إنه تحوت رب المعرفة في مصر القديمة، صاحب الحكمة العميق، الكتابة الهيروغليفية، والواقف على الميزان في محاكمة الروح، أطلق عليه اليونان: هيرمس، وأطلق عليه اليهود أخنوخ الذي اختطفه الله حياً! وجاءت مدرسة الإسكندرية: «بطليموس الأول 300ق.م إلى 300 بعد الميلاد» ترجمت أعماله بل شوهتها، وأطلقت عليها:

The Thrice Great Hersmes And His Hermetical Writings، مثلث العظمة هيرمس «تحوت» وكتاباته الهرمسية، وبكل أسف قضت روما المسيحية والكنيسة، على مدرسة الإسكندرية ومكتبتها التي احترقت بل ووصفت هذه الحضارة العظيمة بالوثنية أي Paganism Country Dweller انتهى هذا العصر العظيم المصرى اليونانى الرومانى بمصرع العالمة الجميلة العظيمة هيباتيا، هذه النهاية المؤلمة الحزينة على يد مجموعة من المسيحيين على رأسهم بطرس القارى، وبذلك دخل العالم إلى عصر الظلام منذ 415م ولمدة ألف عام.

هرب حاملو فكر تحوت «هيرمس» إلى العالم من حولهم، وهم الصابئة ومعناها حكماء مصر، وجاء ذكرهم في القرآن الكريم، أنهم كانوا يؤمنون بالله، واليوم الآخر، ويعملون صالحاً، لذلك، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ازدهرت الحضارة الإسلامية وبلغت قمتها في القرن التاسع الميلادى لأنه حيثما يكون فكر تحوت تكون الحضارة، ترجمت أعمال تحوت من حكمة وعلوم، وكان منهم ثابت بن قرة، ابن سينا، الفارابى، ابن رشد، حتى قضى عليها منذ 830م كما قضى عليها في أوروبا، وكان من أشهر شهدائها الحلاج.

ظلت عصور الظلام، والحروب الدينية بين أصحاب الأديان المختلفة، بل وأصحاب الدين الواحد، لم يجد حاملو فكر تحوت مكاناً يرحلون إليه، إلا فلورنسا في شمال إيطاليا، تأثر بهذا الفكر الحضارى المستنير لوناردو دافنشى، رافايل، وفى سنة 1460م عثروا على أعمال تحوت، وأتوا بها إلى فلورنسا وترجموها بأمر من حاكم فلورنسا بعد غيابها ألفى سنة، انقشعت عصور الظلام وبدأ عصر النهضة أو الرينيسانس.

ومعناها: الميلاد من جديد.

انتشرت التحوتية أو الهرمسية في أوروبا، روكلين، لوثر، إرازموس، توما الأكوينى، بارسيليوس، كوبرنيكس، وبكل أسف في سنة 1490م هاجمت فرنسا الكاثوليكية فلورنسا، وحطمتها تحطيماً!! هرب حاملو فكر تحوت، وفى ظرف 200 «مائتين من السنين»، كانت الحضارة التحوتية قد انتشرت في العالم كله.

إليزابث الأولى مؤسسة الإمبراطورية البريطانية اعتنقت الحضارة التحوتية، ومعها والتر رالى، وكريستوفر مارلو، فرانسيس باكون، جون دى، شكسبير، فكانت بريطانيا العظمى، نادى برونو بأفكار هرمس، فكان نصيبه من الكنيسة الكاثوليكية ثمانى سنوات من التعذيب، والحرق حياً!!

آمن بفكر تحوت إسحاق نيوتن، وكان يعمل في ألـ Alchemy وهى كلمة معناها «من مصر» وهذا الفرع من العلوم هو محاولة تحويل المعادن الرخيصة كالرصاص إلى معادن ثمينة كالذهب، كما اعتنق الهرمسية كبلر الفلكى الكبير، وطلب من الله أن يغفر له سرقته قانون حركة الإجرام السماوية من على التماثيل الذهبية من مصر القديمة، كذلك الشاعر الكبير جون ميلتون 1640م.

جاء في ترجمة تحوت أن الله خلق العالم بكلمة اسمها: Son Of Gad، ابن الله، وجاءت المسيحية تقول إن المسيح هو ابن الله، وجاء الإسلام يقول: إنما المسيح كلمة الله، وروح منه، عظيمة يا مصر.

من مصادر هذه المقالة هذا الكتاب الرائع:

The Hermetica- The Lost Wisdom Of The Pharaohs

مصر أخرجت العالم من عصور الظلام.
نقلا عن المصري اليوم