كتب - نعيم يوسف

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كلمة أثناء استقباله لوفد الأكاديمية اللاهوتية الروسية، أكد فيها أن مصر لها مكانة فريدة في الجغرافيا والطبيعة وأيضا الكتاب المقدس، لافتا إلى أنه في الكتاب المقدس ذكر اسم مصر والمصريين حوالي 700 مرة.
 
وجاء نص الكلمة التي ألقاها البابا كالأتي:
أهلا وسهلا بكم أنا سعيد إني أتقابل معكم ... نحتفل بعيد القيامة وبفرحة القيامة. أرحب بنيافة رئيس الأساقفة وأرحب بالسادة الرهبان وأرحب بكم كدارسين وطلبة وأجو أن تكونوا متمتعين في مصر وتجمعوا خبرة روحية قوية عن مصر. التاريخ المصري المسيحي تاريخ رائع. أيضا أود أن أعزيكم في حادث الطائرة أعزي أسر الذين ماتوا وأسر المصابين كما أتذكر بحضوركم مقابلتي مع صاحب الغبطة البطريرك كيرل ونشتاق يوما أن يزورنا هنا في مصر وأرجو أن تنقلوا هذه الرغبة إلى قداسته ...زارنا منذ عدة أشهر المطران إيلاريون وهو صديق لنا وأنا زرت روسيا مرتين وكانت كلها ذكريات ممتعة نتذكرها في كل حين ...ونحن نرحب بكل الوفود الروسية التي تأتي إلينا ...أتى إلينا في فترة سابقة رؤساء الأديرة من روسيا وأرسلنا أيضا وفد من رؤساء الأديرة القبطية إلى روسيا وعادوا بانطباعات طيبة. نحن نعرف مقدار الروحانية الروسية وقد لمست ذلك أثناء زيارتي ونقرأ في التاريخ الروسي عن قديسين وأبرار كثيرين. ويوجد بيننا تعاون بين الكنيستين القبطية والروسية. وأنا سعيد بصفة خاصة بوجود شباب دارسين يتعرفوا علينا ونتعرف عليهم فهؤلاء يكونون كنيسة المستقبل التي نشتاق أن تكون واحدا في المسيح.
 
أود أن أذكر كلمة بسيطة جدا عن التاريخ المسيحي القبطي. الصور في الأماكن التي زرتموها وكان من بينها الأهرام وواضح إنكم كنتم سعداء للغاية. هذه الأهرامات من الحجارة وتوجد في التاريخ المسيحي ثلاثة أهرامات 
 
رمزية :
1- الهرم الأول هرم التعليم اللاهوتي : الذي تأسس هنا في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية علي يد القديس مارمرقس الرسول وأمتد التعليم اللاهوتي في الكنيسة القبطية إلى هذه الأزمنة التي نحن فيها من خلال المعاهد اللاهوتية ولذلك من الرائع أن تكونوا دارسين في اللاهوت في كليات روسيا وتحضرون إلينا وتتعاونون مع المعاهد القبطية 
 
2- الهرم الثاني هو هرم الاستشهاد: تاريخ الكنيسة القبطية ملئ بالشهداء وليس في الزمن القديم لكن في الحديث أيضا. أرجو أن تزوروا هنا الكنيسة البطرسية قد تعرضت لحادث إرهابي منذ حوالي 3 سنوات فالاستشهاد هو الدم الذي يقوي الإيمان ونعتبر الاستشهاد هو مشاركة مع المسيح في الصليب كما هو مكتوب "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا" ومكتوب أيضا "محبة المسيح تحصرنا" 
 
توجد أديرة لدينا كثيرة على أسماء شهداء مثل دير الشهيد مارمينا القريب من الإسكندرية ودير الشهيدة القديسة دميانة للراهبات في دلتا النيل
 
3- الهرم الثالث في العالم هو هرم النسك : وكما تعلمون الراهب الأول في العالم هو القديس أنطونيوس وهو مصري من صعيد مصر ومن بعده نشأت الأديرة الكثيرة. أنتم زرتم دير الأنبا بيشوي وستزورون دير الأنبا انطونيوس والأنبا بولا.
 
