خالد منتصر
وصلتنى من د. محمد عبيد، استشارى الجهاز الهضمى بجامعة القاهرة وزميل الجمعية الأمريكية للمناظير، رسالة تحمل معلومات خطيرة عن جراحات السمنة، خاصة جراحة تحويل المسار، وجدت أنه من الواجب علىّ أن أعرضها عليكم، خاصة أن د. عبيد أرسل لى كل الأوراق العلمية، والباب مفتوح للرد وأيضاً بالوثائق والمراجع العلمية، يقول د. محمد عبيد فى رسالته:

انتشرت فى مصر جراحات السُمنة التى قد يلجأ إليها البعض من مرضى السُمنة على أمل الشفاء التام من المرض وفقدان الوزن، وهذا ليس صحيحاً لأن مرض السُمنة مرض مزمن وكثير من المرضى يعود الوزن كما كان عليه قبل العملية أو أكثر، وأحياناً يعود بكثير من المضاعفات منها ما يسهل علاجه، ومنها ما يظل مع المريض طيلة حياته، ومنها ما يتسبب فى وفاته لا قدر الله!!

فى دراسة جديدة تمت على ما يقارب ١٥ ألف سيدة خضعن لجراحات السُمنة وتم مقارنتهن بـ٤ ملايين سيدة لم يخضعن لجراحات السُمنة اكتشف الآتى؛ جراحات السُمنة قد تحُدث مضاعفات شديدة فى الحمل وتشوهات خلقية فى الجنين ووفاة الجنين أو نزول الجنين قليل الوزن ودخوله الرعاية المركزة بنسب تتراوح بين ٣٠٪ و٦٠٪ أكثر من السيدات اللاتى لم يجرين جراحات السُمنة.

تم عرض نتائج الدراسة فى المؤتمر الأوروبى للسُمنة فى جلاسجو بريطانيا فى مايو ٢٠١٩.

نُشر مؤخراً أيضاً فى الولايات المتحدة الأمريكية فى أكبر مؤتمر عالمى لأمراض الجهاز الهضمى والمناظير DDW 2019 فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وبالتحديد يوم ٢٢ مايو ٢٠١٩، عدة دراسات تؤكد وجود ارتباط بين المرضى الذين خضعوا لجراحات السُمنة وسرطان القولون بعد ١٠ سنوات من جراحة السُمنة، وأن هناك زيادة بنسبة ٤٨٪ فى معدل حدوث سرطان القولون فى المرضى الذين خضعوا لجراحات السُمنة بالمقارنة لما هو متوقع فى الأشخاص الطبيعيين أو الذين يعانون من السُمنة ولكن بدون اللجوء للجراحة، الدراسة تمت على ٨٧ ألف حالة ونُشرت فى الجريدة الرسمية للجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمى AGA فى مايو ٢٠١٩.

وهناك دراسة أخرى فى نفس المؤتمر أشارت إلى أن عملية تحويل مسار المعدة (إحدى جراحات السُمنة) تزيد من زوائد القولون التى قد تؤدى لسرطان القولون فيما بعد بزيادة أربعة أضعاف عن المرضى الذين لم يخضعوا لهذه الجراحات، وتم نشر الدراسة بنفس المجلة السابق ذكرها أيضاً.

والجدير بالذكر أنه تم نشر نفس الخبر فى وكالة رويترز للأنباء الطبية عام ٢٠١٣ نقلاً عن الجريدة الرسمية للجراحة ANNALS OF SURGERY بتاريخ ٦ مارس ٢٠١٣ بأن جراحات السُمنة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بسرطان القولون، ولو فرُض أن مرض السُمنة قد يؤدى لسرطان القولون بنسبة ٥٠ حالة كل ١٠٠ ألف حالة هذه النسبة ستتضاعف بعد جراحة السُمنة لتصبح ١٠٠ حالة سرطان قولون كل ١٠٠ ألف حالة، وتم عمل هذه الدراسة على ٧٧ ألف مريض سُمنة فى أمريكا وفى السويد.

