أكد عدد من الأطباء البيطريين، على أن التمييز والتفرقة بين نوع اللحوم بعد الطهى أو قبله، بالنسبة للمواطنين من غير المتخصيين أمرا ليس بالسهل، لكن هناك مجموعة من العلامات التى قد تساعدهم فى بيان أن كانت اللحوم التى سيتناولونها طبيعية أم لحوم حمير أو كلاب، وأغلبها يتعلق بالرائحة واللون وترتيب الدهون.

قال الدكتور محمد بيومى، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين الفرعية بالقليوبية، إنه يمكن التعرف على لحوم الحمير من الرائحة، فعادة يصدر منها تلك الرائحة التى تميز الأسطبل، بالإضافة إلى أن طبيعة عظم الحمار مميزة عن البقر، لذا فأنه فى الأغلب يتم بيع لحم الحمار دون عظام، كما أن للحم الحمير لون أحمر غامق مميز ويعطى الإحساس بأن الدم مخزن بداخلها.
 
وأضاف بيومى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه أما بعد الطهى تظل رائحة الأسطبل ظاهرة فى لحم الحمار، وتظهر على الشوربة كتل دهنية بشكل كبير، وعند التناول يجدها الشخص "مسكرة"، لكن فى كل الأحوال إذا تم وضع قطعة لحم فقط بعد طهيها، فمن الصعب التعرف على نوعها من جانب غير المتخصصين، لكن عادة الكلاب لا يتم غشها بلحوم البقر والجاموس، لكن يتم ذلك مع الأرانب والمعيز، والريش، لقرب الحجم بينهم
ولفت عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين الفرعية بالقليوبية، إلى أن ضلوع المعزة والخروف عريضة، لكن الكلب والقط رفيع ومدبب، بالإضافة إلى ترتيب العظم مع الدهون واللحم، فى المعزة والخروف تكون العظم ثم اللحم وأخيرا الدهون، لكن الكلاب وفصيلة المفترسات العكس تماما، حيث تكون العظم ثم الدهون وأخيرا اللحوم، وتلك من حكمة ربنا لأن المفترسات عادة ما تتشاجر سويا، وتصاب بجروح، واللحم من السهل أن تلتئم جروحه، لكن العظم صعب.
 
وأوضح بيومى، أن الرائحة ليست دائما عملية سهلة، أو عامل أساسى فى التفرقة، لأن من يغش قد ينقع اللحوم لفترات طويلة فى مواد لتغيير أو تقليل الرائحة، ولكن يظل اللون الأحمر هو المميز لها، والطعم فى الكلاب إلى حد ما قد يظهر مسكر بنسبة أقل من الحمير.
 
أما المسمط، فقال عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين الفرعية بالقليوبية: "من يتناول اللسان وتلك الأطعمة، فمن الممكن أن يلحظ من خلال الأسنان، فلدى الكلاب تكون الأسنان فى الفكين العلوى والسفلى، أما الغنم والمعيز فى العلوى فقط، وهى أمور قد يتلاعب بها البعض أيضا.
 
من ناحية أخرى، قال الدكتور نبيل عبد الجابر، أستاذ اللحوم بكلية الطب البيطرى، جامعة القاهرة، عضو اللجنة العلمية بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن لحم الحمار من اللحوم السهل التعرف عليها حتى إذا تم فرمها والتعامل معها بدرجات حرارة مرتفعة.
 
وأوضح عبد الجابر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه إذا كانت طازجة فأن لونها يظهر بنيا غامق مائل للزرقة، وبه درجة من اللمعان، والدهون الخاصة به لا تتجمد وتظل زيتية حتى بعد دخولها الثلاجة، وفى حال طبخها يظهر منها بقع زينيته منفصلة، كما أنها ذات مذاق "مسكر" بشكل كبير، لزيادة الجليكوجين فى لحوم الفصيلة الخيلية عموما.
 
وفى سياق متصل، قال الدكتور تامر سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين السابق، إن معرفة لحم الكلاب أمرا ليس سهل بالنسبة للمواطنين غير المختصين، خاصة أنه فى حال اعتماد محلات الأغذية المشبوهة وسيارات باعة جائلين عليها، فغالبا يتم فرمها، كما أنه لا يمكن لأى جزار أن يبيع لحوم الكلاب علانية فلن يتمكن من تعليقها مثل باقى اللحوم، لاختلاف حجم الكلب بالنسبة للبقر والجاموس، والمعيز فعادة تحتوى على شعر.
 
وأوضح سمير، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع، أن الفارق الوحيد الذى يمكن رؤيته هو أن اللحوم العادية الدهون تكون بالقرب من الجلد، أما الكلاب فعادة ما يكون الترتيب : هو عضم دهن جلد، مثل باقى فصيلة المفترسات والحمير، وعدد ضلوع القفص الصدرى فى البقر حوالى 14، وهو نفس عدد جميع الحيوانات التى يتم تناول لحومها، أما الكلاب من 12 إلى 13 ضلعا فقط، لكن عادة ما يتم تقطيعها وبيعها بالمحلات كونها موزة بتلو فى المطعم، لا يمكن معرفتها، إلا فى حال إجراء تحليل فى المعامل المتخصصة.
وتابع عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين السابق: "اللحمة لو اتفرمت، ولا أجدع طبيب بيطرى هيعرفها، وبالتالى أنصح الجميع أن يشترى اللحوم صحيحة من الجزارين الذين يضمنون مصدر لحومهم، وفى حال رغبتهم فى شراء لحم مفروم، أن يطلب فرمها أمامه، ولا يشترى لحوم جاهزة، خاصة أن لحوم الكلاب تدخل عادة فى المصنعات لأنه من الصعب معرفة أصل اللحوم المستخدمة بها".
 
استطرد سمير حديثه: "اللحوم الخاصة بالكلاب تصبح مسودة فور تعليقها فى الهواء، والحمير تتحول للون المائل للزرقان، واللحم البلدى تظل طبيعية حتى بعد الطهى، لكن باقى اللحوم تظهر رائحة عفن نفاذة منها، كالأسطبل بالنسبة للحمير، والغنم رائحة نشادر وأمونيا".