قال إيلون ماسك في الوثائقيّ (Do You Trust This Computer): «إن الذكاءَ الاصطناعي قد يؤدي إلى خلق ديكتاتورٍ آليّ يمكنُه أن يحكمَ البشريّة إلى الأبد.

ففي حال تمكَّنت إحدى الشركات، أو مجموعة صغيرة من الأشخاص، من تطويرِ ذكاءٍ اصطناعيّ خارق ذي قدرات إلهية، فإنَّ ذلكَ يعني أنَّه قد يسيطر على العالم».

وأضاف أيضًا أنَّه «عندما يكونُ هناكَ ديكتاتورٌ فاسد، فإنَّه -على الأقل- سيموتُ في نهاية المطاف.

أمّا بالنسبة للذكاءِ الاصطناعي، فليسَ هناكَ موت، بل سيظلُّ موجودًا إلى الأبد.

ما يعني أنَّك ستحظى بديكتاتورٍ أبديّ لا يمكنكَ أن تفلِتَ منه على الإطلاق».

ويشيرُ ماسك إلى أنَّ الحكومات أو غيرها من الكيانات السياسيّة قد تُطوّرُ ذكاءً اصطناعيًّا خطيرًا، والذي قد يبقى موجودًا بعد رحيلِ القادة البشريين، ومن ثُمَّ يصبحُ غيرَ قابلٍ للتدمير.

وأوضحَ أنَّ الطريقة الوحيدة لتجنُّب حدوث ذلك، هي إخضاع الذكاء الاصطناعي للديمقراطيّة.

ويقدّمُ الوثائقيّ نظرةً واقعيّة على المخاطرِ المحتملة للذكاء الاصطناعي، والتي تتضمن ما يمكنُ أن يحدثَ في حال تطوّرَ الذكاء الاصطناعي ليصبحَ أكثر ذكاءً من البشر، وليصيرَ سيّدًا لنفسه.

وقال ماسك: «أعتقدُ أنَّه من الواضحِ جدًا أنَّنا نتَّجهُ نحو ذكاءٍ اصطناعيّ رقميّ خارق، يفوقُ أيَّ بشريّ بأشواطٍ كبيرة».

وأضاف قائلًا: «قد يحدثُ ذلك في غضون خمس سنوات.

أعتقد بنسبة مئة في المئة أنَّه سيكون لدينا ذكاء اصطناعي رقمي خارق خلال حياتي».

وتكمن مشكلة الذكاء الاصطناعي في التساؤل عمَّا إذا كان ينبغي أن يكون أكثرَ ذكاءً من البشر، الأمرُ الذي قد يُفقِدُنا السيطرة على التكنولوجيا.

ويفترضُ الوثائقي أنَّه إذا كان للذكاء الاصطناعي هدف، فإنَّه من الممكن أن يسعى لتحقيقه بطريقة لا يقبلها البشر، إلا أنَّه يكون من المُحال التصدّي له.

فقد قال ماسك: «ليس من الضروري أن يكون الذكاء الاصطناعي شريرًا ليقضي على البشرية، فإذا كان للذكاء الاصطناعي هدف يسعى من أجله، وكانت البشرية تعترض طريقه، فإنَّه كنتيجة طبيعية سيقضي عليها دون التفكير حيالها».

وأضاف: «يبدو الأمر كما لو أنَّنا نشقُّ طريقًا، وحدثَ أن تكونَ قرية النمل في هذا الطريق.

نحن لا نكره النمل، وإنَّما فقط نشقُّ طريقًا، ومن ثُمَّ، وداعًا لقرية النمل».

ويُعيدنا ماسك بتحذيره هذا إلى تنبؤاته القاتمة، التي كان قد أدلى بها سابقًا، حولَ طبيعة الذكاء الاصطناعي المحفوفة بالمخاطر.

فقد غرَّد ماسك في أوائل سبتمبر/أيلول من العام الماضي على تويتر موضِّحًا: «التنافس على التفوّق في الذكاء الاصطناعيّ على مستوى قومي، سيكون على الأغلب السببَ وراءَ حربٍ عالميّة ثالثة».

وأضاف: «إن الذكاء الاصطناعي هو أكبر المخاطر التي تواجهها الحضارة الإنسانيّة».