نُشر مؤخراً أيضاً أن جراحة السُمنة مثل عملية تحويل مسار المعدة قد تؤدى لكسر مفصل الرسغ والحوض بنسبة قد تصل لـ٧٣٪ أعلى من المرضى الذين تم عمل عملية حزام المعدة لهم بعد ٨ سنوات من العملية، وقد تم عمل هذه الدراسة على ٤٢ ألف مريض لمدة ٨ سنوات فى جامعة هارڤارد الأمريكية ونشرت فى أكبر مجلة طبية عالمية للجراحة JAMA SURGERY فى مايو٢٠١٩.

الجدير بالذكر أنه فى تايوان عام ٢٠١٥ تم عمل نفس الدراسة، التى أكدت أن نسبة كسر العظام فى مرضى السُمنة بعد عملية تحويل مسار المعدة قد تصل إلى ٢١٪ خلال الخمس سنوات الأولى بعد العملية أعلى من ذويهم من مرضى السُمنة الذين لم يخضعوا لتلك العملية، وأن هذه النسبة قد تصل إلى ٤٧٪ بعد ١٢ عاماً من إجراء الجراحة، ونُشر هذا الخبر فى وكالة رويترز للأنباء الطبية فى ٢٤ ديسمبر ٢٠١٥.

آخر الإحصائيات التى تم الإعلان عنها فى المؤتمر العالمى لأمراض الجهاز الهضمى فى أمريكا DDW19 فى مايو ٢٠١٩، أن أقل من ١٪ من مرضى السُمنة فى أمريكا البالغ عددهم «٩٨» مليون مريض يلجأون لجراحات السُمنة لإنقاص وزنهم خوفاً من المضاعفات التى قد تصل إلى ١٢٪ وخوفاً من الوفيات التى قد تصل لأقل من ١٪.

وفيما يلى بعض هذه المضاعفات:

- النزيف أثناء أو بعد العملية.

- التسريب.

- ارتجاع المرىء المزمن.

- ضيق فى الجهاز الهضمى وقىء مستمر بعد العملية وقد يحتاج لعدة جلسات توسيع بعد العملية أو لتركيب دعامات معدنية باهظة الثمن أو لعمل جراحة أخرى.

- قرح فى الجهاز الهضمى.

- جلطات.

- نقص الفيتامينات.

- الوفاة أثناء العملية.

- الوفاة فى أول ٣٠ يوماً بعد العملية.

ختاماً يجب على مرضى السُمنة توخى الحذر الشديد من تلك العمليات وعدم اللجوء إليها إلا فى الضرورة القسوة وباتباع التعليمات الآتية فى محاولة لتفادى بعض الضرر:

- بعد فشل كل الطرق الأخرى «غير الجراحية» لإنقاص الوزن.

- أن يكون مؤشر كتلة الجسم أكثر من ٤٠ = سُمنة مفرطة.

- أن يكون مؤشر كتلة الجسم أكثر من ٣٥ + مرض أو اثنين بسبب السُمنة.

- التأكد من شهادات وخبرات الطبيب عن طريق موقع نقابة الأطباء المصرية ems.org.eg.

- التأكد من وجود استشارى تخدير ذى خبرة عالية فى تخدير مرضى السُمنة المفرطة.

- التأكد من أن المستشفى ذو سمعة طيبة عن طريق وزارة الصحة المصرية.

- لا يتم عمل أى تدخل جراحى أو منظار فى عيادة أو مركز.

- التأكد أن الأدوات المستخدمة فى الجراحة مستخدمة لأول مرة ولا يُعاد تعقيمها.

- طلب فاتورة ضريبية للأدوات المستخدمة والرقم التسلسلى لها Serial Number.

- أن تكون الأدوات المستخدمة الجراحية وغير الجراحية حاصلة على تصريح من وزارة الصحة.

- تفاوت أسعار جراحات السُمنة له علاقة بالأدوات المستخدمة، رخيصة الثمن = الأدوات مستخدمة من قبل.

- لا تنخدع بالإعلانات المضللة على الإنترنت والفضائيات.
نقلا عن الوطن