بحيري: أهل الكتاب لا يدخلون في دائرة الكفر أو الإشراك.. ومن فعل فيهم ذلك هم الفقهاء

كتب - نعيم يوسف
أزمة لأسباب سياسية
قال الباحث إسلام بحيري، إن هناك أزمة قديمة في التراث الإسلامي، في مسألة ضبط المصطلحات حيث أنهم كانوا رائعين في إطلاقها بشكل سلبي على الإطلاق، وذلك لأسباب سياسية.
 
أقوام بعينهم
وأضاف "بحيري"، في برنامجه "جدل"، المذاع على قناة "TeN" الفضائية، أن النص كان يخاطب أقوام معينين بعينهم، وهو يحكم فيما هو موجود في قلوبهم بالكفر أو الإيمان، ولكن بعد هؤلاء القوم بيوم واحد، يكون القوم لم ينزل فيهم النص، وتشابه العقائد يحتاج إلى ضبط شديد لتطبيق النص عليهم.
 
كفار قريش
ولفت الباحث الإسلامي إلى أن هناك فارق بين الكفار والمشركين، موضحا أن كفار قريش كانوا بالمعنى الحرفي ليس لديهم إله، ولم يكن في عصر الرسول في مكة، أي صاحب ديانة إلا اثنين فقط، وهما ورقة بن نوفل، وصديق له.
 
أهل الكتاب.. والتكفير
وأوضح أنه -وفقا لوجهة نظره- أنه ليس بعد الرسول هناك كافر بالمعنى الحرفي، لأن الكفر فعل وليس وصف، مشددًا على أن أهل الكتاب لا يدخلون في دائرة الكفر أو الإشراك، ومن فعل فيهم ذلك هم الفقهاء، وهم من بنوا أفكار أن نسائهم حلال وفرض الجزية وكل هذا "البناء الوهمي" -حسب تعبيره-.
 
كتب التراث والتكفير
وشدد على أن كتب التراث هي التي سمحت للفقهاء أن يفعلوا ذلك، مستشهدا بالآية التي تقول: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"، لافتا إلى أن استخدام لفظ "مؤمنون" وهو يصف أهل الكتاب يعني أنه لا يراهم كفارًا، وأيضا الأية التي تقول: "وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ"، لافتا إلى أنه لا يوجد كفر وتكفير في هذا التوصيف.
 
رد على من يكفرون
وردًا على من يقولون إن المسلمين كفار لدى المسيحيين، والمسيحيين كفار لدى المسلمين، قال "بحيري"، إن هذا "غير صحيح، وتلاعب غير أمين في الكلمات"، لافتا إلى أن هناك فارق فيما يترتب على مسألة التكفير بين الطرفين، ولدى المسيحيين "آخرهم يقولك انت محروم من الملكوت.. بس ويسيبك في حالك.. عندنا في التراث يتقتل ويتدبح ويتسبي وهذا في التراث وليس القرآن".
 
وأشار إلى الآية القرآنية التي تتحدث عن أهل الكتاب في سورة النساء، وتقول: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا"، لافتا إلى أن القرآن وصف معتقداتهم بـ"الغلو" وليس "الكفر".
 
الزواج
وأوضح أن القرآن قال إن "المشركات" محرمات على المسلمين من الزواج، ولكنه في نفس الوقت أباح زواج المسيحيات، وبالتالي فالقرآن لا يعتبرهن مشركات، مشددا على أن الإسلام "الذي يعرفه" لا يكفرهم ولا يحل نساؤهم، ويتحدث معهم بود كبير ويصفهم بـ"أهل" الكتاب، مشددًا على أن هناك "دين مواز" اخترعه الفقهاء، مشيرا إلى أنهم يقولون ذلك على الملأ وفي التلفزيون، لافتا إلى أن هناك فتوى على موقع دار الإفتاء ترفض بناء وإعادة تجديد وترميم الكنائس.