عبد المنعم بدوى
تعتبر الجنازات الشعبيه وسيله تعبر فيها الجماهير عن أمتنانها وحبها وتقديرها للمتوفى ، وفرصه لرد الجميل له عما قدمه لها من أعمال أو مواقف أو تضحيات ، أو أعمال أسعدهم بها أو تباهوا بها وسط الأمم .

فكانت مثلا جنازة سعد زغلول " جنازه شعبيه " مهيبه ، رفعت الجماهير فيها النعش على أكتافها من ميدان الأوبرا وحتى مدافن الإمام .وكانت أيضا جنازة الفريق عبد المنعم رياض الذى أستشهد فى الصفوف الأولى بالجبهه ... خرجت فيها المصريين بعفويه للمشاركه فى تشييع الجنازه ، حتى أن جمال عبد الناصر وكبار رجال الدوله أختفوا تماما وسط الجماهير الحاشده .

وحين مات جمال عبد الناصر شيعت جنازنه بصوره رسميه وشعبيه لامثيل لها فى تاريخ مصر ، يكفى أن شوارع القاهره غصت بثمانية ملايين من المشيعيين .

وحدث الأمر ذاته مع أم كلثوم ، وعبد الحليم حافظ ، وطه حسين ... كل جنازات هؤلاء كانت جنازات " شعبيه " حاشده خرجت فيها الجماهير بعفويه لتعبر عن حبها وأمتنانها للمتوفى ولترد له بعض الجميل لما قدمه لها من أعمال أسعدتهم .

وجاء عصر حكم حسنى مبارك والذى ألغيت فيه " الجنازات الشعبيه " ، وأصبحت الجنازات رسميه بارده يديرها الأمن ويحرم الجماهير من المشاركه فيها ويكتفى برئيس الدوله وكبار المسئولين ليمشوا فيها عشرات الأمتار فقط ، ثم يأخذ المتوفى الى مثواه الأخير .

وكان الحظ العاثر من نصيب الرئيس أنور السادات والفنان محمد عبد الوهاب ، وسعاد حسنى ، ونجيب محفوظ ، حيث كانت جنازاتهم رسميه حرمت الجماهير من المشاركه فيها .

المناسبه
قيام الأمن مؤخرا بألغاء عزاء المناضل الصحفى هانى شكر الله ، وعزاء والدة أيقونة ثورة 25 يناير "خالد سعيد " ، فبعد الغاء الجنازات الشعبيه ، جاء الدور على إلغاء سرادقات العزاء ومنع أهل المتوفى من أقامه سرادق عزاء له !! ، لاجنازه ولا عزاء
تشييع الجنازه وتقديم واجب العزاء لأهل المتوفى واجب أخلاقى ودينى قبل أن يكون واجب وطنى يجب عدم منعهما تحت أى ظرف .

" وكل نفس بما كسبت رهينه ... وسبحان من له الدوام وعنده الحساب "