فرانسوا باسيلي
قصائدي سحبٌ في سماءٍ غريبة
أهشها كالخراف
لكنها تضيع كل مرة
تهيم في دروب الكون
لم أكن راعياً صالحاً
مزاميري حبيسةٌ بداخلي
كهواءٍ فاسدٍ في كهف

والآن أجلس وحدي
علي حافة المجرة
في إنتظار النيزك الأخير
الذي سيقذفني من الغيب للغيب
لا أمسي سيشفع لي
ولا غدي
تاريخ من الخيانات
صنعته بيدي

لا بيد الآخرين
تنكرت لكثيرين
وما أكثر من تنكروا لي
وأقساهم كانت نفسي
نفسي الحزينة حتي الموت
آلهة الأقدمين أشاحت وجهها عني
ولم تعد ترسل الأمطار
لجسدي
فهنا آخر المطاف
لا بنفسج يبهج

ولا شجر الصفصاف
يردد ما أقول سراً
للنهر الصاعد للسموات
قلت لعله يحمل الحروف
للأعالي
رسالةً مقابل رسالة
لعله .. أو لعله ..
سألت النهر
هل صعدت بزفرات الأموات
وهبطْت بالآيات؟
قال لا
ليس في فمي لغات
ولم يعد يسير فوق الماء أحد

سألته هل رأيت الروح؟
قال نعم
رأيتها مرةً في زهرة
ومرةً في حفرة
ومرةً تخرج من جسدٍ
لتدخل في جسد
لكنها الآن في حجرٍ لا ينطق
لا تضيء ولا تبوح
قلت له وأنت

أيها الطيب السموح
أيها العاشق الصادق الغارق في الجموح
واسع الصدر ضيق المسافات
مرسل القصائد الحزينة لي
في ليل الوحي في كهف التجلي
كم سفينة أرسلت من لدنك لي
لكي أعود
كم قلت لي: إرجع
وكم قلت لنفسي
وهي تذرع الأرض ولا تهجع
كيف أعود؟
هل يعود النهر للمنبع؟

ولمن أعود؟
وأنت نفسك لم تعد نفسك
والمكان لا مكان
والزمان كان يا ما كان
وانت تموت بين يدي
فلماذا تموت بين يدي الآن
كوردةٍ تذبل في السفوح
أأنت روحٌ أم جسد؟
أم أنت جسدي؟
......................

أما بقيت معي مرة؟
قال لا
قدري النزوح
فالأوطان سيان
والأوطان أحزان
وأنا بلا أحد.