كتب – روماني صبري 
أفلاطون .. فيلسوف يوناني ولد في مايو عام 427 ق.م في أثينا ، وكان ينتمي لعائلة ارستقراطية ، والده "أرسطون من كودرس"، آخر ملوك أثينة، بينما تنتمي أمه للحكيم سولون، وكانت تضم عائلتها الارستقراطية عددا من رجال أثينا ، منهم أخوها خرميدس Charmdes وابن عمها أقريطياسCritias، وكانوا من الأعضاء الثلاثين في حكومة الأقلية "الأوليغارشية" التي حكمت أثينا "404- 403ق.م" في شباب أفلاطون.
 
أشهر الفلاسفة في اليونان 
بحسب عظماء التاريخ من الكتاب والفلاسفة هو أشهر الفلاسفة الذين أنجبتهم اليونان القديمة ، إضافة إلى معلمه سقراط ، وتلميذه أرسطو ، حيث ترك كنزا عظيما في تاريخ الفلسفة وكذلك في تاريخ الفكر السياسي .
 
الرسالة الأخلاقية للفلسفة 
نجح أفلاطون في تأسيس الخطاب والقول الفلسفي ، حتى انتشرت الفلسفة في المدينة ، بعد أن تكشفت للعيان من أبناء وطنه ، لتنتشر بعدها إلى كل بقاع العالم ، من خلال إنشاء خطاب كان الحكم الفصل بين جميع الخطابات المختلفة المتبادلة من قبل المواطنين والخطباء حينذاك .
 
وأسس أفلاطون خطابه على الفكر والعقل ، حيث رأى أن الرأي يقف مع المصلحة الفردية الأنانية ومع أهواء الأشخاص ، عكس التفكير البعيد عن الانحيازات الشخصية ، وهو ما عرف فيما بعد بالفلسفة العظيمة المثالية التي تعتمد على العقل وترى أن الوصول للحقيقة أعظم غاياتها .
 
 
 
الحوار 
كما أسس أفلاطون ما عرف فيما بعد بـ (طريقة الحوار)، وهي عبارة عن دراما فلسفية على ارض الواقع ، استطاع من خلالها التعبير عن أفكاره من خلال شخصية سقراط معلمه ، والذي من الصعب التفريق بين عقيدته وعقيدة تلميذه .
 
لأفلاطون 40 كتابا ، من ضمنهم 27 محاورة موثوقة ، إلا أن الباقي مشكوكا في نسبته إليه ، وتتضمن الحوارات الأولى المسماة "السقراطية"، صورة سقراط التي تتخذ الطابع الايجابي والمثالي ، وكشف أفلاطون من خلال الحوارات نظريته في الصور المعقولة او بمعنى أوضح المثل التي تقوم عليها فلسفته .
 
علم ما وراء الطبيعة الأفلاطوني 
 
ويميز هذا العلم بين عالمين ، العالم الأول وهو العالم المحسوس عالم التعددية ، عالم الفساد ، ويرى أفلاطون أن هذا العالم  يقع في الوجود واللاوجود ، ويمثل مصدر الأوهام ، لأنه يستفيد من الآخرين ، لافتقاده مبدأ وجوده إلا في العالم الحقيقي للمثل المعقولة وهي نماذج مثالية تكون فيها الأشياء المحسوسة مشوهة بشكل كبير ، لان الأشياء توجد في المحاكاة والمشاركة .
 
ويتكون العالم المحسوس من أفكار ميتافيزيائية مثل الدائرة والمثلث ، وكذلك أفكار غير افتراضية كالعدالة والجمال والحذر ، والتي تشكل نظاما متناسقا متناغما معماري البنيان متسلسل .
 
فن الحوار 
كما تعتمد فلسفة أفلاطون على أن الحوار وفن الجدل يسمح للإنسان بأن يترفع عن عالم الأشياء المتعددة والمتحولة إلى العالم المرئي العياني للأفكار ، لان الجدل المتصاعد صوب الأصول يتعرف الفكر إلى العلم عن طريق الرأي والذي يمثل المعرفة العامية التي تنبثق من الاعتقادات والخيالات وخلط الأفكار الصحيحة بالخاطئة ، ليصبح علم الرياضيات المتمثل في الأعداد والإشكال مجرد دراسة تمهيدية  .
 
لان الإنسان يتعلم الرياضة من اجل الحصول على المعرفة ، وليس من اجل إجراء العمليات الحسابية والتجارية ، حتى يقوى على توسيع نفسه للتأمل والحقيقة  .
 
 
 
الدرجة العليا من المعرفة 
والدرجة العليا من المعرفة يحصل عليها الإنسان نتيجة تصاعد الجدل عنده والذي يسمى "التصعيد الديالكتيكي"، ما يجعله يتعرف على الأشياء الجلية .
 
من أشهر أقواله : 
 
قليل من العلم مع العمل به أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به .
 
لا تهتم بسرعة العمل بل اهتم بجودته، لأن الناس لا يسألون كم استغرقت حتى فرغت منه بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه .
 
نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر .
 
إن تعبت في الخير فإن التعب سيزول والخير سيبقى ، وإن تلذذت بالآثام فإن اللذة ستزول والآثام ستبقى .
 
لا تثبط عزيمة أحد يحقق تقدما متواصلا حتى وإن كان بطيئا .
 
الشخص الصالح لا يحتاج إلى القوانين لتخبره كيف يتصرف بمسؤولية، أما الشخص الفاسد فسيجد دائما طريقة ما للاحتيال على القوانين .
 
الرحيل 
ورحل هذا الفيلسوف اليوناني العظيم عن عالمنا ، عام 347 ق.م ، ليترك خلفه إرثا في  الفلسفة والأفكار .