Oliver كتبها
قتلنا الفضول في الفردوس.أردنا أن نعرف الشر و عرفناه و مُتنا بمعرفته.تعلمنا الدرس و صار لنا في المسيح يسوع معرفة كيف نغلب الشر دون أن نحتاج لمعرفة تفاصيل الشر.لهذا لم يناقش المسيح مع كل الخطاة ما يعرفونه عن الشر بل كلمنا عن محبته و غفرانه و أمجاد الحياة معه.
 
سار أخنوخ مع الله و لم نعرف كيف سار.كرز أخنوخ البار و لا نعلم كيف كرز و لا نعلم ما أثمرته كرازته.إختطفه الله و لا نعلم كيف و رفعه إلي مكان سمائي و لا ندري كيف و سيعود مع إيليا النبي و لن نعرف كيف و لا متي و لكننا نعلم فقط أنهما بارين دون أن يدخلنا الروح القدس في تفاصيل شخصية لأخنوخ البار أو لإيليا النبي.
 
فلم يقود روح الوحي الأنبياء ليشبعوا فضول الناس بل ليشتاقوا للحياة الأبدية مع الثالوث الأقدس.لهذا لم يذكر الوحي كثير من الأسماء و الأسرار.
 
لم يذكر تفاصيل كثيرة للقاءات فردية مع الله في العهدين.إكتفي بذكر صفة المرأة الخاطئة و المرأة السامرية و المرأة ساكبة الطيب و المفلوج و المولود أعمي لأنهم جميعا يمثلون حالة نعيشها مهما إختلفت أسماء أصحابها.
 
لذلك يهتم الفضوليون بمعرفة الأسماء و إختراع أسماءا لهم فيبتعدون عن حكمة الروح القدس الذي أخفي أسماءهم لكي يُعَبروا عنا جميعاً في ظروف حياتنا .كان الروح القدس يعالجنا من الفضول و هو يقود كل كاتب لما يجب أن يذكره أو يتركه.
 
الرغبة في معرفة الأسرار بعيداً عن عمل الروح القدس فينا هو خطية.فقد أعطي لنا أن نعرف أسرار ملكوت الله بالروح القدس وحده.
 
الأسرار ملكوتية و ليست أرضية و من ينشغل بأسرار الناس الأرضية يهلك بها و يتعب بسببها لأنها تصير عبئاً عليه.إذا ترك الإنسان أذنه للسمع سيسمع صديقه يهجوه و ربما يتآمر عليه لذلك خير أن يترك الإنسان أذنه لصوت الروح القدس الناطق بالسلام و المحبة من أن ينشغل بالقيل و القال.
 
لأن قلة السلام علي الأرض تأتي من كثرة الكلام فيما لا يعنينا.
 
ما زالت شجرة معرفة الشر تتألق في عيني البعض.يهتمون بمعرفة ما بها من أسرار.يأكلون منها فيتعرون من روح الله.في اللحظة التي فيها يكتشفون سراً شريراً يخسرون براءتهم.لذا لا تدع شمالك تعرف ما تصنعه يمينك.إمنع الفضول حتى عن نفسك فتتحصن ببساطة أولاد الله.
 
حتي في حياة التقوي لا يجب أن يحركنا الفضول.فليس التجسس علي جهاد القديسين فضيلة.
بل فقط التلمذة لهم و النظر إلي نهاية سيرتهم و التمثل بإيمانهم.أما ما عدا ذلك فهو إختلاس مثلما فعلت حنانيا و سفيرة.
 
الفضول درس متغلغل في تعاليم الكتاب المقدس في جميع أسفاره.فالكتاب إمتنع عن ذكر كل شيء ما عدا ما يعيننا علي خلاص نفوسنا.أما البعض فيترك هذا الهدف و ينهمك فيما لم يذكره الكتاب.يتعامل مع الكتاب المقدس كأنها مذكرات شخصية.إيماننا أن كل كلمة موحي بها من الله نافعة و كافية لخلاصنا و عشرتنا مع الله إلي الأبد.
 
الكتاب المقدس ليس كتاباً ناقصاً حتي يكمله الفضوليون.و حياة القديسين تؤكد أن الكتاب كاف للخلاص.تاريخ الكنيسة يعلمنا أن هذا الكتاب نافع في كل ظروف الحياة دون تقصير.
 
الفضول مرض إجتماعي يتحول إلي خطية روحية تنزع السلام من النفس..التداخل في أمور الغير خطية تهدد أبديتنا تماماً كالقتل و كالسرقة و فعل الشر 1بط4: 15. علاج الفضول هو حياة التسليم.
 
أيها الرب العارف قلوب البشر علمنا أن ننهمك بما في قلبك.نخضع لمشيئتك و نسلم لك ما نعلمه لننال معك ما نؤمن به في وعودك الصادقة.لا تدعنا نتحرك بمشيئة الجسد بل في طريقك بروحك القدوس.ليكن خلاصنا فيك هو ما يشغلنا لأن الحاجة إلي شخصك الواحد الذي لا رب سواه