هذه الأهرامات الثلاثة هرم التعليم اللاهوتي وهرم الاستشهاد وهرم النسك أو الحياة الديرية تميز تاريخ الكنيسة القبطية.
 
نحن كنيسة بنعمة المسيح قوية وحية. يوجد شباب كثير يتجه إلى الحياة الديرية وأيضا إلى الدراسات اللاهوتية وكثيرون يكرسون حياتهم للخدمة الكهنوتية والشموسية والدياكونية وايضا خدام متطوعين لخدمة مدارس الأحد. 
 
المجمع المقدس في الكنيسة القبطية يشمل 125 مطران وأسقف نحن في مصر 15 مليون قبطي ونعيش مع 85 مليون مصري مسلم في وحدة وطنية قوية والسبب اننا كلنا نعيش حول نهر النيل أطول نهر في العالم يمر في 9 دول ونحن الدولة العاشرة والأخيرة حيث يصب في البحر المتوسط
 
يوجد أيضا 2 مليون قبطي خارج مصر في أماكن كثيرة (أوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا وأستراليا) فعلى سبيل مثال يوجد لدينا 3 كنائس قبطية في أبعد نقطة في جزيرة فيجي وهي بعد أستراليا حوالي 4 ساعات بالطائرة ولنا كنائس قبطية في الجانب الآخر كالبرازيل وبيرو ..فنحن نؤمن أن أهم شئ هو رعاية الإنسان في كل مكان. بعض الدول يوجد بها 2 أو 3 أفراد أقباط مثل ليتونيا واستونيا ونحن نرسل لهم على فترات متباعدة بعض الآباء الكهنة لرعايتهم. 
 
الدور الرئيسي للكنيسة هو الرعاية الروحية 
والدور الثاني هو الدور الاجتماعي 
والدور الثالث هو الدور الكرازي 
 
ولذلك نحن نخدم في دول كثيرة في أفريقيا القارة التي نعيش فيها ولنا كنائس وأديرة ومستشفيات فعلى سبيل مثال لنا أكبر مستشفى في العالم لعلاج الإيدز في كينيا ودير القديس مرقس. 
 
هذه صورة بسيطة جدا عن الكنيسة وعن خدمتها وأرجو أن تصل إليكم في هذه الزيارة القصيرة ولكنها المرة الأولى. 
 
أرجو أن تتمتعوا في زيارتكم لمصر وتدونوا كل ما تروه كتابة وبالصور وتنقلوا هذه الخبرة لكنيستكم وهذا يبني جسور قوية للعلاقة بين الكنيستين. واكرر دعوتي لصاحب القداسة البابا كيرل وسنسعد كثيرا 
 
وأيضا أشكركم على هذه الزيارة التي أرجو أن تتكرر وسوف أبعث بوفد مماثل لزيارتكم في روسيا وذلك من خلال لجنة الحوار بين الكنيستين.
 
النقطة الأخيرة التي أود أن اختم بها كلمتي أن مصر لها مكانة فريدة في الجغرافيا والطبيعة وأيضا الكتاب المقدس. في الكتاب المقدس ذكر اسم مصر والمصريين حوالي 700 مرة وهذا يدعو للفخر ونفتخر أن بلادنا زارتها العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والرب يسوع والقديس يوسف النجار وتحركوا في مصر من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب وظلوا في مصر 3 سنوات و6 أشهر و10 أيام وهذه الزيارة كان نصفها على الأرض والآخر في نهر النيل والنقطة الوسطى في هذه الزيارة تقع هنا في القاهرة في منطقة المعادي التي تعني "الذي يعلو" وسارت العائلة المقدسة في حوالي 25 محطة وصار في هذه المواضع أديرة وكنائس ومزارات. أرجو أن يكون في برنامجكم وقت لأخذ بركة بعض هذه المواضع وسوف أقدم لكم هدية خاصة بزيارتكم تخص زيارة العائلة المقدسة لمصر، أشكركم كثيرا.