فى مثل هذا اليوم 23 مايو من عام 1945م..

سامح جميل 

هينرك هيملروزير الأمن الداخلي ومساعد رئيس جهاز المخابرات الألماني (جستابو) وصاحب البرنامج النازي للتخلص من اليهود الأوروبيين،انتحر وذلك بعد ان اعتقلته القوات البريطانية..نجح هيملر في فرض سيطرته على كل مراكز القوى الألمانية وذلك بصفته زعيم الجناح العسكري للحزب النازي (وافن شوتزستافل) والرجل الثاني في جهاز المخابرات. وقد ساعده نفوذه على التخلص من كل معارضي هتلر وحزبه النازي..وُلد بالقرب من مدينة ميونخ لعائلة متوسطة الدخل وكان أبوه مدير مدرسة. التحق هيملر بالفوج البافاري الحادي عشر ولم تسجّل له أحداث عسكرية تذكر.
 
وبعد الحرب العالمية الأولى، انضم لأحد الكتائب اليمينية المتطرفة وما أكثرها في ذاك الوقت والتي كانت ممتعضة ايما امتعاض من خسارة ألمانيا للحرب وقرروا الدفاع عن الحدود الألمانية من انتهاكات الجيش الأحمر والعمل على إجهاض أي تحركات شيوعية من داخل ألمانيا.انضم هيملر للحزب النازي المتطرف والتحق بال "SS" عام 1925 وأوكل إليه هتلر قيادة القوات الخاصة المعنية بحمايته الشخصية والتي كانت تضم 280 عضواً هم صفوة ال "SA" الأكبر حجماً.وبتعيينه قائداً للقوات الخاصة، طوّر هيملر القوات الخاصة بشكل جيّد حتى أصبحت من أفضل الميليشيات المدربة عسكرياً. وفي الوقت الذي كان يترواح عدد القوات الخاصة 280 عنصر في سنة 1929، وصل مجموع عناصر القوات الخاصة إلى 52،000 سنة 1933. وكان هيملر يقوم على فحص كل طلب التحاق في القوات الخاصة على حدة للتأكد من نقاء دم المتقدم للطلب حيث لم يرض هتلر بعناصر القوات الخاصة الغير منتمين للعرق الآري.
 
ولم تكن القوات الخاصة "SS" هي الأكبر في الجيش الألماني، فقد سبقها في الحجم والقوة الكتيبة الضاربة والمعروفة بـ "SA". ووُفق هيملر بالتعاون مع "هيرمان غورينغ"، الأب الروحي للجيستابو من إقناع هتلر من الخطر الذي يمثله تنامي قوة الـ "SA" وقائده ارنست روم واحتمال استعمال ال "SA" للإطاحة بهتلر ونظامه, خصوصاً أن روم كان يؤمن بأن الثورة الحقيقية لم تبدأ بعد، بالأضافة إلى مبادئه الأشتراكية اقتنع هتلر بخطر "روم"، قائد الـ "SA" ووافق على تصفيته جسدياً وهذا ما تم على يد هيملر وغورينغ. أصبحت الساحة شاغرة لهيملر وأصبح الرجل الأوحد فيما يتعلق بالأجهزة الأمنية للرايخ الثالث.
 
بل وعظمت قوة هيملر عندما آل جهاز البوليس السري، الجيستابو تحت إمرته.
 
في 17 يونيو 1934 بدأت الشراكة بين جورنغ وهملر وهايريش, حيث نقل جورينغ سلطة الجستابو -الشرطة السرية البروسية- لهملر والذي سُمي كرئيس للبوليس في كل الولايات خارج بروسيا, وفي 22 أبريل 1934 عين هملر هايدريش كرئيس للجستابو, وفي 17 يونيو 1936 تم توحيد كافة تشكيلات الشرطة، كانت سيطرة هملر على الشرطة الرسمية جزئية حتى تعيينه كوزيراً للداخلية في عام 1943 حيث أصبحت سيطرته كاملة.
 
كان هملر يراقب معتقلات وبعد أندلاع الحرب العالمية الثانية أزدادت المعتقلات وبالذات بعد الانتقادات التي بدأت تظهر ضد النظام الحاكم في عام 1943 بعد كارثة ستالينغراد.
 
يعتبر هملر أباً للهولوكوست المحرقة، حيث بدء عام 1933 بتأسيس المعتقلات وملاحقة اليهود والغجر والشيوعيين وأي عرق غير العرق الاري (عرق شمال أوروبا)، وبعد غزو بولندا قام بتأسيس معتقلات الإبادة وكانت خبرته في مزارع الدجاج وكيفية التعامل معها مساعداً له في كيفية التعامل مع المعتقليين...قبيل غزو الاتحاد السوفيتي قام هملر بالتحضير وحشد تطوعاً أو تجنيداً اُناس من كافة أنحاء أوروبا ممن لهم قرابة من الألمان كالدنماركيين والنرويجيين والسويديين والهولنديين, وأثناء أجتياح أستونيا وليتوانيا ولاتفيا وأوكرانيا قام بتجنيد متطوعيين من غير الأريين لحملة ضد البلاشفة الملحديين.
 
في عام 1942 وبعد أغتيال مساعده الأيمن رینهارد هایدریش على يد اثنين من القوات الخاصة الجيكية وبمساعدة من البريطانيين والثوار في تشيكوسلوفاكيا، قام بمجزرة وحشية لكافة السكان وحتى النساء والأطفال في ليديس.في عام 1943 أصبح هملر وزيراً للداخلية وقام بدمج الداخلية بال "SS". وفي أواخر عام 1944 أصبح هملر قائداً لجيش جديد هو جيش أعالي الراين والذي نفذ عملية الرياح الشمالية في 1 يناير 1945 لرد الجيش الأمريكي السابع والفرنسي الأول في منطقة الساس, نجح جزئياً, لكن هملر نُقل شرقاً في 24 يناير جيش أعالي الراين اُخمد وانتهت العملية في 25 يناير.
ثم استلم جيش جديد هو جيش فيستولا لايقاف تقدم السوفييت نحو برلين, واتخذ من قطاره مركزاً للعمليات وأطلق أوامره العقاب والموت لمن ينسى واجبه, في 13 مارس ترك القيادة, وحاول مفاوضة الحلفاء لكنه فشل وهو الخبر الذي أذاعته ال(BBC) وأثار غضب هتلر.
 
وبنهاية الحرب، حاول هيملر الهروب من قبضة الحلفاء متنكراً ولكن القوات البريطانية ألقت القبض عليه في مدينة "بريمين" الألمانية في 22 مايو 1945 وكان من المقرر إرساله إلى قاعة المحكمة في نوريمبرغ ليحاكم مع باقي أفراد الحزب النازي ولكنه تجرّع السم ومات...,!!