لا تزال الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تناقش تبعات حادثة استهداف 4 سفن شحن بالقرب من المياه الإقليمية الإماراتية.

 
وأعلنت وزارة الخارجية في الإمارات العربية المتحدة تعرض 4 سفن تجارية لـ"عمليات تخريبية" دون وقوع أضرار بشرية. وقالت السعودية إن ناقلتي نفط تابعتين لها كانتا ضمن السفن التي تعرضت للتخريب.
 
"اختبار لإرادة المجتمع الدولي"
ترى صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن "حادثة التخريب المتعمدة للسفن الأربع أكدت أن الإمارات ليست المستهدفة وحدها؛ بل المنطقة والعالم بأسره". وتضيف أن في هذه المنطقة الحساسة "تلعب بعض الدول الإقليمية المعروفة بمواقفها المتطرفة، دوراً يهدف إلى إفشال أية خطوات من شأنها تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة".
 
وتقول منى بوسمرة في البيان الإماراتية: "عرقلة الملاحة في الممرات المائية الاستراتيجية، وما ينطوي عليه من تداعيات سلبية على أمن الطاقة والاقتصاد العالمي، هي اختبار لإرادة المجتمع الدولي وقدرته على الوقوف بحزم في وجه كل جهة تحاول الإضرار بالاقتصاد العالمي. والرسالة التي يجب أن يطلقها المجتمع الدولي اليوم أنه لا يمكن التهاون بأي شكل مع هذه التهديدات، وضرورة ردعها؛ منعاً لتكرارها وبما يضمن سلامة وأمن وحرية الملاحة في الممرات التجارية الدولية بشكل دائم".
 
وتضيف الكاتبة أن "أصداء الحادث التخريبي كانت فورية في الأسواق العالمية، وهو ما يؤكد الحاجة للتضامن الجماعي الدولي لمواجهة مثل هذه الأعمال التي تستهدف الإضرار بالاقتصاد العالمي؛ لأن السكوت على الحادث وتجاوزه وترك الأمور على حالها، والاكتفاء بالإدانات من دون إجراء فعّال يفتح المجال لابتزازات جديدة وتهديدات أخطر للملاحة الدولية".
 
أما طارق أشقر فيقول في الوطن العمانية إنه "مع استمرار اكتناف حالة الغموض لهذه العملية التي ينبغي على كل حريص على سلام واستقرار المنطقة أن يرفضها ويستنكرها، تظل الحاجة ماسة لكي يتحرك المجتمع الدولي بكامله (سياسيا) وليس عسكريا وبإيجابية هادفة لامتصاص مثل هذا النوع من التوترات ووضع حد يمنع وقوع المزيد منها في إطار من الحكمة والحرص على السلام، وليس المضيّ قدما في اتجاه التصعيد الذي لن يستفيد منه إلا تجارة السلاح، التي قد تقود في نهاية المطاف إلى كوارث اقتصادية وعسكرية وجيوسياسية بالمنطقة".
 
ويضيف أشقر: "في ظل الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج كونها المنتج الأساسي لأهم سلعة استراتيجية في العالم شاء من شاء، ورفض من رفض فكرة أن الخليج هو الأهم اقتصاديا على مستوى العالم، فإن حرص العالم الآخر الذي بيده السلاح على استمرار تدفق النفط، سيحول عمليا دون وقوع مواجهة عسكرية حقيقية سريعة الحسم بين أميركا وإيران، غير أن الاستثمار الذكي لهذه الأزمة بين أميركا وإيران سيظل صانعا أساسيا لتوالي التوترات بالمنطقة من أجل تدفق المزيد من الصرف على الدفاع وشراء السلاح".
 
"عود الثقاب"
من جهته، يقول عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية إن "هذا الاعتداء يبعث على القلق من حيث توقيته، وميدان وقوعه، فاستهداف ناقلات نفط في ميناء الفُجيرة الذي يبعد عن مضيق هرمز حوالي 150 كيلومترًا، ويعتبر ميناء التموين الأهم لناقلات النفط، وتصدير نسبة كبيرة من النفط الإماراتي مُباشرةً إلى المِياه المفتوحة عبر خط أنابيب لتجاوز مضيق هرمز، يعني أن الجِهة التي تقف خلفه كانت تعرف ماذا تفعل، أي خلق هزتين: الأُولى أمنية، والثانية اقتصادية في منطقة تنتظر عود الثقاب لكي تشتعل في مواجهات ربما تتطور إلى حرب إقليمية، وربما عالمية".
 
في السياق ذاته، تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها "من الواضح أن أبو ظبي اختارت التعتيم والتكتم بدل المكاشفة والشفافية، لأسباب سوف تظل مثيرة للشكوك حتى يتضح الحد الأدنى من التفاصيل اللازمة لتفسير حادث نادر وخطير ومثير للقلق، خاصة في ظروف الاحتقان الراهنة التي تعيشها مياه الخليج وشطآنه نتيجة التوتر الشديد بين الولايات المتحدة وإيران. وإلى جانب الحرب الكلامية المستعرة بين واشنطن وطهران، ثمة حاملة طائرات أمريكية رئيسية عبرت قناة السويس إلى المنطقة، تصحبها قطع بحرية وقاذفات استراتيجية وصواريخ باتريوت والعديد من الأسلحة الأخرى الفتاكة".
 
وتضيف الصحيفة أن "هذا التوقيت اللافت يقترن أيضاً بمعطى يلفت الانتباه، هو اختيار الفجيرة تحديداً لتنفيذ أعمال تخريبية ضدّ سفن تجارية تنقل النفط على وجه التحديد، وليس أي بضائع أخرى. ذلك لأن هذا الميناء هو البديل الطبيعي لمضيق هرمز الأهمّ في الخليج العربي وبحر عمان، وقد طُرح على الدوام كحلّ إنقاذي في حال إقدام إيران على إغلاق المضيق".