وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة، رؤية واجتهاد وفقه، الإسلام الدين فى أعلى عليين، أما الدولة فهى كيان سياسى وكيان اقتصادى واجتماعى يلزمه برنامج تفصيلى يحدد أسلوب الحكم".
 
وتابع، "أنا من المؤمنين بأن الإسلام كدين لا يتناقض أبدًا، ونحن حين نقول نزّهوا الإسلام لنا وجهة نظر فى هذا، أنا لست مع الدكتور عمارة حين قال ليس الإسلاميون فقط هم الذين اختلفوا.. الشيوعيون اختلفوا أيضاً!!
 
 
اعتقاله في عهد عبد الناصر واستشهاد شقيقه في نكسة 67
تم اعتقاله في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،  وكان فودة طالب في السنة النهائية بكلية الزراعة، واستشهد شقيقه الملازم محيي الدين فودة، الذي كان يصغره بعام واحد، في نكسة 5 يونيو 1967، ولم يتم العثور على جثمانه، وشارك فودة بعدها في مظاهرات الطلبة الغاضبة عام 1968 واعتقل لعدة أيام.   
 
فودة والانتحار الساداتي بإطلاق يد الجماعات الإسلامية
وعن فترة حكم الرئيس الراحل السادات، وصفها فودة بـ الانتحار الساداتي، محملاً إياه مسؤولية خروج الجماعات الإسلامية وإطلاق يدهم بالمجتمع لغل يد الناصريين واليساريين، وهو ما انتهى بمقتله على أيديهم.
 
يوم الاغتيال
في 8 يونيو عام 1992 وقبل عيد الأضحى بأيام قليلة، وأثناء خروجه من مكتبه تم استهدافه من قبل شابين ينتميان للجماعة الإسلامية.
 
وقع الاغتيال بتحريض من الجماعة الإسلامية وجبهة علماء الأزهر التي أصدرت بيانًا بتكفيره، حيث سقط شهيدًا على "سماك" أمي لا يجيد القراءة والكتابة.
 
في ظهر هذا اليوم، انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام الجمعية المصرية للتنوير بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة.    
 
وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق، وفي أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين.    
 
وانطلق خلفهما مسرعًا سائق سيارة فرج فودة، وأصاب الدراجة البخارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبي، وسقط عبد الشافي رمضان وارتطمت رأسه بالأرض وفقد وعيه فحمله السائق وأمين شرطة كان متواجدًا بالمكان إلى المستشفى حيث ألقت الشرطة القبض عليه، أما أشرف إبراهيم فقد تمكن من الهرب.  
 
مقولاته:
لا أستطيع أن أخون عقلي.   
- دراسة العلوم الزراعية هي دراسة لعلوم الحياة، وما أكتبه هو دفاع عن حق الحياة الكريمة والإنسانية والحضارية.   
 
- لا أبالى إن كنت فى جانب والجميع فى جانب آخر، ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم أو لمعت سيوفهم، ولا أجزع إن خذلنى من يؤمن بما أقول، ولا أفزع إن هاجمنى من يفزع لما أقول، وإنما يؤرقنى أشد الأرق أن لا تصل هذه الرسالة إلى من قصدت، فأنا أخاطب أصحاب الرأى لا أرباب المصالح، وأنصار المبدأ لا محترفى المزايدة.  
 
 - اليوم الذي لا يصلني فيه تهديدات الإسلاميين "يوم ضايع يحسبوه الناس عليا".  
ن أقواله الخالدة :
 
- الرصاص هو التعبير العنيف عن منتهى الضعف
- في المستقبل القريب .. سيدرك العرب أن الجماعات الإسلامية أكثر خطرا عليهم من اسرائيل و بكرة تقولوا فرج قال .
- الذي يقرأ و يفهم سيحاورني .. و الذي يقرأ و لا يفهم سيشتمني .. و الذي لا يقرأ و لا يفهم سينتصر علي .
-أرى هذا المستقبل القريب كأنني أقرأه .. و أتخيله كأنني أراه .. و أرى ما هو أخطر .
 
ما قاله وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة
بعد أن سقط فودة على الأرض مدرجًا في دمائه، حملته سيارة الإسعاف، وحاول الجراح حمدي السيد نقيب الأطباء أن ينقذ حياته، لكنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة في ساعات محدودة، وقال وهو يحتضر "يعلم الله أنني ما فعلت شيئًا إلا من أجل وطني".
 
الشعرواي والغزالي ومحمد عمارة وقعوا على بيان تكفيره واستحلال دمه
في يونيو نشرت جريدة (النور) الإسلامية، بيانًا من ندوة علماء الأزهر يكفر فرج فودة بتوقيع الشيخ الشعراوي ومحمد عمارة والشيخ الغزالي.   
 
ترحيب في الأوساط الإسلامية باغتياله وشيخ أزهري: الدولة سهلت له عملية الانتحار
بعد اغتياله أعلن المستشار مأمون الهضيبي المرشد العام للإخوان آنذاك عن ترحيبه وتبريره لاغتيال فرج فودة، وبعد أسابيع من الاغتيال، ألّف الدكتور عبد الغفار عزيز، رئيس ندوة علماء الأزهر كتابًا أسماه "من قتل فرج فودة؟" ختمه بقوله: "إن فرج فودة هو الذي قتل فرج فودة، وإن الدولة قد سهلت له عملية الانتحار، وشجعه عليها المشرفون على مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار، وساعده أيضًا من نفخ فيه، وقال له أنت أجرأ الكتاب وأقدرهم على التنوير والإصلاح". 
 
وكذلك الحال بالنسبة للشيخ الغزالي أحد الموقعين على بيان تكفيره واستحلال دمه، حيث قال في أحد اللقاءات التلفزيونية: أن فودة في حكم المرتد وعقوبة الارتداد معروفة.   
 
الغزالي: ودة في حكم المرتد وعقوبة المرتد معروفة
وتابع، أنا أقبل لو إن واحد يقول أنا ما بحبش الإسلام، طيب خليك في بيتك أو خليك في نفسك، وما تجيش يم الإسلام، وما تهاجمش تعاليم الإسلام، وافضل كافر لوحدك، مالناش صلة بك، ما لناش عليك سبيل، لكن إذا جئت عند المسجد وقلت إيه الأذان الصاعد ده؟ دعوا هذه الصيحات المجنونة. لا لزوم لها. لا خير فيها. لا لا لا. أنظر إليك نظرة أخرى.
 
مشددًا: أنا في خلاف شديد مع جميع المفكرين الذين يرفضون الإسلام وليس فرج فودة فقط، أنا رجل مسلم أعرف ربي وأحبه وأحب دينه وأدافع عن هذا الدين.
 

 
ثروت الخرباوي يكتب عن واقعة الاغتيال في كتابه قلب الإخوان
قال الكاتب والقيادي الإخواني السابق د. ثروت الخرباوي في كتابه قلب الإخوان عن الراحل فرج فودة، في مناظرة فرج فودة مع مأمون الهضيبي... ترك الهضيبي الحديث عن الإسلام وتاريخه وكان جل همه الدفاع عن تاريخ الإخوان المسلمين ورجال النظام الخاص فيه الذين حملوا السلاح قبل الثورة ونفذوا العديد من عمليات الاغتيال. وبأن الإخوان يتعبدون إلى الله من خلال هذه الاغتيالات.
 
ذات يوم قال حسن البنا عن أفراد النظام الخاص الذين نفذوا العمليات إنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين.
 
أياتي اليوم المستشار مأمون الهضيبي ليقول للعالم أجمع إننا نتعبد إلى الله من خلال هذه الاغتيالات؟؟؟ كيف هذا وأيم الله؟؟؟
 
أي عبادة تلك التي قتلت مسلمين آمنين على أنفسهم؟؟؟
 
وفي مقطع آخر...وعندما سألت قال لي مسئول الشعبة: يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم........ ينبغي أن يكون الأخ بين يدي المرشد أو المسئول كالميت بين يدي من يغسله يقلبه كيف يشاء!!!