كتب - نعيم يوسف

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كلمة في تدشين كنيسة القديسة العذراء مريم، والقديسة فيرينا بزيورخ، حيث تحدث فيها عن شخصية القديس البابا أثناسيوس، حامي الإيمان.
 
ولفت قداسة البابا إلى أن "حامي الإيمان"، من أوائل الآباء الذين اهتموا ببناء الكنائس، وأشهر كنيسة بنيت في زمنه هي الموجودة في منطقة الآثار بدير مارمينا (المدينة المرمرية التي كانت كلها بالرخام) وكان يأتي لها الناس من كل أنحاء العالم لزيارتها، وهي التي استوحينا منها شكل كاتدرائية الميلاد في العاصمة الإدارية الجديدة أخذنا منها التصميم الأثري القديم وكما كانت الكنيسة القديمة بلا عمدان وأيضًا الجديدة ليس بها عمدان برغم مساحتها الكبيرة التي تستوعب ١٠٠٠٠ شخص (وهي تعتبر أكبر كنيسة في أفريقيا والشرق الأوسط كله)، فالقديس أثناسيوس الرسولي هو صاحب فكرة بداية بناء الكنائس في زمنه، وقبلها كانوا يصلوا في المغائر والمقابر وشقوق الأرض والمزارع ولم يكن هناك كنيسة ثابتة، وأول ملاحظة في خدمة القديس أثناسيوس اهتمامه ببناء الكنائس لأن الكنيسة بيت الله تجمعنا، ووجود كنيسة ثابتة تجعل الإنسان ينمو في حضن الله ولا يضيع أبدًا. 
 
وأشار إلى أن البابا أثناسيوس، كان يهتم أن يحول الأشياء الوثنية إلى صورة مسيحية وكان هناك البرابي الهياكل الوثنية ويحولها لكنائس مسيحية مثل دير الأنبا شنودة في سوهاج كان معبدًا وثنيًّا فرعونيًّا وتحول إلى دير، وصار فيما بعد دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين وصار من أشهر الأديرة. وكانوا يحتفلوا احتفالًا كبيرًا بالعجل آبيس حوله القديس للاحتفال بعيد الملاك ميخائيل، وهذا يظهر الفكر الجيد في تنصير العمل، وأيضًا من الأعياد المشهورة عيد الربيع الذى نحتفل به في 21مارس كل عام ويسمي عيد الطبيعة دائمًا يأتي في فترة الصوم الكبير ومن زمن القديس أثناسيوس تحول هذا العيد إلى اليوم التالي لعيد القيامة وأخذ الملامح الدينية حيث نخرج للخضرة لأن الفردوس فتح أمامنا والقيامة بعد الموت وكذلك المأكولات الموسمية بدأ ربطها بالمعاني الروحية.
 
وأوضح أن القديس أثناسيوس تعرض للنفى ٥ مرات وأُبعد عن كرسيه واحتمل آلامًا شديدة، وحدثت معه معجزات كثيرة، وآثاره مازالت موجودة ونحتفل في ١٥ مايو وهو شهر مليء باحتفالات القديسين.
 
واختتم كلمته قائلا: "الحقيقة أنا فرحان بتدشين الكنيسة ويعيش أنبا جابرييل ويعمر وأبونا إيسيذورس والآباء الذين يخدموا معه، ونيافة الأنبا سيرابيون جاء مخصوص من لوس أنجلوس ليحضر ثمرة كبيرة لخدمة بدأها سنة ١٩٨٣، ومعنا الآباء الأحباء نيافة الأنبا أرساني ونيافة الأنبا مارك ونيافة الأنبا لوقا ونيافة الأنبا أنطونيو ونيافة أنبا جيوفاني والأنبا جابربيل والآباء الأحباء قادمين من إيطاليا ومن فرنسا وألمانيا والمجر ومناطق كثيرة اليوم هو يوم فرح ويجب أن نحفظ هذا اليوم كل مرة وأنتم طيبين 
 
اللي يتربى جوة حضن الكنيسة لا يضيع في المجتمع، الكنيسة ليست مبنى، الكنيسة في الحياة الكنسية والحياة الروحية والعيش داخل الكنيسة هو أقوى صمام أمان بالنسبة لأولادنا الذين ينمون في مجتمع مختلف عن مجتمعنا مصر، ولذلك اهتمامكم بالكنيسة وحضوركم باستمرار شيء مهم لحياتكم ومهم لكل أب وأم لكي تعيشوا في حضن العناية الإلهية، ربنا يحفظكم ويبارك حياتكم ودائمًا فرحانين بعمل حلو في الكنيسة وبعمل جميل في خدمة مباركة لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين."