كتبت – أماني موسى
يوافق اليوم ذكرى وفاة جوزيف بروز تيتو، وهو رئيس يوغسلافيا من ١٤ يناير ١٩٥٣ إلى ٤ مايو ١٩٨٠، حيث انتهت فترة رئاسته بوفاته في مثل هذا اليوم ٤ مايو ١٩٨٠.. نورد بالسطور المقبلة بعض لمحات ومحطات من حياته.
 
نشأته في قرية فقيرة وترتيبه السابع بين أشقائه
ولد جوزيف تيتو في 7 مايو 1892 في قرية كومروفيتش شمال كرواتيا، وكان الطفل السابع لعائلة من أب كرواتي يدعى فرانيو، وأم سلوفينية تدعى ماريجا.
 
طفولة في بيت جدته
أمضى تيتو طفولته في منزل جدته في قرية سلوفينية، والتحق بالمدرسة الابتدائية عام 1900، وفي عام 1907 انتقل من الريف إلى المدينة، وبدأ يعمل في أحد المصانع في سيساك، وفي عام 1910 انضم إلى حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الكرواتي وفي فترة 1911-1913.
 
ثم عمل كسائق قي شركة، وفي عام 1913 تم تجنيده برتبة رقيب في الفوج الكرواتي التابع للجيش النمساوي –المجري، وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى تم إرساله إلى بودابست،  لكنه اعتقل وسجن في حصن بتروفارادين وفي يناير 1915 تم إرساله إلى الجبهة الشرقية للقتال ضد الروس، وتم تكريمه إلا أنه أصيب إصابة خطرة في أحد المعارك وتم آسره من قبل الروس.
 
أسره على أيدي الروس 
وأثناء أسره بقى أكثر من سنة في المستشفى وبعد خروجه أرسل إلى معسكر عمل في جبال الأورال واختاره السجناء زعيمًا لهم، وبعد أن تم اقتحام السجن من قبل بعض العمال خرج وانضم إلى مجموعة من البلاشفة الروس ثم اعتقل مرة ثانية لكنه هرب، وفى ١٩١٨ انضم للحرس الأحمر وانتسب للحزب الشيوعى الروسى.
إسقاط النظام الروسي
وبعد نجاح الثورة البلشفية فى إسقاط النظام الروسي، وفرض الشيوعية كنظام سياسى، قرر جوزيف العودة إلى يوغسلافيا، وبمجرد وصوله انضم إلى الحزب الشيوعى اليوغسلافى الذى زادت مكانته فى البلاد وحصل فى انتخابات 1920 على 59 مقعدا وأصبح القوة الثالثة فى يوغوسلافيا، إلى أن تغير الحال فجأة عقب اغتيال السياسى ميلوراد دراشكوفيتش، وتوجيه أصابع الاتهام إلى الشيوعيين، فتم حظر أحزابهم وبدأت مطاردتهم وسجنهم، بل وقتل الكثيرين منهم.
 
فى عام ١٩٣٤ أنتخب عضوًا في المكتب السياسى للحزب الشيوعى اليوغسلافي، وفى ١٩٣٥ كان ممثل الحزب الشيوعى اليوغسلافى في الكومنترون، وفى ١٩٣٦ كلفه الكومنترون بالعودة لتطهير صفوف الحزب الشيوعى اليوغسلافى.
 
وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، أسس مجلس التحرير الوطنى وكان من مهامه التصدى للفاشية، وفى يونيو ١٩٤٣ قام بتشكيل حكومة مؤقتة، وبدأ أعمال المقاومة الشيوعية ضد دول المحور.
 
الابتعاد عن عالم السياسة.. اعتقال لسنوات وعودة للعمل السياسي مرة أخرى
لكن بعد تضييق الخناق على الشيوعيين وملاحقتهم، قرر تيتو الانتقال إلى مدينة تروجستفو، والابتعاد عن عالم السياسة، ولكنه ظل يمارس نشاطه السياسي في الخفاء وأسس فرع للحزب الشيوعى اليوغوسلافى بمدينة زغرب، لكن الأمر انكشف ووجد نفسه فى مواجهة حكم بالسجن لمدة 5 سنوات، ليعود بها لنشاطه السياسي من جديد.
 
ألمانيا تحاول اغتياله 3 مرات
حاولت ألمانيا اغتياله ثلاث مرات لكنها فشلت، وفى عام ١٩٤٥ وقع اتفاقية مع الاتحاد السوفيتى تسمح له بإدخال قواته إلى يوغسلافيا في إطار التحالف ضد دول المحور وفى عام ١٩٤٥ أصبح رئيساً للوزراء وأعلن دستوراً جديداً، وبدأ ببناء الجيش اليوغسلافى ثم صار تيتو رئيساً لجمهورية يوغوسلافيا في يناير ١٩٥٣.
 
لقاءه مع عبد الناصر عام 1955
وكان من أول مؤسسى حركة عدم الانحياز وكان تيتو قد شارك في مؤتمر باندونج في إندونيسيا عام ١٩٥٥، مع الرئيس عبدالناصر، وجواهر لال نهرو(الهند)، وهو المؤتمرالذى تبنى مجموعة من القرارات لبعض الدول ومن بينها الدول العربية.

 
حياته الشخصية
تزوج تيتو ثلاث مرات، كانت الأخيرة عام ١٩٥٣، كان ذلك الزواج بمثابة رمز للوحدة بين أكبر قوميتين يوغوسلافيتين وهما صربيا وكرواتيا.
 
وفاته:
في عام 1980، وقع تحت تأثير المرض مدة أربعة أشهر، ورحل قبل أيام من عيد ميلاده الثامن والثمانين.