كتب : عبد المنعم بدوى 

تمر هذه الأيام ذكرى هزيمه 5 يونيو 1967 ، التى مر عليها 52 عاما ... كانت هزيمة غير متوقعه ، طالت مختلف الأجيال ، إلا أن جيل الشباب الذى عاش تلك الفتره ـ وأنا واحد منهم كان عمرى يوم الهزيمه 21 عاما ـ هذا الجيل يستأهل أن يسمى بأسم " جيل 1967 " .
 
لم يكن الأمر بالنسبه لهذا الجيل مجرد " لحظه " من هزيمه مدتها ستة أيام من المعارك العسكريه ، بل كانت الهزيمه صدمه صاعقه أقبضت صدر هذا الجيل وكادت تقبض حياته ، مثلت الهزيمه المرتكز الفاصل فى صياغة عقله ووجدانه ، وتمحورت حياته حول تحمل نتائج الهزيمه والرغبه فى تجاوزها وأزالتها .
 
نحن جيل 1967 ، الجيل الذى تجرع مرارة الهزيمه ، نحن الجيل الذى تشكل منا الجيش المصرى الجديد لإزالة أثار العدوان ، وقضى أغلبنا سنين طويله فى الخدمه العسكريه ، هى أضعاف أضعاف المده القانونيه .
 
لقد رفضنا الهزيمه فى عمليه تاريخيه ، حيث خرجنا نعلن يومى 10،9 يونيو 1967 رفض الهزيمه ، وتمسكنا بالثالوث " القائد/ النظام / الوطن " ، التففنا حول الزعامه والمكانه الوطنيه فى شخص الزعيم " جمال عبد الناصر " .
 
وكانت النتيجه أنه بعد 4 أشهر فقط من الهزيمه فى 21 أكتوبر 1967، وأمام سواحل مدينة بورسعيد ، ينطلق زورقان للصواريخ المصريه ، ويطلقان 4 صواريخ سوفيتيه الصنع من طراز " كومر " فى أتجاه المدمره الأسرائيليه " إيلات " التى دخلت تختال فى مياهنا الأقليميه ... لتشطرها صواريخنا نصفين وتغرق بالكامل فى المياه .
 
لكن السؤال الأهم : هل غيرت الهزيمه النظام السياسى المصرى فى الحكم ؟
الأجابه : للأسف لم تفض الهزيمه الى تغيرات حقيقيه وعميقه فى هيكل النظام السياسى المصرى ... وتعد هذه الحقيقه من أكثر الأمور إثاره للدهشه ، أذا عادة ما تؤدى الهزائم الوطنيه الكبرى الى تغيرات عميقه فى النظام السياسى للبلاد ..
 
إذا كانت مطالبنا وحتى الأن نحن أبناء جيل 1967 ... الأصلاح السياسى نكون قد أخطأنا أو تجاوزنا ؟؟؟؟