حمدي رزق
كثيرة هي التقارير الإيجابية عن الاقتصاد المصرى، لكن تقريرًا حديثًا أصدرته مؤسسة «كوليرز إنترناشيونال»، المتخصصة في البحوث والاستشارات العقارية، يفصح عن تحسن ملموس في القطاع الفندقى في مصر خلال الربع الأول من العام الجارى، الذي من المتوقع أن يستمر جيدًا حتى نهاية 2019، تقرير مهم يستأهل توقفًا وتبينًا.

هرمنا طوال سبع سنوات عجاف حتى نقرأ مثل هذا التقرير المتفائل، فالسياحة تحديدًا كانت أكبر المتأثرين بالأحداث التي واكبت ثورة 30/25 وما تلاها من تأثيرات سلبية لا تزال تلقى بظلالها على هذا القطاع الحساس، سبع سنوات كادت تقضى على هذا المصدر الحيوى للعملة الأجنبية، جابت ضلفها كما يقولون.

تقرير «كوليرز إنترناشيونال»، الذي عنيت بنشره «دلتا للأبحاث» يشير إلى أن الأداء الإيجابى، الذي شهدته الأسواق المصرية الرئيسية، قاد إلى زيادة ثقة المستثمرين، ومن المتوقع أن تقوم علامات تجارية عالمية مثل: «ريكسوس»، و«شتايجنبرجر» بتشغيل العديد من العقارات في منتجعات البحر الأحمر.

ورفع التقرير توقعاته الطيبة بإقامة فعاليات كأس الأمم الإفريقية في مصر لاجتذاب ما يقارب 50 ألف سائح خلال شهرى يونيو ويوليو.. ومع اقتران الحدث الكروى القارى مع عودة السياحة من الأسواق العالمية المصدرة، متوقع عام آخر من الأداء الإيجابى، قطاع الفنادق يستعيد الثقة المفقودة مع عودة السياحة من الأسواق الدولية الرئيسية، وتزايد الطلب الإقليمى من أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

جيد وحسن، وبعد تثمين الجهد الأمنى المعتبر والمخطط الذي أمن الاستقرار، الذي هو روح السياحة، يبقى الجهد الاستثنائى لوزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط، وكما يقولون «الخير على قدوم الواردين»، وهذا من قبيل الإنصاف، ويُضرب هذا المثل الشعبى في الاستبشار بمجىء من يجلبون الخير في ركابهم، وبمجيئهم يستبشر الناس.

الوزيرة طوعت خبرتها الدولية في انتشال السياحة من عثرتها القاسية، وبإرادة سياسية داعمة استطاعت أن تخرق الحظر الذي فرضته حكومات على سياحها، وتستجلب سياحًا من أسواق جديدة، متغلبة على العكوسات السياسية بتقديم منتجات سياحية مبتكرة اجتذبت سياحًا، واستنهضت هممًا، ورفعت مستوى الإشغالات الفندقية.. عودة الروح كما يصفون.

الأرقام الدولية لا تكذب، ولا سبيل لتكذيبها من منصات العار التركية، ورغم الحملة الضارية التي سيرتها أسواق منافسة في المنطقة لضرب السياحة المصرية، إلا أن الأمن والاستقرار هو معامل الجودة في المقاصد السياحية.. وش الخير بوركت.
نقلا عن المصرى اليوم