كتب – روماني صبري 
سلط برنامج "أسبوع في العالم"، المذاع عبر فضائية (فرانس 24)،الضوء على كل من القمم الثلاثة التي عقدت في مكة  المكرمة منذ أيام ، بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للتصدي للنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وردع ميشليات الحوثي الممولة من إيران في اليمن وما تقوم به من عمليات تخريبية في الخليج ، و تطور الأوضاع بالسودان ، الذي شهد سقوط قتلى وجرحى بالعاصمة الخرطوم أمام مقر الجيش .
 
المشهد في السودان 
وقال الكاتب والسياسي ماجد نعمة ، انه لا جديد في السودان سوى هذا الذي تنبئنا به منذ اليوم الأول للثورة ، وما يشهده السودان يؤكد أن الحراك الشعبي غير موحد ، وثمة انقسامات في المعارضة داخل الحراك الشعبي والأحزاب .
 
وتابع ، الأحزاب منقسمة على بعضها ،هناك من يريد الشريعة الإسلامية ويحمل السلاح ، وهناك من يريد دولة مدنية  ، وهناك من يريدون التسوية مع الجيش .
 
وفيما يخص النظام ، علينا أن نعترف أن هناك انقلاب عسكري تم في السودان، حيث تخلص الجيش من عمر البشير الرئيس السابق .
 
 ولنعلم أن المجلس العسكري الذي استلم السلطة ، مدعوم بقوة من مصر والإمارات والسعودية لان عدوهم واحد وهو الإسلام السياسي المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين .
 
هدف واحد 
ومن جانبه قال صديق حجي الكاتب الصحفي ، ثمة اختلافات وانقسامات داخل المعارضة السودانية ، بدأت منذ الحوار ، وأوضح ، هناك من رفض الحوار مع القيادة العسكرية ، وهناك مجموعة من الأحزاب المسلحة  رفضت الحوار لأنها تؤمن انه لا حوار مع من ساعدوا في سفك دم الشعب السوداني .
 
وشدد على أن هناك هدف واحد اتفق عليه الحراك الشعبي وهو انه يجب تسليم السلطة لحكومة مدنية ، واستطرد ، هذا ما يريده الشعب السوداني ولا يمكن إنكار هذا .
 
مؤمل مجيد 
ورأى مؤمل مجيد الكاتب والصحفي ، أن هناك متهمين داخل المجلس العسكري ، وان المعارض السوداني يشعر بالقلق ، وكذلك ثمة انقسام في المعارضة 
 
وعن أسباب الانقسام :" الانقسام يعود لأسباب كثيرة منها التداخلات الخارجية في الشأن السوداني، والتي أثرت بشكل كبير على المجلس العسكري ، ونذكر أن المملكة العربية السعودية والإمارات مع المجلس العسكري كذلك مصر ، وفي السياق ذاته وعلى الجانب الآخر تدعم قطر وقناتها الجزيرة المعارضة وتتهم الجيش السوداني بارتكاب مجازر في حق الشعب السوداني .
 
القمم الثلاثة في السعودية 
وفي هذا الصدد شدد حجي ، على أن الولايات المتحدة لعبت دورا جوهريا في القمم الثلاثة ، لافتا إلى أن كل من يعتقد غير ذلك فهو مخطئ .
 
وتابع ، إستراتيجية ترامب معروفة انه عندما يكون له مواجهة مع طرف يسعى لعزل هذا الطرف لذلك فهو يريد الدفع بقطر للعودة للأشقاء العرب حتى تجد إيران نفسها وحيدة .
 
وعن الحضور القطري قال حجي ، قطر تواجدت بالقمم الثلاثة هذا صحيح ، لكنه حضور خالي من الغبطة والسرور .
 
وحدة ظاهرية 
ويرى نعمة ، أن وحدة دول الخليج هي وحدة ظاهرية اصطناعية ، موضحا أنها كذلك منذ القديم ، وضرب مثالا عن عمان التي دائما ما وقعت اتفاقيات ولم تنفذها على ارض الواقع .
 
واستطرد ، كذلك باقية الدول ، قطر على سبيل المثال لديها برنامجها الخاص ، والكويت تلعب دورا وسيطا ، الحقيقة ليس هناك اتفاق بين الدول العربية .
 
وفي السياق ذاته يرجح مجيد ، أن الولايات المتحدة ضغطت على الدول العربية لعقد القمم الثلاثة في مكة المكرمة ، لافتا أن خطاب رئيس العراق كان بعيدا ومختلفا عن باقي خطابات الزعماء المشاركين في القمم .
 
موضحا أن خطاب الرئيس العراقي كان دقيق ومتوازن وفي ذات الوقت تحفظ على البيان الختامي وشعر بإحراج أن العراق في هذا المنطقة الملتهبة ، لأنه يعلم أن أي ضرر سيلحق بإيران ستختنق على آثره بلاده ، وهو ما دفعه للدفاع عن إيران خلال القمم الثلاثة وقال أن إيران في النهاية دولة إسلامية شقيقة  .