كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن إحتمال عودة النفايات إلى شوارع منطقة بيروت وجبل لبنان من جديد مع بداية شهر مايو، وذلك بسبب إنتفاء القدرة الإستيعابية لمطمرّي برج حمود والجديدة.

 
إيلاف من بيروت: كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن إحتمال عودة النفايات إلى شوارع منطقة بيروت وجبل لبنان من جديد مع بداية شهر مايو، بسبب إنتفاء القدرة الإستيعابية لمطمرّي برج حمود والجديدة.
 
يؤكد مستشار وزير البيئة جوزيف الأسمر أن "التقديرات تشير إلى أن مطمرّي برج حمود والجديدة سيبلغان قدرتهما الإستيعابية القصوى في أواخر يوليو، ويمكن أن تكون الفترة أكثر من ذلك بقليل"، وأن هناك بعض الإجراءات التي يمكن إعتمادها من أجل طمر النفايات لمدة تزيد على الفترة المذكورة.
 
لن تعود
يطمئن الأسمر اللبنانيين إلى أن النفايات لن تعود إلى الشارع، قائلًا: "نحن نتحمّل مسؤولية ما نقول"، مشيرًا إلى وجود أكثر من حل من أجل الخروج من أزمة محتملة، وبأن كل الإحتمالات واردة ضمن الأطر المشروعة.
 
غير جدية
في هذا الصدد، يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أنه لم تتم فعليًا معالجة الملفات التي أقرّت، من بينها ملف الفساد وملف معالجة النفايات، لأنه لن تتم المعالجة الجدية، وهذه هي حال مجمل الأمور في لبنان، وثقافة عدم الإلتزام جديًا بالملفات هي السائدة حاليًا في لبنان، بمعنى أن الدولة تعرف أنها مقصّرة تجاه المواطن اللبناني، وأنها ليست على مستوى دولة، فهي تقوم بنسبة قليلة من الملفات وتعالجها، لكن بطريقة غير جدية إطلاقًا، وخطورة الأمر تكمن في عدم التغيير في لبنان.
 
مطمر بديل
حول الأزمة الحياتية والبيئية بسبب النفايات التي كانت تهدد لبنان في بداية الشهر، يقول المواطن إيلي فاخوري إن تلك المشكلة واجهناها سابقًا في سنوات سابقة في لبنان، ولكن تبقى القرارات في لبنان مؤجلة، وكل فريق يبحث عمّا يفيده ماديًا وسياسيًا من أي موضوع يطرح عليه، إن كان سياسيًا أو بيئيًا أو اجتماعيًا.
 
أمراض جديدة
كميل سركيس يعتبر أنه إذا ما عادت النفايات إلى ما كانت عليه في بيروت والمناطق، فإن أمراضًا جديدة ستظهر في لبنان، فكل خبراء الصحة يحذّرون من مغبة بقاء النفايات في شوارع لبنان، إضافة إلى أن لبنان على أبواب سياحته الصيفية فكيف يمكن أن نستقبل السيّاح، وأي صورة سيأخذونها عن لبنان، في حال عادت كل تلك النفايات التي قد تطفو مجددًا في شوارعه؟.
 
حلول غير نافعة
غلاديس عون تؤكد أن كل الحلول في لبنان لن تجدي نفعًا، لأنها تبقى حلولًا موقتة، فإضافة إلى مشكلة النفايات اليوم هناك مشاكل عديدة تبقى على عاتق مجلس الوزراء أن يحلها، وهو يقوم بتأجيلها يومًا بعد يوم، بحجج واهية وغير منطقية، لقد آن الآوان برأيها لأن ينتفض كل الشعب اللبناني في وجه حكامه على الأقل من أجل الحصول على حقوقه الحياتية، وليس فقط السياسية منها، لأن الحالة أصبحت "زبالة" سياسيًا واقتصاديًا وحياتيًا وأخلاقيًا ومعنويًا، فأي بلد قد تعوم فيه في المستقبل نفايات كهذه في طرقه هو بلد لا يمكن العيش فيه ولا تربية الأطفال على حقوقهم، ولا يمكن التوقع أن يؤمّن بلد كهذا حقوق الأطفال والشباب.