قوات أمنية تفض الاعتصام.. و"العسكري" ينفي.. وجهات دولية تدعوا للتفاوض
كتب - نعيم يوسف
تطورات جديدة حدثت في السودان، الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، جعلت الجميع يتخوفون على مستقبل هذا البلد الذي يشتعل على صفيح ساخن خلال الفترة الانتقالية العصيبة التي يمر بها.
 
اقتحام مقر الاعتصام
وقامت قوات أمن سودانية صباح اليوم، باقتحام مقر الاعتصام أمام مبنى وزارة الدفاع في العصامة السودانية، الخرطوم، وتم إطلاق نار كثيفة وإحراق خيام المعتصمين.
 
أساس الخلاف
ومنذ شهور يعتصم المتظاهرون بداية للاحتجاج على نظام البشير، والمطالبة بإسقاطه، ثم الخلاف مع المجلس العسكري الانتقالي حول تمثيل العسكريين والمدنيين في المجلس السيادي المزمع أن يقود البلاد خلال الفترة الانتقالية.
 
تضارب في أعداد الضحايا
في وقت سابق من اليوم، قال نشطاء سودانيون، إن نحو 12 شخصا، أصيبوا بجروح خطيرة في الأحداث التي وقعت أمام مقر وزارة الدفاع في العاصمة السودانية، بينما قالت مصادر من المعارضة تتحدث عن 14 قتيلا في محاولة فض الاعتصام في الخرطوم والمصادر الطبية تؤكد سقوط 9 قتلى. 
 
الحرية والتغيير: تم فض الاعتصام بالكامل
وفي وقت لاحق، قالت قوى الحرية والتغيير، التي تقود الاعتصام والحراك الشعبي، أنه تم فض الاعتصام بالكامل، في منطقة القيادة، واتهمت قوات الدعم السريع والجيش بالمسئولية عما اسمته بـ"جريمة" فض الاعتصام، مشددة على أنها لم تتمكن حتى الآن من إجلاء الضحايا من مقر الاعتصام.
 
الدعوة لعصيان مدني
ودعا تجمع المهنيين السودانيين إلى عصيان مدني شامل ومسيرات في مختلف أنحاء البلاد. كما طالبت قوى إعلان الحرية والتغيير إلى إسقاط المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بالبشير.
النائب العام يفتح تحقيق

وكشفت وكالة الأنباء السودانية، أن النائب العام يشكل لجنة للتحقيق في العنف عند موقع الاعتصام.
بيان من المجلس العسكري
وأصدر الناطق الرسمي بإسم المجلس العسكري الإنتقالي، فريق ركن، شمس الدين كباشي إبراهيم، بيانا، لتوضيح بعض الأمور بشأن تطورات الأحداث الأخيرة.
وقال "كباشي"، في بيانه، إن القوات المسلحة إنحازت  "لإرادة التغيير وظلت تعمل جاهدة للوصول الي إتفاق حول الترتيبات للفترة الإنتقالية وقد حققت تقدم ملموس في هذا الإطار ، مؤخراً تصاعدت وتيرة الأحداث وأفرزت واقعاً مغايراً عقد المشهد ومثل تصعيداً أمنياً يتنافي مع غايات الثورة السلمية".
 
وأضاف: "أفضى ذلك الواقع الي ظهور مناطق خارجة عن القانون تمارس فيها كل الأفعال المخالفة للقانون مما دعي شركاء التغيير الي التوافق علي
إستنكار ورفض ما يحدث في تلك المنطقة لحسم هذا المشهد ومن منطلق مسئولياتنا الوطنية قامت قوة مشتركة من القوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الامن والمخابرات وقوات الشرطة بإشراف وكلاء النيابة بتنفيذ عملية مشتركة لنظافة بعض المواقع المتاخمة لشارع النيل ( كولمبيا ) والقبض علي المتفلتين ومعتادي الإجرام وأثناء تنفيذ الحملة احتمت مجموعات كبيرة منهم بميدان الإعتصام مما دفع القادة الميدانيين وحسب تقدير الموقف بملاحقتهم مما أدي الي وقوع خسائر وإصابات ، والمجلس العسكري الانتقالي إذ يعبر عن أسفه تجاه تطور الأوضاع بهذه الصورة يؤكد حرصه التام علي أمن الوطن وسلامة المواطنين واتخاذ التدابير اللازمة للوصول إلي هذه الغاية ويجدد الدعوة الي التفاوض في أقرب وقت بغية التوصل الي التحول المنشود لبلادنا ، حفظ الله البلاد من الفتن والجنة والخلود للشهداء الأبرار وعاجل الشفاء للجرحي والمصابين وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
 
كانت أنباء قد تحدثت عن قيام قوات الأمن بفض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في السودان، بينما أكد "تجمع المهنيين" وقوع قتلى وجرحى من المعتصمين، وسط دعوات تجمع المهنيين للمواطنين إلى اعتصام مدني شامل، فيما قال المجلس العسكري إنه كان يهاجم بؤرة فساد بجوار الاعتصام.
 
إدانات دولية
على المستوى الدولي، أدانت العديد من الجهات الدولية استخدام العنف، وطالبوا الجميع بضبط النفس، والعودة إلى طاولة المفاوضات.
 
الموقف المصري
وعلقت وزارة الخارجية المصرية ، داعية كافة الأطراف السودانية إلى ضبط النفس ، مؤكدة أنها تتابع ببالغ الاهتمام تطورات الأوضاع على الساحة السودانية والأحداث الأخيرة وتداعياتها، مشددة على  دعمها الكامل للسودان في هذا الظرف الدقيق. 
 
وطالبت فرنسا، جميع الأطراف السودانية، بالانتقال السلمي والامتناع عن العنف، مطالبة جميع الأطراف السودانية بالامتناع عن أعمال العنف التي يمكن أن تقوض الانتقال السلمي الذي يتطلع له الشعب السوداني، بينما وجهت الدوحة تحذيرًا للمجلس العسكري السوداني، بأن استخدام قوات الأمن للعنف قد تكون له عواقب خطيرة على مسار التحول السلمي وعلى النسيج الوطني السوداني.