كتب – روماني صبري

استضاف الكاتب والباحث إسلام بحيري ، الكاتبة سحر الجعارة، في برنامجه "جدل" المذاع عبر فضائية  TEN، للتحدث باستفاضة عن  مفهوم الجنة والنار ؟ وما هي تصورات الناس عنهم ، نورد في السطور التالية ابرز تصريحاتهم في الحلقة .
 
الله الرحمن الرحيم 
وقالت الجعارة ، أن الله قال عن نفسه في كتابه انه رحمن رحيم ، غفور، يغفر لمن يشاء، يحب جميع الناس ، وتساءلت ، كيف نتصور بعد كل ذلك انه يجيد التفنن في تعذيب الظالمين والمشركين ؟! .
 
واستطردت ، ولنضرب مثالا آخر من القران "من  قال لا الله إلا الله في قلبه مثقال ذرة من إيمان دخل الجنة"، ورغم ذلك هناك تصور مرعب عن جهنم وكل ما يحدث فيها.
 
وعلى الجانب الآخر ، يريد الشيوخ قتل تارك الصلاة بعد أن يستتاب أولا ، يريدون تطبيق كل هذه  التعاليم المخيفة  علينا ، حتى الإنسان أذا ارتكب خطأ بسيط ، كذب ، تقبل رشوة ، يريدون قتله .. ايعقل هذا ! 
 
هناك تصورات خيالية عن الجنة والنار ، وفكرة الخلود في جهنم إذا كانت موجودة لمن ؟! .. ، رحمة الله سبحانه وتعالى لجميع المؤمنين وليست مختصة على المسلمين فقط ، هذا ما أؤمن به .
 
الخالدين في النار 
ومن جانبه قال بحيري،  تنبأ بعض العقلاء من مذاهب مختلفة ، على سبيل المثال المعتزلة في الجيل الثاني أبو الهزيل أراد أن يتوصل لرحمة فقال : أهل النار سيتجمدون بعد فترة ولن يعذبوا إلى الأبد ، بل سيتحولون الى جمادا لا يشعرون بالحريق وتبقى النار مشتعلة.
 
كذلك الصوفي العظيم ابن عربي والذي كفر من قبل السلفيين ، قال أن كلمة عذاب تأتي على المعنيين عذب أو استعذب بمعنى أحب الطعم ، إذا هم في مرحلة ما من النار ستسير طبائعهم نارية حتى يعتادوا على النار ومن هنا تصبح النار بالنسبة لأهل النار استعذاب وليست عذاب .
 
فضلا عن أن هناك بعض الصحابة  تعرضوا للانتقاد ولم يؤخذ بفتاويهم  مثل عمر بن العاص ، رأى أن النار تفنى في وقت ما ، وان تناسب العقوبة يكفي ، واستشهد بالآية في صورة هود التي تقول " خالدين فيها أبدء إلا ما شاء ربك ، إذا توجد أشاءه فوق الخلود ، حتى أن احد تابعيه علق عليه قائلا  ،  أن هذه الايه أتت على كل وعيد في القران ، يعني أي وعيد يجي تحتها ، لأنها بتقول إلا ما شاء ربك ، يعني في رحمة .
 
الجنة والجنس 
وترى الجعارة أن التصور البشري عن الجنة أنها مليئة بالخمر والنساء وخدم ، حور العين اللواتي يرجعن عذارى في الصباح ! ، وعلقت على هذا التصور قائلة :" هذه وحشية نعم أراها كذلك ، واذكر أن احد المشايخ  خرج وقال أن الجنة لا يوجد بها جنس ، فنقلبت عليه الدنيا ولم تقعد حتى غير رأيه  .
وللعلم حور العين سبب تجنيد الشباب في التنظيمات الجهادية ، هم يحلمون بالجنس إذا سنجاهد لنمارسه في الجنة ، في الحقيقة تفسيرنا للنص أصبح حسب الهوايات للأسف ، في كل عصر يتم تفسير الآيات القرآنية بحسب أهواء الشيوخ .
 
من أين جاءت فكرتنا عن الجنة والنار ؟ 
ورد بحيري ، آيات الجنة في القران محددة جدا ومفسرة ، مادية جدا في وصفها في الصور المكية ، لان الله كان يخاطب قوم يحتاجون المادية الأشياء الملموسة ، في الآيات المدنية بدا يتحدث عن رضوان الله ، الأكبر في الجنة.
 
أنا اعتمد على النص ..  وكل آيات الجنة في القران ، وصفتها بحياة تشبه الحياة الأرضية بها انساب وأزواج ، يعني في أيه بتقول " لا يرون فيها بردا ، طيب ولو واحد بيحب يعيش في البرد وأنا منهم ، هل مش هلاقي ده في الجنة ، إذا نفهم من الأوصاف أن الله  كان بيخاطب الوسط الطبيعيين .. لكن هذا لا يمنع من وجود غير ده في الجنة .